المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
نشأة الاتّجاه الاجتماعيّ وتاريخه
2024-10-07
زحف التربة Soil Creep
2024-10-07
تعريف الاتّجاه الاجتماعيّ
2024-10-07
تفسير الميزان
2024-10-07
قشرة الارض
2024-10-07
نماذج تطبيقيّة للاتّجاه الفلسفيّ
2024-10-07

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الآلة وارتفاع الإنتاج  
  
23   09:38 صباحاً   التاريخ: 2024-10-07
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 252 ــ 253
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

لقد انتقلت الحياة من المرحلة الزراعية إلى المرحلة الصناعية، وحدثت تغييرات على كافة المجالات في المجتمعات البشرية، وتغيرت تدريجياً جميع الظروف والأحوال الإجتماعية، واتخذت النشاطات الإجتماعية شكلاً جديداً، ودخلت المكننة في الزراعة وحلت محل الطاقة الإنسانية والحيوانية فارتفع حجم وكيفية الإنتاج، وتوجه القرويون إلى المدن للحصول على العمل، ودخلوا أجواء المصانع المغلقة والمحدودة.

لقد غير الاقتصاد الصناعي أخلاق وعادات الجميع، وزال قبح بعض الرذائل والخطايا، ولم يعد المجتمع يهتم بها، وفقدت بعض الفضائل قيمتها وأهميتها، ولم يعد الناس يهتمون بها، وكل هذا يعني أن الأعمال والأخلاق قد تغيرت لدى الناس نتيجة الثورة الصناعية وأصبح الكثير من السيئات في نظرهم حسنات، والحسنات سيئات.

(لا تتغير في الحياة الصناعية الأنظمة الاقتصادية القديمة فقط لتحل محلها مؤسسات اقتصادية جديدة كالمصانع والشركات والبنوك، بل تتغير جميع المؤسسات الإجتماعية أيضاً وتظهر مكانها مؤسسات جديدة لم تكن موجودة فمن جهة وبدلاً من طبقتي صاحب الأرض والمزارع، اللذين كانا يمثلان في العصر الزراعي، عامل الإنتاج في المجتمع، ظهرت طبقتا الرأسمالي والعامل الصناعي، وظهرت بينهما صراعات لم تكن موجدة في العصور السابقة، ومن جهة أخرى فإن الصناعة أدت إلى نمو المصانع وتمركز الناس في المدن، فاتسع استيطان المدن، وهكذا انتقل مركز الاقتصاد الصناعي للدول من القرى إلى المدن، وظهرت المدن الصناعية والتجارية العظيمة.

 الوحدة الاجتماعية في الزراعة والصناعة:

في العصر الزراعي لم يكن الفرد، شخصاً اجتماعياً، إنما كان جزءاً من العائلة، والعائلة هي التي كانت تعتبر الوحدة التي تشكل المجتمع. أما في العصر الرأسمالي، فإن الفرد يشكل وحدة المجتمع، ولا يكون لصلة الدم والعائلة من أثر في حياة الفرد كالعصر السابق.

في عصر الإنتاج اليدوي أو المنزلي، فإن الوحدة الإنتاجية تتألف من عدد من أفراد العائلة أو الأصدقاء يجتمعون في محيط البيت أو المشغل الصغير بتآلف. أما في عصر الإنتاج الآلي، أو المصانع، فإن وحدة الإنتاج هي ذلك المصنع، والمصنع ميدان واسع غريب مملوء بالضجيج الذي يتعالى من الآلات المعقدة، وحركة الأشخاص الغرباء حيث إن علاقات العمال مع بعضهم ومع أصحاب العمل ليست متينة) (1).

(ظهرت المصانع فجأة وترك الرجال والنساء والأبناء البيت والعائلة، ليعملوا كأفراد في أبنية كئيبة لم تقم لحماية الإنسان وإنما لدعم الآلات ويأخذوا اجورهم كأفراد وليس كعائلة واتسعت المدن وأخذ الرجال بدلاً من بذر البذور والحصاد في المزارع يصارعون الآلات والماكينات في ورش وسخة مظلمة وقذرة) (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مبادى علم الاجتماع، ص 286.

2ـ مباهج الفلسفة، ص 88. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.