المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المعلـــم
2-9-2016
معنى كلمة خصف
18/10/2022
حديث الغدير
22-11-2015
فوائد تحديد الأسئلة المطروحة في الحديث الصحفي للقراء
25-4-2022
الإمام السجّاد (عليه السلام) وكتاب علي (عليه السلام).
2024-10-06
ابن هشام الانصاري
12-08-2015


عدم تضييع حقوق الزوجة استناداً إلى قوته وضعفها  
  
811   08:04 صباحاً   التاريخ: 2024-09-15
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص404ــ405
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-30 1549
التاريخ: 2023-03-13 1512
التاريخ: 2023-02-09 2507
التاريخ: 28-11-2021 1972

الزوج السعيد هو الذي لا يستغل ضعف زوجته وتوفر القوة والسلطة لديه بغية تضييع حقوق زوجته الواجبة عليه.

وإن على الزوج أن يعلم بأن حقوق الزوجة يجب أن تأخذها سواء كانت قوية أم ضعيفة، وسواء كان هو قوياً أم ضعيفاً، أما أن يسخر قوته في سبيل هضم حقوق زوجته فهذا أمر معيب بحقه كرجل، إذ كيف يكون رجلاً عاقلاً وهو يتعدى على حقوق زوجته سيما إذا كانت ضعيفة ومغلوب على أمرها.

إن الرجولة الحقيقية تكمن في الشهامة والعفة أمام أي استحقاق يتسنى للرجل فيه هضم حقوق أحد من الناس، فكيف إذا كان هذا الشخص زوجته التي عليه أن يكرمها بدلاً من هضم حقوقها. ومن هنا ورد في الحديث الشريف: اتقوا الله في الضعيفين يعني بذلك اليتيم والنساء(1)، وفي حديث آخر عنه (صلى الله عليه وآله): من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه وإن صامت الدهر وقامت وأعتقت الرقاب وأنفقت الأموال في سبيل الله وكانت أول من ترد النار، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وعلى الرجل مثل ذلك الوزر والعذاب إذا كان مؤذياً ظالماً(2).

وفي رواية ثالثة ((إن الله ورسوله بريئان ممن أضر بامرأة حتى تختلع منه))(3).

هذا وقد تتنازل الزوجة عن بعض حقوقها فهذا مما لا بأس فيه، أما أن يُرغم الزوج زوجته على ذلك فهذا اغتصاب مذموم وقبيح.

وقد يحصل ويتزوج أحدهم إحدى النساء وتكون بأمس الحاجة إلى زواجها منه لقاء خلاصها من فقرها أو من بعض الظروف التي وقعت ضحيتها، أو لقاء خلاصها من محيطها الأسري السيء، ومن ثم يقوم هذا الزوج بعملية إقصاء الزوجة عن حقوقها ومتطلباتها بدعوى إنتشالها من مآزقها، فهذا من المذمومات كما لا يخفى، ومن هنا فإن عبارة ((زوجتي لها فم يأكل وليس لها فم يحكي))، و ((إن أعطيتها شكرت وإن حرمتها سكتت))، وغيرها من العبارات لا تعفي الزوج عن وجوب إعطاء الزوجة حقوقها، وعدم تضييعها ولو كانت زوجته لا تستطيع إرغامه على ذلك.

_________________________

(1) وسائل الشيعة، ج 2، ص 163.

(2) م. ن.

(3) ميزان الحكمة، مادة زواج. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.