المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22



زياد الأعجم  
  
3794   03:46 مساءً   التاريخ: 21-6-2021
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي
الجزء والصفحة : ص:229
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 1888
التاريخ: 25-12-2015 20915
التاريخ: 11-3-2016 2599
التاريخ: 23-06-2015 1820

 

زياد (1) الأعجم

مولي لقبيلة عبد القيس، أصله ومولده ومنشؤه بأصبهان، وكانت فيه لثغة شديدة سبق أن تحدثنا عنها، وكان يحسن فن المديح إحسانا رائعا، وممن ظل يمدحهم طويلا عمر بن عبيد الله بن معمر والي فارس، وفيه يقول:

سألناه الجزيل فما تأبي … وأعطي فوق منيتنا وزادا

وأحسن ثم أحسن ثم عدنا … فأحسن ثم عدت له فعادا

أخ لك لا تراه الدهر إلا … على العلات بساما جوادا

ويروي أن ابن معمر عد أبيات هذه القصيدة، فأعطاه على كل بيت ألفا. وما زال يلزمه حتي توفي، فولي وجهه نحو خراسان، فمدح عبد الله بن الحشرج والي سجستان، وتوفي فرثاه رثاء حارا، تمثلنا فيما سلف ببيت منه، وحدث أن مدح المهلب وعنده كعب الأشقري والمغيرة بن حبناء، فأمر لهم بجوائز، وفضل زيادا، ولاحظ-كما أسلفنا-لكنته في قوله:

فتي زاده السلطان في الخير رفعة … إذا غير السلطان كل خليل

إذ نطق السلطان «الشلتان» بإبدال السين شيئا والطاء تاء، فوهب له غلاما فصيحا ينشد شعره. وغاظ صنيع المهلب بزياد المغيرة بن حبناء وكعبا، وانتدب له المغيرة، فتهاجيا طويلا. ولم يلبث أن تهاجي مع كعب، وتفوق عليه في عدة قصائد يقول في إحداها هاجيا قبيلته:

قبيلة خيرها شرها … وأصدقها الكاذب الآثم

وضيفهم وسط أبياتهم … وإن لم يكن صائما صائم

وهاجي قتادة بن مغرب اليشكري، وفي قبيلته هو الآخر يقول:

ويشكر لا تستطيع الوفاء … وتعجز يشكر أن تغدرا

 

229

وكان مغري بهجاء الوعاظ والفقهاء والنساك، ويقال إن الفرزدق هم بهجائه حين رآه يكثر من هجاء المغيرة بن حبناء وقبيلته تميم، فبادره بقوله:

وما ترك الهاجون لي إن هجوته … مصحا أراه في أديم الفرزدق

وإنا وما تهدي لنا إن هجوتنا … لكا لبحر مهما يلق في البحر يغرق

فتوسل الفرزدق إليه أن يكف عنه. وفي ذلك ما يدل على أنه كان يتقن الهجاء كما كان يتقن المديح والرثاء، ومرثيته للمغيرة بن المهلب من روائعه.

وقد توفي في حدود المائة الاولى للهجرة.

 

 

 

_________

(1) انظر في ترجمة زياد أغاني (دار الكتب) 15/ 380 وابن سلام ص 557 والشعر والشعراء 1/ 395 ومعجم الأدباء؟ ؟ ؟ /221 والخزانة 4/ 193 والاشتقاق ص 333 وراجع أغاني (دار الكتب) 13/ 89 وما بعدها وذيل الأمالي ص 10 والجزء الخامس من الطبري في مواضع متفرقة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.