المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

النظام واللانظام ( الفوضى)
30-6-2016
النسخ في الآية (3) من سورة النور
4-1-2016
أدلة قاعدة الإمكان
2024-08-28
عبد اللّه بن يحيى الكاهليّ
10-9-2016
د. سميرة موسى علي، الإبداع في الفيزياء النووية
2023-10-26
تسليم العينات Delivery of samples
2023-12-05


ترجمة أبي عبد الله المليكشي  
  
136   01:03 صباحاً   التاريخ: 2024-11-14
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:240-241
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-7-2016 3404
التاريخ: 10-2-2016 4818
التاريخ: 22-06-2015 2487
التاريخ: 29-12-2015 5319

وقال في الإكليل» في ترجمة أبي عبد الله محمد بن عمر بن علي

ابن إبراهيم المليكشي ما صورته : كاتب الخلافة ، ومشعشع الأدب الذي يزري بالسلافة ، كان بطل مجال ، وربَّ روية وارتجال ، قدم على هذه البلاد وقد نبا به وطنه ، وضاق ببعض الحوادث عطنه ، فتلوم تلوم النسيم بين الخمائل ، وحل منها محل الطيف من الوشاح الجائل ، ولبث مدة إقامته تحت جراية واسعة ، وميرة يانعة ، ثم اثر قطره ، فولى وجهه شطره ، واستقبله دهره بالإنابة ، وقلده خطة الكتابة ، فاستقامت حاله ، وحطت رحاله ، وله شعر أنيق ، وتصوف ، وتحقيق ، ورحلة إلى الحجاز سعيها في الخير وثيق ، ونسبها في الصالحات عريق ، ومن شعره قوله :

رضى  نلت  ما ترضين  من كل  ما يهوى      فلا  توقيفي موقف  الذل والشكوى

وصفحا  عن الجاني المسيء لنفسه                  كفاه  الذي  يلقاه  من شدة البلوى

بما  بيننا  من خلوة  معنوية                          أرق  من النجوى  وأحلى  من السلوى

قفي   أتشكى لوعة  البين  ساعة                       ولايك  هذا آخر  العهد  بالنجوى

قفي  ساعة  في عرصة  الدار وانظري              إلى  عاشق  ما يستفيق من البلوى

وكم  قد سألت  الريح  شوقا إليكم                       فما  حن  مسراها  علي  ولا ألوى

فيا  ريح  حتى  أنت   ممن  يغار بي                    ويا نجد  حتى  أنت  هوى  الذي أهوى

خلقت  ولي  قلب  جليد  على النوى                     ولكن على فقد  الأحبة  لا يقوى

وحدث  بعض  من عني  بأخباره  أيام  مقامه  بمالقة واستقراره  أنه لقي  بباب

الملعب  من أبوابها ظبية   من ظبيات  الإنس  وقينة من قينات  هذا الجنس  فخطب 

وصالها  واتقى  بفؤاده  نصالها  حتى  همت  بالانقياد  وانعطفت انعطاف الغصن

 

 

                                                240

المياد فأبقى  على نفسه  وأمسك  وأنف من خلع  العذار بعدما  تنسك  وقال :

لم  أنس وقفتنا بباب  المللعب       بين  الرجا  واليأس من متجنب

وعدت  فكنت  مراقبا لحديثها        يا ذل  وقفة  خائف  مرقب

وتدللت فذللت بعد تعزز                   يأتي الغرام  بكل  أمر معجب

بدوية  أبدى  الجمال بوجهها               ماشئت  من خد شريق مذهب

تدنو وتبعد  نفرة وتجنيا                      فتكاد تحسبها  مهاة  الربرب

ورنت بلحظ فاتن لك فاتر                    أنضى  وأمضى  من حسام  المضرب

وأرتك بابل  سحرها  بجفونها                 فبست  وحق لمثلها  أن تستبي

وتضاحكت  فحكت  بنير  ثغرها           لمعان  نور  ضياء  برق  خلب

بمنظم في عقد  سمطي جوهر                عن  شبه  نور الأقحوان الأشنب

وتمايلت كالغصن أخضله  الندى               ريان من ماء الشبيبة مخصب

تثنيه  أرواح  الصبابة والصبا                   فراه  بين مشرق  ومغرب

أبت الروادف أن تميل بميله                     فرست  وجال  كأنه في لولب

متتوجا  بهلال  وجه  لاح في                   خلل السحاب  لحاجب ومحجب

يامن  رأى فيها  محبا  مغرما                     لم ينقلب إلا  بقلب  قلب

مازال مذ ولى يحاول حيلة                           تدنيه  من نيل  المنى والمطلب

فأجال نار الفكر  حتى  أوقدت                       في القلب  نار تشوق  وتلهب

فتلاقت الأرواح قبل  جسومها                     وكذا  البسيط  يكون  قبل  مركب

وقال :

أرى  لك ياقلبي  بقلبي محبة             بعثت  بها سري  إليك  رسولا

فقابله  بالبشرى  وأقبل عيشة            فقد  هب  مسكي  النسيم عليلا

ولا تعتذر بالقطر أو بلل الندى             فأحسن  ما يأتي  النسيم  بليلا

 

                                                      241

توفي عام أربعين وسبعمائة بتونس ، رحمه الله تعالى.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.