المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



كلام عن مُوهم الاختلاف في القرآن  
  
10312   09:12 صباحاً   التاريخ: 24-09-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص244-248
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / شبهات وردود /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014 7492
التاريخ: 24-09-2014 16812
التاريخ: 23-11-2014 9179
التاريخ: 23-04-2015 7820

 قال تعالى : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } [النساء: 82] تلك مِيزة قرآنيّة : لا يوجد فيه اختلاف ؛ حيث صَنَعه تعالى القويم يفترق عمّا يَصنعه البشر ذا نقصٍ وعيب ، إذ كلّ يعمل على شاكلته ، وقد أخذه الله تعالى دليلاً على الإعجاز الخارق !

وهناك مِن قديمٍ مَن كان يَزعم أنّ في القرآن اختلافاً ، ويَرجع عهدُه إلى الصدر الأَوّل حيث رُوي أنّ سائلاً سأل الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن ذلك ، فأجابه الإمام في رحابة صدر وحلّ إشكاله ، واستبصر على يديه .

روى أبو جعفر الصدوق بإسناده المتصل إلى أبي معمر السعداني قال : إنّ رجلاً أتى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّي شَكَكت في كتاب الله المُنزَل قال ( عليه السلام ) : ( وكيف شَكَكت في كتاب الله ؟! ) قال لأنّي وجدتُ الكتاب يُكذّب بعضُه بعضاً فكيف لا أشكّ فيه ؟!

فقال الإمام : ( إنّ كتاب الله لَيُصدّق بعضُه بعضاً ولا يُكذّب بعضُه بعضاً ، ولكنّك لم تُرزق عقلاً تنتفع به ، فهات ما شَكَكت فيه ) ، فجعل الرجل يَسرد آيات زَعَمَهنّ مُتهافِتات

ويُجيب عليهنّ الإمام على ما سنذكر (1) .

وهكذا روى صاحب كتاب الاحتجاج : أنّ بعض الزنادقة جاء إلى الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال له : لولا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلتُ في دينِكم . فقال له : ( وما هو ) ؟ فجعل يسرد آيات بهذا الشأن ليأخذ جوابَه الوافي ، وشكره أخيراً ودَخل في حظيرة الإسلام (2) .

وروى عبد الرزّاق في تفسيره بإسناده إلى سعيد بن جبير قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : رأيتُ أشياء تختلف عليّ من القرآن ! فقال ابن عباس : ما هو ؟ أشكّ ؟! قال: ليس بشكٍّ ، ولكنّه اختلاف ! قال : هات ما اختلفَ عليك من ذلك ، فجَعل الرجل يَذكر مواردَ الاختلاف حسب زعمه ويُجيبه ابن عباس تِباعاً ، على ما سنورده (3) .

وحتّى أنّهم زَعموا أنّ ابن عباس توقّف عن الإجابة في بعض هذه الموارد . روى أبو عبيدة بإسناده عن أبي مليكة قال : سأل رجل ابن عباس عن قوله تعالى : {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} [السجدة: 5] وقوله : {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] فقال ابن عباس : هما يَومان ذَكَرَهما الله تعالى في كتابه ! ألله أعلم بهما ! (4) .

لكن ابن عباس قد أجاب عن ذلك إجابةً إجماليّة ، وأنّهما يَومان لا يوم واحد ؛ ليكون قد عبّر عنهما باختلاف المِقدار ، ولعلّه لم يهتدِ إلى تعيين أحدهما عن الآخر وسنذكر تفصيل البيان فيه .

ويظهر من أحاديث صَدرت عن أَئمة السلف أنّ حديث التناقض في آي القرآن كان مُتفشّياً ذلك العهد ؛ ومِن ثَمّ ورد ذمّه والذبّ عن سلامة القرآن على لسان الأئمة ( عليهم السلام ) قال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في ذمّ اختلاف العلماء في الفُتيا :

( والله سبحانه يقول {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38] وفيه تبيان لكلّ شيء ، وذكر أنّ الكتاب يصدّق بعضه بعضاً ، وأنّه لا اختلاف فيه ... ) (5) .

وروى الصدوق بإسناده إلى الإمام أبي عبد اللّه الصادق عن أبيه أبي جعفر الباقر( عليهما السلام ) قال : ( ما ضَرَبَ رجلٌ القرآن بعضه ببعضٍ إلاّ كفر ) (6) .

