أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
8134
التاريخ: 24-09-2014
8515
التاريخ: 8-11-2014
7890
التاريخ: 24-09-2014
8695
|
قال تعالى : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } [البقرة: 34] .
الكلام في سجود الملائكة لادم ، وكيف جاز ذلك؟ مع أن السجود لا يجوز لغير الله ، وقد أجاب العلماء عن ذلك بوجوه :
الرأي الاول :
إن سجود الملائكة هنا بمعنى الخضوع ، وليس بمعنى السجود المعهود.
ويرده : أن ذلك خلاف الظاهر من اللفظ ، فلا يصار إليه من غير قرينة ، وأن الروايات قد دلت على أن ابن آدم إذا سجد لربه ضجر إبليس وبكى ، وهي دالة على أن سجود الملائكة الذي أمرهم الله به ، واستكبر عنه إبليس كان بهذا المعنى المعهود ، ولذلك يضجر إبليس ويبكي من إطاعة ابن آدم للأمر وعصيانه هو من قبل.
الرأي الثاني :
إن سجود الملائكة كان لله ، وإنما كان آدم قبلة لهم ، كما يقال : صلى للقبلة أي إليها. وقد أمرهم الله بالتوجه إلى آدم في سجودهم تكريما له وتعظيما لشأنه.
ويرده : أنه تأويل ينافيه ظاهر الآيات والروايات ، بل ينافيه صريح الآية المباركة. فإن إبليس إنما أبى عن السجود بادعاء أنه أشرف من آدم ، فلو كان السجود لله ، وكان آدم قبلة له لما كان لقوله :
{ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء: 61] معنى لجواز أن يكون الساجد أشرف مما يستقبله.
الرأي الثالث :
إن السجود لادم حيث كان بأمر من الله تعالى فهو في الحقيقة خضوع لله وسجود له.
وبيان ذلك : أن السجود هو الغاية القصوى للتذلل والخضوع ، ولذلك قد خصه الله بنفسه ، ولم يرخص عباده أن يسجدوا لغيره ، وإن لم يكن السجود بعنوان العبودية من الساجد ، والربوبية للمسجود له. غير أن السجود لغير الله إذا كان بأمر من الله كان في الحقيقة عبادة له وتقربا إليه ، لأنه امتثال لأمره ، وانقياد لحكمه ، وإن كان في الصورة تذللا للمخلوق. ومن أجل ذلك يصح عقاب المتمرد عن هذا الامر ، ولا يسمع اعتذاره بأنه لا يتذلل للمخلوق ، ولا يخضع لغير الامر (1).
وهذا هو الوجه الصحيح : فإن العبد يجب أن لا يرى لنفسه استقلالا في اموره ، بل يطيع مولاه من حيث يهوى ويشتهي. فإذا أمره بالخضوع لاحد وجب عليه أن يمتثله ، وكان خضوعه حينئذ خضوعا لمولاه الذي أمره به (2).
ونتيجة ما قدمناه :
أنه لا بد في كل عمل يتقرب به العبد إلى ربه من أن يكون مأمورا به من قبله بدليل خاص أو عام. وإذا شك في أن ذلك العمل مأمور به كان التقرب به تشريعا محرما بالأدلة الاربعة. نعم إن زيارة القبور وتقبيلها وتعظيمها مما ثبت بالعمومات ، وبالروايات الخاصة من طرق أهل البيت : الذين جعلهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) قرناء للكتاب في قوله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي (3). وتؤكد جوازها أيضا سيرة المسلمين وجريهم عليها من السلف والخلف ، وما قدمناه من الروايات عن طرق أهل السنة.
______________________
1 ـ انظر التعليقة رقم (21) بشأن تأويل آية السجود من قبل بعض أصحاب الكشف ـ في قسم التعليقات.
2 ـ انظر التعليقة رقم (22) لمعرفة ما قاله تعالى لإبليس في ترك السجود ـ في قسم التعليقات.
3 ـ تقدم بعض مصادر الحديث في الصفحة 18 ، 398 من هذا الكتاب.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|