المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06



الاسلام وتحديد غريزة حالة السيطرة  
  
168   10:19 صباحاً   التاريخ: 2024-10-08
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 194 ــ 195
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-11 664
التاريخ: 4-1-2017 2792
التاريخ: 9-12-2020 6974
التاريخ: 2024-10-04 187

لقد حدد رسول الله (صلى الله عليه وآله) غريزة السيطرة لدى الناس بوضع قرارات قانونية وأخلاقية، فحال بذلك دون تفشيها، لأنها منشأ العدوان واختلال النظام الإجتماعي. وقد استفاد الرسول الأكرم من قوتين، قوة الإيمان وقوة الحكومة، لحسن تنفيذ القوانين، لأن الإسلام دين إلهي وتعاليمه تقوم على الإيمان بالله تبارك وتعالى، وبيوم القيامة.

قوة الإيمان:

لقد أفهم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أتباعه بتعاليمه السماوية أن التفوق والتميز، بلا حساب، ليس فقط له ضرر دنيوي إذ يصيب العائلة والمجتمع بالفوضى، ويحدث مفاسد مختلفة، بل إن هذا الخلق غير المرغوب فيه، من الناحية الإيمانية والمعنوية يسبب الحرمان من الفيض الأبدي الإلهي يوم القيامة.

{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].

إن قوة الإيمان أكبر ضمان لتنفيذ القرارات الدينية، وفي الدين الإسلامي يكون هتك الحرمات، والإهانة والظلم، والإعتداء، والتهديد والتخويف لأي مسلم من الذنوب الكبيرة. والملتزمون الحقيقيون بالإسلام يحذرون دائماً لئلا يتجاوزوا الحدود القانونية والأخلاقية الإسلامية، ويلوثوا أنفسهم بالمعاصي والآثام. إن الشخص المؤمن من أجل طلب القدرة والتفوق لا يعتدي على حقوق الآخرين، بل لا يسمح لنفسه أن يظهر قدرته بنظرات حادة، ومرعبة تخيف وتؤذي الآخرين، لأنه وفقاً للإسلام، يعتقد أنه يحاسب يوم القيامة على النظرة الحادة ويعاتب عليها.

عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله يوم لا ظل إلآ ظله) (1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مشكاة الأنوار، ص 100. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.