فسيولوجيا البصل

تكوين الابصال :

يبدأ تكوين الابصال بتشحم قواعد الاوراق لمسافة قصيرة اعلى الساق القرصية نتيجة لتخزين الغذاء فيها ويصاحب ذلك تكوين أوراق جديدة في مركز البصلة ، الا أن هذه الاوراق تتشحم، وتصبح أوراق تخزين فقط وذلك لأن انصالها لا تظهر من البصلة ، وقد تنمو البراعم الجانبية لتكون ما تعرف بالأبصال المزدوجة.

ويتأثر تكوين الابصال بالعوامل التالية :

1 - الفترة الضوئية:

تتراوح الفترة الضوئية الحرجة لتكوين الابصال من 11 ساعة في الاصناف المبكرة الى 16 ساعة في الاصناف المتأخرة . ولكن جميع أصناف البصل تعد من نباتات النهار الطويل بالنسبة لتكوين الابصال لأنها لا تكون ابصالا إذا زاد طول الليل على حد معين.

واذا لم تتعرض نباتات البصل للحد الأدنى من الفترة الضوئية الحرجة . فإنها تستمر في النمو الخضري دون ان تكون ابصالا . ويستفاد من هذه الظاهرة في انتاج البصل الاخضر بزراعة الاصناف التي تحتاج الى نهار طويل لتكوين الأبصال في مناطق لا تتوفر فيها احتياجاتها من الفترة الضوئية وعلى العكس من ذلك نجد أن تعريض نباتات البصل في وقت مبكر من نموها لفترة ضوئية أطول من الفترة الحرجة اللازمة لتكوين الابصال يدفعها الى تكوين الابصال مبكراً قبل ان تكون النباتات مجموعاً خضرياً قوياً ويؤدى ذلك الى تكوين ابصال صغيرة ويستفاد من ذلك في انتاج ابصال التخليل ، حيث تزرع الاصناف التي يمكنها تكوين الابصال في النهار القصير نسبياً في مناطق ذات نهار أطول من الاحتياجات الضوئية لهذه الاصناف. وتعد الأوراق الصغيرة النامية العضو النباتي الذى يستقبل تأثير الفترة الضوئية المهيئة للإزهار .

2 - شدة الإضاءة:

يؤدى نقص شدة الاضاءة الى تأخير تكوين الأبصال ، وقد تعوض الاضاءة القوية النقص في طول الفترة الضوئية ، كما قد تعوض الفترة الضوئية الطويلة الانخفاض في شدة الاضاءة ، ولكن ذلك يتم في نطاق محدود ؛ حيث لا يمكن ان تتكون الأبصال اذا نقصت الفترة الضوئية كثيرا عن الفترة الحرجة مهما ازدادت شدة الاضاءة.

3- درجة الحرارة :

يؤدى الانخفاض في درجة الحرارة الى تأخير تكوين الابصال ، وقد يصل التأخير الى 3-4 اسابيع ، بينما يؤدى ارتفاع درجة الحرارة الى تكوين الابصال قبل ان تكون نمواً خضرياً جيداً ؛ ولذا .. تتكون ابصال صغيرة الحجم . ويتراوح المجال الحراري الملائم لتكوين الابصال من 16-26 م .

4- عمر النبات:

تزداد سرعة تكوين الابصال بزيادة عمر النبات ويعد عمر النبات وليس المسطح الورقي العامل المؤثر في استجابة النبات للفترة الضوئية الطويلة.

5- حجم النبات :

يوجد حد أدنى للنمو النباتي الذى يمكن أن يبدأ معه تكوين الابصال عند توفر الظروف المناسبة من فترة ضوئية ودرجة حرارة . وكلما ازداد حجم النبات عند بداية تكوين الأبصال ازداد البصلة المتكونة ، وبصفة عامة.. نجد أن النباتات الناتجة من زراعة بصيلات تكوين أسرع في تكوين الابصال من تلك التي تنتج من زراعة شتلات وهذه بدورها تكون أسرع في تكوين الابصال من تلك التي تنتج من زراعة البذور مباشرة .

6 - معاملات منظمات النمو :

أن معاملة نباتات البصل مرة ، أو عدة مرات بالاثيفون Ethephon بتركيزات تراوحت من 500- 10000 جزء في المليون ادت الى تبكير الأبصال في جميع الاصناف التي درست ، سواء أكانت مبكرة ام متوسطة ، ام متأخرة النضج .. وكانت أكثر التركيزات فاعلية هي 5000، و 10000 جزء في المليون ولكنها أحدثت أيضاً نقصاً في نمو الاوراق ، وفي حجم البصلة.

