أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-12
1360
التاريخ: 2024-10-19
726
التاريخ: 2024-10-19
355
التاريخ: 2024-10-08
356
|
الجواب :
1- النص الجلي :
استدل السنة الذين يرون أن النبي نص على أبي بكر نصاً جلياً بالحديث المشهور وهو :
(ان امرأة أتت الى النبي صلى الله عليه وآله لتسأله أمراً من الامور فأجابها وطلب منها أن ترجع اليه متى أرادت، فقالت : أرأيتَ أن جئتُ فلم أجدك ؟ قال : ان لم تجديني فاتي ابا بكر).
وبالحديث الآخر :
(اقتدوا باللذين من بعدي : ابي بكر وعمر).
وبحديث ابي هريرة :
(قال : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله قال : بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء اللّه، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، واللّه يغفر له ضعفه، ثم استحالت غرباً، فأخذها عمر بن الخطاب، فلم أر عبقرياً من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن).
2 - النص الخفي :
واستدل أهل السنة الذين يذهبون الى أن إمامة أبي بكر ثبتت بالنص الخفي بالواقعة المشهورة، وهي :
«ان الرسول في اثناء مرضه أمر أن يؤم ابو بكر المسلمين في الصلاة، والصلاة هي الامامة الصغرى. فأولى به ان يكون هو صاحب الامامة الكبرى إمامة المسلمين دنيا وديناً».
ويؤخذ عليهما :
أن الاستدلال بالنص يتنافى وما ذهب اليه جمهورهم من أن النبي صلى الله عليه وآله لم يستخلف، ولم ينص على أحد بالخلافة.
وعليه :
لا ريب في أنها اختلقت ليعارض بها النصوص الواردة في استخلاف علي والنص عليه من قبل النبي صلى الله عليه وآله بالإمامة .
3 - الشورى :
وهو رأي جمهور أهل السنة الذين يذهبون الى أن رسول اللّه ترك أمر الامامة لاجتهاد المسلمين.
«ورأى المسلمون أن أبا بكر هو ثاني اثنين إذ هما في الغار، وأول من آمن من الرجال، ثم رجل الصحبة الطويلة: وأخيراً عهد اليه الرسول بالصلاة الامامة الصغرى، فقاسوا الأمر بأن تكون له الامامة الكبرى» (1) .
كانت هذه مبررات اختياره للإمامة ومبايعته بها.
هذا ما يذكره متأخرو علماء السنة ، وبتعبير أدق : المعاصرون منهم. ولكن التاريخ الكلامي أو العقائدي لقضية الامامة أو الخلافة ، يقول في الحادثة وتبريرها غير هذا.
فقد جاء في كتاب (الملل والنحل) للشهرستاني - وهو من أعلام السنة - ما نصه : «اختلف المهاجرون والانصار فيها (يعني الامامة) فقالت الانصار : منا امير ومنكم أمير، واتفقوا على رئيسهم سعد بن عبادة الانصاري، فاستدركه ابو بكر وعمر - رضي اللّه عنهما - في الحال بان حضرا سقيفة بني ساعدة، وقال عمر : كنت أزوّر(2) في نفسي كلاماً في الطريق، فلما وصلنا الى السقيفة أردت أن أتكلم فقال ابو بكر : مه (3) يا عمر، فحمد اللّه وأثنى عليه، وذكر ما كنت أقدره في نفسي كأنه يخبر عن غيب، فقبل أن يشتغل الانصار بالكلام مددت يدي اليه فبايعته وبايعه الناس وسكنت الفتنة، ألا إن بيعة ابي بكر كانت فلتة (4)، وقى اللّه المسلمين شرها، فمن عاد الى مثلها فاقتلوه، فأيما رجل بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين فانهما تَغِرَّة(5) يجب أن يقتلا.
وانما سكنت الانصار عن دعواهم لرواية ابي بكر عن النبي صلى الله عليه وآله : (الأئمة من قريش). وهذه البيعة هي التي جرت في السقيفة.
ثم لما عاد الى المسجد انثال (6) الناس عليه وبايعوه عن رغبة، سوى جماعة من بني هاشم، وابي سفيان من بني أمية، وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب - رضي اللّه عنه - كان مشغولاً بما أمره النبي صلى الله عليه وآله من تجهيزه ودفنه وملازمة قبره من غير منازعة ولا مدافعة» (7) .
