أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-12-2015
1894
التاريخ: 31-12-2015
7493
التاريخ: 29-12-2015
3423
التاريخ: 21-12-2015
3289
|
أن دراسة مناخ الأرض بشكل تفصيلي ولكل منطقة على حده قد يعطي تفاصيل كثيرة عن منطقة معينة، ولكنة لا يعطي تصوراً واضحاً عن مناخ الأرض ككل، ولا عن الأسباب التي كونت هذا المناخ، وبذلك سنفقد فرصة اكتشاف كثير من العوامل الكبيرة المؤثرة على ذلك المناخ. فلو أردنا دراسة مناخ بلد معين ضمن حدوده السياسية، فيمكن استخدام الإحصاءات المتوفرة عن ذلك البلد وإعطاء صورة وصفية تفصيلية عن مناخه . أن هذه الطريقة سوف لن تساعدنا على فهم الكثير من الظواهر المناخية التي يتعرض لها ذلك البلد لأننا اقتصرنا في دراستنا على حدوده مما افقدنا النظرة الشمولية Synoptic الضرورية للإقليم الذي يقع فيه. وكذلك أغفلنا النظر إلى المنطقة الواسعة التي قد يكون لها تأثير واضح على مناخه، كما أن هذه الطريقة لا تعطي صورة واضحة عن توزيع المناخ في العالم. أضف إلى ذلك أن مناخ العالم بهذه الطريقة سوف يحتاج إلى مجلدات كثيرة لتغطية وصفه، مما يعني أن المناخ سوف يبقى بشكله الوصفي فقط.
أن إعطاء صورة واضحة عن مناخ العالم ككل تساعد على إظهار النظام المناخي للعالم وهذا لوحده سبب كاف لتبرير استخدام التصنيف المناخي. فبالرغم من أن التصنيف المناخي يفقد القارئ الكثير من التفاصيل، إلا أنة يبرز الصورة التي ينبغي أن يكون عليها توزيع العناصر المناخية مما يكشف عن الأسباب الكامنة وراء هذا التوزيع. كما أنه يختصر الكثير من التفاصيل المكررة والتي تتيح للقارئ التعرف على مناخ العالم بشكل جيد. وهذا لا يعني أن التصانيف المناخية خالية من السلبيات . فكما أشرنا سابقاً فان التصنيف المناخي يختصر الكثير من التفاصيل. فمعظم التصانيف المناخية استخدمت الحرارة والأمطار فقط كأساس للتصنيف، وبذلك فهي أهملت بقية العناصر المناخية. وبالرغم من أهمية هذين العنصرين للحياة البشرية والحيوانية والنباتية إلا إنها بحد ذاتها غير كافية لإعطاء الصورة المناخية الكاملة للإقليم المناخي.
كما أن التصنيف المناخي يستخدم المعدلات الطويلة الأمد Long Term Average للتعبير عن مناخ منطقة معينة. وبالرغم من أن المعدل يعطي ثباتاً أفضل لمناخ منطقة معينة إلا أن المعدل ما هو إلا الحالة الوسط لتصرف العنصر المناخي، وقد لا يكون معبراً عن هذا العنصر إذا كان تباين العنصر كبيراً. فإذا أخذنا المعدل السنوي فإننا سنجد أنفسنا أمام حدود مناخية متحركة أي أنها ستعبر عن ذلك العنصر لتلك السنة فقط مما يجعل الحدود المناخية تتحرك صعوداً أو نزولا في السنة التي تليها وخاصة في الأقاليم الانتقالية . فالأمطار مثلاً في المناطق الصحراوية متذبذبة بشكل كبير جداً. فتسقط الأمطار الغزيرة في بعض السنوات مما تجعل المنطقة الصحراوية وكأنها شبه جافة، بينما تنقطع الأمطار في سنوات أخرى مما يجعلها شديدة الجفاف.
أن مناخ أية منطقة هو عبارة عن تصرف مجموع العناصر المناخية مضافاً إليها تأثير العوامل المتحكمة في المناخ . لذلك واستنادا إلى هذه الحقيقة لا توجد منطقتين في العالم متطابقة مناخياً. وبالرغم من ذلك فأن التصانيف المناخية تسعى لجمع مناطق واسعة ومتباعدة في إقليم واحد عن طريق إعطاء مدى واسع لتعريف الإقليم المناخي بدلاً من حصره في حدود ضيقة. فمثلاً الإقليم الاستوائي يمكن أن يجمع بين المناطق التي لا تنخفض معدل حرارتها عن 18م. كما أن الإقليم المعتدل يمكن أن يضم طيفاً واسعاً من المناطق تتراوح حرارتها بين 18م إلى صفر. وهكذا باستخدام مدى واسع للأمطار نستطيع أن نجمع مناطق واسعة تحت لواء إقليم معين ومرة أخرى بالرغم من أن هذا الأسلوب سيفقدنا كثيراً من التفاصيل، إلا أنه يساعدنا على التذكر والبحث عن العوامل المشتركة التي أوجدت هذا المناخ كما علينا أن نتذكر باستمرار بأن التصنيف المناخي عبارة عن أداة للتعبير عن المناخ وليس هدفاً بحد ذاته حيث أن هذه الأداة تقربنا من فهم أفضل لتوزيع مناخ العالم، كما تمكننا من إدراك جميع العوامل المكونة لهذا المناخ.
من خلال السرد أعلاه يتضح لنا أن للتصنيف المناخي قيم تعليمية وفلسفية وعلمية. فالتصنيف المناخي يقرب توزيع الأقاليم المناخية إلى الذهن ويختصر كثيراً من التكرار، وهذه قيمة تعليمية Educational. كما أن التصنيف يحقق هدفاً تسعى جميع العلوم له وهو اكتشاف النظام الذي تعمل فيه الظاهرة، وهذه قيمة فلسفية Philosophic . كما أن التصنيف يجمع الأقاليم المتشابهة ويعطي صورة شمولية تتيح للباحث الكشف عن جميع العوامل المؤثرة في تلك الظاهرة، وهذه قيمة علمية Scientific. لهذه الأسباب جميعاً فإننا نادراً ما نجد كتاباً مناخياً متخصصاً يغفل التصانيف المناخية. كما أن هذه الأسباب دفعت باحثين كثيرين للعمل في هذا المجال مما أغنى المكتبة العلمية بعدد كبير من التصانيف. وما زالت المحاولات جارية للكشف عن إمكانيات جديدة في هذا المجال. وهذا لا يعني أن جميع التصانيف المتوفرة قد نجحت في تحقيق الهدف. فلابد من الاعتراف هنا أن العدد القليل منها فقط استطاع أن يحقق نجاحاً.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|