المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

فروع الجغرافية الاجتماعية - الجغرافية الحضارية
1-6-2022
“Long” vowels BATH
2024-06-22
كيفية حساب عرض المياه الإقليمية - الراي الثالث
اكتشاف نيوتن السر
2023-03-25
الله ﺗﻌﺎﻟﻰ قادرا مختارا
24-10-2014
المفهوم السلطوي للخبر
29-12-2022


هل يمكنكم اخباري بالمطاعن التي ذكرها العامة في الخليفة الاول ابي بكر؟  
  
181   11:36 صباحاً   التاريخ: 2024-10-19
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص231
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / أولياء وخلفاء وشخصيات / أبو بكر /

الجواب : اعلم أن اللّه سبحانه و تعالى حيث كانت له الحجة البالغة على عباده ، واجرى الحق‌ على لسان المخالفين و المتعصبين في ذكرهم تلك الفضائل الباهرة و الكرامات الظاهرة لأمير المؤمنين و أولاده الطاهرين، وأنهم هم المستحقون للإمامة الكبرى والخلافة العظمى، وأنهم أفضل الخلق، لم يكتفوا بذلك حتى ذكروا في صحاحهم و كتبهم و زبرهم ‌أخبارا صحيحة و آثارا صريحة و مثالب لا تحصى و مطاعن لا تستقصى في حق أصحابهم، تدل على عدم لياقتهم لذلك و قابليتهم لما هنالك، واستقصاء تلك المطاعن التي ذكروها في مصنفاتهم و هاتيك المعايب التي رووها في مؤلفاتهم يحتاج إلى إفراد كتاب كبير الحجم ، ولكنا نشير هنا إلى نبذة قليلة مما ذكروه و جملة يسيرة مما سطروه.

 ما تقدم من روايتهم عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بطرق متضافرة أنه عزل أبا بكر عن اداء سورة براءة و بعث عليا عليه السّلام ليأخذها منه و يقرأها على الناس، ورجع أبو بكر إلى النبي حزينا قائلا هل نزل فيّ شي‌ء، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني‌  (1)  ، مع أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم‌ يوله شيئا من الأعمال في حياته و كان يولي غيره. و من لم يصلح لأداء سورة واحدة إلى‌أهل بلدة كيف يصلح للرئاسة العامة المتضمنة لأداء جميع الأحكام إلى عموم الرعايا في‌سائر البلدان.

و منها تخلفهم عن جيش أسامة  (2)  مع علمهم بقصد التنفيذ و تأكيد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذلك ‌باللعن. وتواتر لعن المتخلف عن جيش أسامة ، وقد رووا في كتبهم أن الشيخين كانا داخلين في جيش أسامة، وممن روى ذلك ابن أبي الحديد و البلاذري و الكازروني في ‌تاريخيهما و غيرهم، وعلة التخلف واضحة يدركها كل ذي عقل سليم و فهم مستقيم، و قد أدركها بعض علمائهم كما في شرح النهج. ومنها منعهم فاطمة الزهراء إرثها برواية مخالفة للقرآن يشهد بكذبها الانس و الجان‌ لم يسمعها من النبي غيره، ومنعه إياها فدكا مع ادعائها النحلة لها و شهادة الحسنين و أم‌ أيمن لها بذلك‌  (3)  ، وعدم تصديق الشيخين لهم مع تصديقهما الأزواج في ادعاء الحجرة لهن من غير شاهد. وقد روى البخاري في صحيحه بطريقين أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكرتطالبه بميراثها فمنعها ذلك‌  (4)  ،فغضبت فاطمة عليها السّلام على أبي بكر و هجرته و لم تكلمه ‌حتى ماتت، ودفنها علي ليلا و لم يؤذن بها أبا بكر  (5) .

 وروى البخاري أيضا عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه ‌قال فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني. الحديث‌  (6) .

فانظر أيّدك اللّه إلى ما يحصل من‌ الجمع بين هذين الخبرين، واكتف بذلك مع أنه يلزم أن يكون النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد خالف اللّه‌في قومه في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] .

فكيف لم ينذر عليا و فاطمة والحسنين و العباس و لا أحدا من بني هاشم الأقربين، ولا أحدا من نسائه و لا من ‌المسلمين.

وقد روى الحافظ بن مردويه بإسناده إلى عائشة أنها ذكرت كلام فاطمة لأبي ‌بكر و قالت في آخره ، وأنتم تزعمون لا إرث لنا أفحكم الجاهلية تبغون يا ابن أبي قحافة، أفي كتاب اللّه ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا، فدونكها مرحولة مخطومة في‌عنقك تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم اللّه و الغريم محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الموقف القيامة و عندالساعة يخسر المبطلون ‌ (7) .