وكما هو واضح من النص هذا : أن الشورى لم تتحقق تاريخياً فلم يكن في السقيفة اجتماع شامل أو على الأقل واف لمن له حق المشورة وابداء الرأي ممن يعرفون باهل الحل والعقد.
ولم يدر بين من حضروا مشاورة ومفاوضة ومداولة في ترشيح من يستحقها من المسلمين.
وانما كانت مبادرة وكسب موقف من الشيخين (رض) لئلا تكون الامامة في الانصار.
ومع كل هذا وغيره استطاع مبدأ الشورى - بصفته النظرية لا التطبيقية لانه لم ير النور تطبيقياً - ان يهيمن على الجو الفكري والعقائدي مدة خلافة الخلفاء الثلاثة.
وبدأت قوة سيطرته وتأثيرها من قولة عمر : «ان بيعة ابي بكر كانت فلتة وقى اللّه المسلمين شرها فمن عاد الى مثلها فاقتلوه، فأيما رجل بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين فانهما تغرة يجب أن يقتلا» .. حتى لم يستطع بنو هاشم - وهم رهط رسول اللّه - اثارة الاحتجاج بالنص.
واستمرت تغذية هذا المبدأ سياسياً خلال هذه المدة لئلا يكون من علي وآل علي شيء يعترضه أو يعارضه، الى أن تسلم الامام علي زمام الحكم بعد مقتل عثمان، فبرز الاحتجاج منه بالنص.
ولعل أول ما كان منه هذا عندما جمع الناس في (الرحبة) فقال : (انشد اللّه كل امرئ مسلم سمع رسول اللّه صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام فشهد بما سمع، ولا يقم الا من رآه يعينيه وسمعه بأذنيه) فقام ثلاثون صحابياً فيهم اثنا عشر بدرياً فشهدوا، أنه أخذه بيده فقال للناس : أتعلمون اني اولى بالمؤمنين من انفسهم ؟ قالوا : نعم، قال صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه»(8).
والى جانبه أثار (عليه السلام) فكرة التوضيح لما ينبغي أن يكون عليه مبدأ الشورى، وذلك في كتابه الى معاوية - الآتي نصه -.
وأراد بهذا إلزام معاوية بما ألزم المسلمون به أنفسهم آنذاك، وبخاصة أن الامام (عليه السلام) ضمّن كتابه ما جاء في خطاب عمر (رض) من أن الخارج عما انتهى اليه أمر الخلافة يقتل.
قال (عليه السلام) : «أما بعد فان بيعتي بالمدينة لزمتك وانت بالشام، لانه بايعني القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر وعثمان على ما بويعوا عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وانما الشورى للمهاجرين والانصار فاذا اجتمعوا على رجل فسموه إماماً كان ذلك رضا، فان خرج من أمرهم خارج بطعن أو رغبة ردوه الى ما خرج منه، فأن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه اللّه ما تولى ويصليه جهنم وساءت مصيراً».
ثم يختم الامام كتابه هذا بقوله : «واعلم بانك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ولا تعرض فيهم الشورى» (9).
وكأن الامام (عليه السلام) يشير بهذا الى شرط الامامة الاساسي الذي جاء في قوله تعالى (لا ينال عهدي الظالمين).
________________
(1) نشأة الفكر الفلسفي في الاسلام 2 / 26.
(2) أزور : أحسّن، انمقّ.
(3) مه : اكفف.
(4) فلتة : دون تدبر وتمهل.
(5) تغرة : يقال : غرر بنفسه تغريراً وتغرة اذا عرّضها للهلاك.
(6) انثال الناس : تدافعوا اليه وتكاثروا حوله.
(7) 1 / 24 وانظر أيضاً : مقالات الاسلاميين للأشعري ص 2.
(8) انظر : المراجعات 194 - 195 -.
(9) الادب السياسي ص 75 نقلاً عن وقعة صفين ص 29 .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
استمرار توافد مختلف الشخصيات والوفود لتهنئة الأمين العام للعتبة العباسية بمناسبة إعادة تعيينه
|
|
|