ولأبي علي مُحمّد بن المستنير البصري المشتهر بقطرب ( ت206 ) ـ النحوي اللغوي الأديب البارع تلميذ سيبويه ومِن أصحاب الإمام الصادق والرواة عنه ـ كتاب أفرده بالتصنيف في مُوهم الاختلاف والتناقض في آيات الحكيم .

قال الزركشي : وقد رأيت لقطرب في ذلك تصنيفاً حسناً ، جَمَعه على السوَر (7) ، وكتابه هو المُسمّى بالردّ على المُلحدينَ في تشابه القرآن ، ذكره القفطي (8) .

وهكذا في منتصف القرن الثالث أيّام الإمام أبي مُحمّد الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام ) ( 260 ) نجد فليسوف العراق ابن إسحاق الكندي (9) قام بتأليف رسالة يَجمع فيها تناقض القرآن ، لولا أنّ الإمام العسكري قام في وجهه وأفحم حجّته فتركها .

روى أبو القاسم الكوفي (10) في كتابه ( التبديل ) أنّ ابن إسحاق الكندي أخذ في تأليف تناقض القرآن وشَغَل نفسه وتفرّد به في منزله ، وأنّ بعض تلامذته دخل يوماً على الإمام الحسن العسكري ، فقال له أبو مُحمّد : ( أَما فيكم رجل رشيد يَردع أُستاذكم الكندي عمّا أخذ فيه مِن تشاغله بالقرآن ؟! فقال التلميذ : نحن من تلامذته ، كيف يجوز منّا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره ؟! فقال له أبو مُحمّد : أتؤدّي إليه ما أُلقيه عليك ؟ قال : نعم ، قال : فَصِر إليه وتلطّف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله ، فإذا وقعت الاُنسة في ذلك فقل له : قد حضرتني مسألةٌ أسألك عنها ؟ فإنّه يَستدعي ذلك منك ، فقل له : إن أتاك هذا المُتكلّم بهذا القرآن ، هل يجوز أنْ يكون مراده بما تكلّم منه غير المعاني التي قد ظننت أنّك ذهبت إليها ؟ فإنّه سيقول لك : إنّه من الجائز ، لأنّه رجل يفهم إذا سمع ، فإذا أوجب ذلك فقل له : فما يدريك لعلّه قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فتكون واضعاً لغير معانيه ، فصَار الرجل إلى الكندي وتلطّف إلى أنْ ألقى عليه هذه المسألة ، فقال له الكندي : أعد عليَّ ، فأعاد عليه ، فتفكّر في نفسه ورأى ذلك مُحتملاً في اللغة وسائغاً في النظر ، فقال : أقسمت عليك إلاّ أخبرتني من أين لك ؟ فقال : إنّه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك ، فقال : كلاّ ، ما مِثلك مَن اهتدى إلى مثل هذا ، ولا ممّن بلغ هذه المنزلة ، فعرّفني من أين لك هذا ؟ فقال : أمرني به أبو مُحمّد ، فقال : الآن جئت به ، وما كان ليخرج مثل هذا إلاّ من ذلك البيت ، ثمُّ إنّه دعا بالنّار وأحرق جميع ما كان ألّفه في ذلك (11) .

ولابن قتيبة ( 213 ـ 276 ) كلامٌ مسهبٌ في الردّ على الطاعنينَ في القرآن على جهة زعم الاختلاف تعرّض له في كتابه الشهير ( تأويل مشكل القرآن ) في شرحٍ وتفصيل .

وللشريف الرضي ( 359 ـ 406 ) بحثٌ لطيفٌ في ذلك عنونه باسم ( حقائق التأويل في متشابه التنزيل ) .

وهكذا القاضي عبد الجبّار المعتزلي ( ت415 ) فصّل الكلام في ( تنزيه القرآن عن المطاعن ) .

ولقطب الدين الراوندي ( ت573 ) في كتابه ( الخرائج والجرائح ) باب عَقَده للردّ على مطاعن المخالفينَ في القرآن (12) .

ولابن شهر آشوب المازندراني ( ت588 ) كتاب قيّم في ( متشابهات القرآن ومختلفه ) .