الأزهار والإزهار المبكر :

يهتم كل من منتج البصل ومنتج بذور البصل بظاهرة الازهار flowering ، فعند إنتاج البذور .. تلزم تهيئة الظروف التي تشجع على الازهار لزيادة محصول البذور. أما عند إنتاج محصول الابصال.. فإنه يلزم تجنب كافة الظروف التي تشجع النباتات على الازهار، وذلك لأن النباتات التي تتجه نحو الازهار قبل أن تكون ابصالاً تجارية تفقد قيمتها الاقتصادية . ويطلق على هذه الظاهرة اسم الإزهار المبكر premature seeding .

يعد البصل من الخضروات التي تلزمها معاملة الارتباع Vernalization لكي تزهر ، اذ يجب تخزين الابصال المعدة لاستخدامها كتقاوي في حقول إنتاج البذور في درجة حرارة تتراوح من 5-10 م لكى تتهيأ للإزهار ، كما يجب أن تتعرض نباتات البصل النامية في الحقل لدرجة حرارة منخفضة نسبياً بعد أن تبدأ في تكوين الأبصال حتى تتهيأ للإزهار. أما نمو الشماريخ الزهرية وتكوين النورات..  فإنه يحدث عند ارتفاع درجة الحرارة فيما بعد . وليس للفترة الضوئية أي دور في تهيئة نباتات البصل للإزهار ، الا أن الفترة الضوئية الطويلة تسرع من معدل استطالة الشماريخ النورية.

وبرغم أن الميل الى الازهار المبكر صفة وراثية تختلف بين الاصناف ، الا ان العوامل البيئية لها تأثيراً كبيراً عليها . ومن العوامل البيئية المؤثرة في تلك الصفة ما يلي :

1- درجة الحرارة التي خزنت عليها البصيلات التي استعملت كتقاوي:

أن أنسب درجة حرارة لتخزين البصيلات المعدة لاستخدامها كتقاوي هي درجة الصفر المئوي، حيث تحتفظ بجودتها بصورة جيدة ، بينما لا ينتج منها سوى نسبة ضئيلة من الازهار المبكر.

2- حجم البصيلات المستخدمة كتقاوي :

تعطى البصيلات الكبيرة دائماً نسبة أعلى من حالات الازهار المبكر ، لذا .. ينصح بعدم استعمال البصيلات التي يزيد قطرها على 2.5 سم كتقاوي.

3- حجم الشتلات :

تميل شتلات البصل الكبيرة الحجم الى إعطاء نسبة من النباتات التي تتجه نحو الازهار المبكر أعلى من تلك النسبة التي تعطيها الشتلات الصغيرة أو المتوسطة الحجم .

4 - حجم النمو النباتي :

تعمل جميع العوامل التي تشجع على النمو السريع للنباتات قبل حلول الجو البارد على زيادة نسبة الازهار المبكر وذلك لأن نباتات البصل تمر بفترة حداثة لا تستجيب خلالها للحرارة المنخفضة . ولكى يكون التعرض للحرارة المنخفضة مؤثراً في تهيئة النباتات للإزهار.. فلابد أن يحدث ذلك بعد أن تكون النباتات قد بدأت في تكوين الابصال.

5- موسم الزراعة ودرجات الحرارة السائدة :

تزداد نسبة الازهار المبكر في الزراعات الشتوية عما في الزراعات الصيفية ، وذلك لأن نباتات الزراعات الصيفية لا تتعرض لدرجة الحرارة المنخفضة بالقدر الذي يكفي لتهيئتها للإزهار، كما أن تعرضها للحرارة المنخفضة يكون في المراحل المبكرة من نموها ، وهي لا تزال في مرحلة الحداثة.

سكون الابصال:

أن أبصال البصل تمر بفترة سكون قصيرة تفقد الابصال القدرة على تكوين بادئات أوراق جديدة ، ففي صنف البصل Excel استمر تكوين بادئات الاوراق خلال كل مراحل النمو النباتي في الحقل ، حتى قبل أن تتدلى أوراق النبات لأسفل بنحو 20 يوماً ، ثم دخلت النباتات بعد ذلك مرحلة سكون توقف خلالها تكوين أوراق جديدة ، واستمرت هذه المرحلة حتى بعد الحصاد بفترة لم تتعد أسبوعاً ، وتلت ذلك استعادة النباتات لمقدرتها على تكوين بادئات أوراق جديدة ، وانتهاء حالة السكون.