وروى الواقدي و غيره من العامة أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما افتتح خيبر اصطفى لنفسه قرى‌ من قرى اليهود فنزل عليه جبرائيل بهذه الآية: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ } [الإسراء: 26] ، ‌فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‌ ومن ذا القربى و ما حقه، فقال جبرائيل فاطمة الزهراء فدفع إليها فدكا  (8)  والعوالي ‌فاستغلتها حتى توفي أبوها،فلما بويع أبو بكر منعها فكلمته فقال ما أمنعك ما دفع إليك ‌أبوك فأراد أن يكتب لها فاستوقفه عمر، فقال امرأة فلتأت على ما ادعت ببيّنة، فأمرها أبوبكر فجاءت بعلي والحسنين ‌ (9)  وأم أيمن وأسماء بنت عميس، فرد شهادتهم و قال اما علي‌ فيجر نفعا إلى نفسه والحسنان ابناك، وأم أيمن وأسماء نساء، فعند ذلك غضبت فاطمة عليهما و حلفت أن لا تكلمه حتى تلقى أباها و تشكو إليه، هذا مع نداء آية التطهير بعصمتهم‌ من الأرجاس والأدناس فكيف يقدمون على غصب أموال المسلمين. وقد روى مسلم في ‌صحيحه بطريقين أن النبي قال فاطمة الزهراء بضعة مني يؤذيني من يؤذيها  (10)  ونحوه في‌صحيح البخاري و في الجمع بين الصحاح الستة عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاطمة سيدة نساء العالمين.

ومنها ما اتفقوا على روايته واعتذروا عنه بأعذار فاسدة تضحك منها الثكلى من قول‌ عمر بن الخطاب مع كونه وليا و ناصرا لأبي بكر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى اللّه المسلمين‌ شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه‌  (11) .

ولا يتصور في الذم و التخطئة أكثر من ذلك و منها أنه‌ ترك إقامة الحد والقود في خالد بن الوليد، وقد قتل مالك بن نويرة و ضاجع امرأته من ‌ليلته، وأشار عليه عمر بقتله وعزله، فقال إنه سيف من سيوف اللّه سله اللّه على أعدائه، وقال عمر مخاطبا لخالد لئن وليت لأقيدنّك له‌  (12) .

وقال قاضي القضاة في المغني ناقلا عن أبي علي إن الردة قد ظهرت من مالك ، لأن‌ في الأخبار انه رد صدقات قومه عليهم لما بلغه موت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كما فعله سائر أهل ‌الردة فاستحق القتل، قال أبو علي و إنما قتله لأنه ذكر رسول اللّه، فقال صاحبك أوهم‌ بذلك إنه ليس بصاحب له و كان عنده أن ذلك ردة و هو أمير القوم فجاز أن يقتله، وإن كان ‌الأولى أن لا يستعجل و أن يكشف الأمر في ردته. وبهذين الوجهين أجاب الفخر الرازي‌ في نهاية العقول و شارح المواقف وشارح المقاصد فانظر أيدك اللّه إلى هذه الأعذار فإنه ‌يلزم من ذلك على كل حال تخطئة أحد الشخصين، إما عمر في اعتراضه و ملامته و توعيده‌ لخالد، وإما أبو بكر في ترك الحد و القود، وكيف جاز له الدخول بامرأته في ليلتها،مع أن ‌قصة مالك بن نويرة معروفة قد ذكرها أهل التواريخ و السير و أنه كان مؤمنا و لم يرتد بل ‌المرتد من حكم بارتداده.

ومنها قول أبي بكر مخبرا عن نفسه إن لي شيطانا يعتريني فإن استقمت فأعينوني و إن‌ زغت فقوّموني ‌ (13)  ولا يصلح للإرشاد من يطلب الرشاد.

و منها قوله اقيلوني أقيلوني فلست بخيركم و زيد في بعض الأخبار و علي فيكم‌  (14)  .

ولا يحل للإمام الاستقالة من البيعة و اعتذر القوم بأنه قال ذلك هضما لنفسه، وهو إن كان‌ صدقا أو كذبا يدل على عدم لياقته للخلافة. وقد أشار أمير المؤمنين في خطبته الشقشقية إلى ذلك قال فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته.

ومنها انه كان جاهلا بأكثر أحكام الدين فقد قال في الكلالة أقول فيها برأي فإن كان‌ صوابا فمن اللّه و إن كان خطأ فمني‌  (15)  و لم يعرف ميراث الجدة فقال لجدة سألته عن ارثها لا  أجد  (16)  لك شيئا في كتاب اللّه و سنة نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. فأخبره المغيرة و محمد بن سلمة بأن‌الرسول أعطاها السدس، وقال أطعموا الجدات السدس. وقطع يسار السارق‌  (17)  ولم ‌يعرف ميراث العمة و الخالة  (18)  إلى غير ذلك مما لا يحصى، وأجاب المخالفون بأنه لايشترط في الإمام العلم بجميع الأحكام ويكفي في جوابهم أنه اضحوكة للأنام. ومنها الشك عند موته و قوله ليتني كنت سألت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هل للأنصار في هذا الأمر شي‌ء  (19) .

و ذكر المخالفون أن اسمه عبد اللّه بن عثمان أبي قحافة بن عامر بن ‌كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لوي،و قيل اسمه عتيق، وقيل كان اسمه عبد رب‌ الكعبة فسماه النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عبد اللّه، وأمه سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب ومات ‌بالمدينة ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة بين المغرب و العشاء، وله ثلاث و ستون سنة، وقيل خمس و ستون سنة ، و مولده بمكة بعد الفيل بسنتين و أربعة أشهر إلا أياما، ومدة خلافته سنتان و أربعة أشهر، وكان في الإسلام خياطا و في الجاهلية معلم الصبيان، وكان أبوه سيئ الحال ضعيفا و كان كسبه أكثر عمره من صيد القماري ‌والدباسي، ولما عمي و عجز ابنه عن القيام به التجأ إلى عبد اللّه بن جدعان من رؤساء مكة فنصبه ينادي على مائدته. وفي الصواعق المحرقة لابن حجر ان أبا قحافة لما سمع بولاية ابنه قال هل رضي بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة، قالوا نعم، قال اللهم لا واضع لمارفعت و لا رافع لما وضعت‌  (20) .

______________________

(1) انظر خصائص النسائي ص14 في خصائص علي عليه السلام ، والاصابة لابن حجر بترجمة علي عليه السلام ج2 ص9 . والدر المنثور ج3 ص208 في تفسير قوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 1] ، وجامع البيان للطبري في تفسيرها ج10 ص41 ، والصواعق لأبن حجر في الشبهة الثانية  ص  19 .

(2) انظر شرح النهج ج1 ص53 وج2 منه ص20 و ص459 و ج3 منه ص116 و ج4 منه ص173، وتهذيب تاريخ ابن عساكر ترجمة اسامة بن زيد ج2 ص391، وطبقات ابن سعد في القسم الثاني ج2 ص41 طـ ليدن.

(3) انظر فتوح البلدان للبلاذري ص38 ، والصواعق لأبن حجر ص22 وص 32 وشرح النهج ج4 ص78 الى ص106.

( 4 ) انظره في صحيح البخاري في كتاب الفرائض في باب قول النبي (صلى الله عليه واله) لا نورت، ما تركنا فهو صدقة ج4 ص101، وفي كتاب الجهاد في باب فرض الخمس منه ج1 ص115 و ج3 منه ص40 طـ مصر سنة 1204، والسيرة الحلبية ج3 ص390.

(5) انظر شرح النهج ج4 ص104 ، وتاريخ الطبري ج3 ص202 ، والسيرة الحلبية ج3 ص390 ، و صحيح البخاري ج 3  ص  40  ط مصر سنة  1304 .

(6) انظر البخاري في فضائل فاطمة عليها السلام ج2 ص185 ، وخصائص النسائي ص25 ، وتفسير النيشابوري ج 3  سورة الشورى.

(7) الخطبتان رواهما احمد بن ابي طاهر في كتاب بلاغات النساء ص16   و23 وروى بعضها سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص  179 .

(8) انظر الدر المنثور في سورة بني اسرائيل في تفسير قوله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الإسراء: 26  ] ج 4 ص177  و لباب النقول أيضا.

(9) انظر المواقف و شرحه ص  735  ط لكنهور الهند سنة  1314 .

(10) انظر صحيح مسلم ج  2  ص  247  و السيرة الحلبية ج  3  ص  391 .

( 11 ) انظر تذكره الخواص ص35، وتاريخ ابن الاثير ج2 ص135، وتاريخ الطبري ج3 ص200، والصواعق المحرقة ص6 و23، ومسند احمد ج1 ص55، وكنز العمال ج3 ص139، وصحيح البخاري في باب رجم الحبلى من الزنا اذا احصنت ج4 ص111، وشرح النهج ج1 ص123 و124 و ج4 منه ص169.

( 12 ) انظر في تاريخ الطبري ج3 ص242 و 243، ووفيات الأعيان لابن خلكان بترجمة مالك بن نويرة ويتيمة ابن موسى ج2 ص172، وشرح النهج ج4 ص183، والصواعق لابن حجر ص21.

( 13 ) انظر تاريخ الطبري ج3 ص211، والصواعق لابن حجر ص7، وكنز العمال ج3 ص126 و135، وشرح ج2 ص8 وجلد4 منه ص167، والامامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص28.

( 14 ) انظر الامامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص24 طـ مصر سنة 1328، وكنز العمال في كتاب الخلافة ج3 ص132 و 135 و141، وشرح ج1 ص56 و ج4 منه ص169، والصواعق لابن حجر ص31.

(15) انظر شرح النهج الطعن السادس ج 4   ص  183 .

(16) انظر الصواعق لابن حجر ص21 ، وانظر ميراث الجدة في مسند احمد ج4 ص225 ، وشرح الطعن السابع ج 4  ص  183 .

(17) انظر الصواعق لابن حجر ص  21 .

(18) انظر الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج  1  ص  31 ، وكنز العمال ج  3  ص  135 .

(19) انظر الامامة والسياسة لأبن قتيبة ج1 ص31 ، وتاريخ الطبري ج4 ص53 ، وكنز العمال في كتاب الخلافة ج  3  ص  135 ، و شرح ج  4  ص  169  .

(20) انظر الصواعق لابن حجر ص  7 ، وشرح النهج الحديدي ج  1  ص  52 .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.