ولمُحمّد بن أبي بكر الرازي ( ت 666 ) رسالة شريفة أجابَ عن ألف ومئتي مسألة حول شبهات القرآن .

ولجلال الدين السيوطي ( ت911 ) في كتابه ( الإتقان ) ـ نوع 48 ـ بحثٌ مستوفٍ عن مشكل القرآن ومُوهم الاختلاف والتناقض فيه .

وللمولى مُحمّد باقر المجلسي ( 1037 ـ 1111 ) في موسوعته القيّمة ( بحار الأنوار ، ج89 ، ص141 ، وج90 ، ص98 ـ 142 ) استيعاب شامل لسفاسف أهل الزيغ والباطل حول القرآن الكريم ، والردّ عليها فيما ورد في كلام المعصومين والعلماء الأعلام ، جزاه اللّه عن الإسلام والقرآن خيراً .

وأخيراً ، قام الأُستاذ الشيخ خليل ياسين بتأليف كتاب يحتوى على 1600 سؤال وجواب حول مشكل القرآن ، أَسماه ( أضواء على متشابهات القرآن ) .

وللعلاّمة الأُستاذ الشيخ جعفر السبحاني تأليفٌ لطيفٌ في التفسير الصحيح لمشكل آيات القرآن الحكيم .

تلك مواقف مشهودة في الدفاع عن قُدسية القرآن الكريم قام بها جهابذة الفنّ والعمدة من العلماء الأعلام ، شكر اللّه مساعيهم وأجزل لهم المثوبة وحسن مآب .

____________________________


(1) راجع : كتاب التوحيد ، للصدوق ، ص 255 ، رقم 5 ، باب الردّ على الثنوية والزنادقة ، وأورده المجلسي في كتاب القرآن من البحار ، ج 90 ، ص 127 ـ 142 .

(2) راجع : الاحتجاج للطبرسي، ج 1 ، ص 358 ـ 359 ؛ وأورده المجلسي في البحار ، ج 90 ، ص 98 ـ 127 .

(3) راجع : الإتقان ، ج 3 ، ص 79 ، النوع 48 .

(4) الإتقان ، ج 3 ، ص 83 .

(5) نهج البلاغة ، الخطبة 18 ، ص61 .

(6) معاني الأخبار ، ص183 ، طبعة النجف الأشرف .

(7) راجع : البرهان ، ج2 ، ص45 ، والإتقان ، ج3 ، ص79 .

(8) انظر : إنباء الرواة ، ج3 ، ص219 .

(9) هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق من وُلد مُحمّد بن الأشعث بن قيس الكندي فيلسوف العرب في وقته ( 183 ـ 260 ) كان رأساً في حِكمة الأوائل ومنطق اليونان والهيئة والنجوم والطبّ وغير ذلك ، وكان له باع أطول في الهندسة والموسيقى ، وكان مُتّهَماً في دينه ، قال له أصحابه : لو عَمِلت لنا مثل القرآن ، فأجابهم على ذلك ، فغاب عنهم أيّاماً ثمّ خرج إليهم وأذعن بالعجز ، قال : واللّه لا يقدر على ذلك أحد ، قال الذهبي : وكان مُتّهماً في دينه ، بخيلاً ، ساقط المروءة ، وله نظم جيّد وبلاغة وتلامذة ، همَّ بأنْ يعمل شيئاً مثل القرآن فبعد أيام أذعن بالعجز .

راجع سير أعلام النبلاء للذهبي ، ج12 ، ص337 ، ولسان الميزان لابن حجر ، ج6 ، ص305 ، ودائرة المعارف للقرن العشرين لمُحمّد فريد وجدي ، ج10 ، ص944 ـ 953 ، والمُنجد في الأعلام ، ص595 .

(10) هو أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي صاحب كتاب تفسير فرات ، كان من أعلام الغيبة الصغرى ( 260 ـ 329 ) ، وفي النُسخة إسقاط ( ابن ) فصحّحناها بدلائل القرائن (1) المناقب لابن شهر آشوب ، ج4 ، ص424 ، وأورده المجلسي في بحار الأنوار ، ج50 ، ص311 في تأريخ حياة الإمام العسكري ( عليه السلام ) .

(12) الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي ، ج3 ، ص1010 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .