أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2015
8382
التاريخ: 19-1-2016
17836
التاريخ: 10-12-2015
11590
التاريخ: 2023-07-24
1208
|
مصبا- سعّرت الشيء تسعيرا : جعلت له سعرا معلوما ينتهي اليه ، وأسعرته لغة. وسعرت النار سعرا من باب نفع ، وأسعرتها إسعارا : أوقدتها ، فاستعرت.
مقا- سعر : أصل واحد يدلّ على اشتعال الشيء واتّقاده وارتفاعه. من ذلك السعير ، سعير النار ، واستعارها : توقّدها. والمسعر : الخشب الّذي يسعر به ، فهي مسعرة ومسعورة ، ويقال استعر اللصوص ، كأنّهم اشتعلوا. ومن هذا الباب السعر وهو الجنون ، وسمّي بذلك لأنّه يستعر في الإنسان ، ويقولون ناقة مسعورة ، وذلك لحدّتها كأنّها مجنونة. فأمّا سعر الطعام فهو من هذا أيضا لأنّه يرتفع ويعلو.
صحا- سعرت النار والحرب : هيّجتها وألهبتها ، وقرئ-. {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} [التكوير : 12] ، وسعّرت أيضا للمبالغة. وسعرناهم بالنبل : أحرقناهم وأمضضناهم.
والمسعر والمسعار : الخشب الّذي تسعر به النار ، ومنه قيل للرجل : إنّه مسعر حرب ، أي تحمى به الحرب. ومساعر الإبل : آباطها وأرفاعها. واستعر الجرب في البعير : إذا ابتدأ بمساعره. واستعرت النار وتسعّرت أي توقّدت ، والسعير : النار. في ضلال وسعر- قال الفرّاء : العناء والعذاب ، والسعر أيضا : الجنون.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو شدّة حرارة مع الالتهاب ، والسعير هو الشديد حرارة والملتهب.
والفرق بين هذه المادّة وموادّ- التوقّد والاشتعال والالتهاب والغليان والتهيّج والإمضاض والتحرّق والحرارة والحمّ والحمى : أنّ الحرارة ضدّ البرودة ، وهو معنى عامّ بلا قيد.
والحمّ والحمى : الحرارة الشديدة ، ولعلّ الحمى قد أخذ من الحمّ ويستعمل غالبا في الحرارة الباطنيّة كالعطوفة- راجع الحمى.
والتحرّق : فوق الحمّ ، بحصول التهيّج والتحرّك في الأجزاء قريبا من الالتهاب.
والالتهاب : فوق التحرّق ، وهو التحرّق الشديد الخالص من الدخان.
والغليان : يلاحظ فيه جهة الجيش من حيث هو.
والتهيّج : يلاحظ فيه جهة الانبعاث والثوران.
والإمضاض : يلاحظ فيه الإيلام والايجاع وإيجاد المشقّة.
والاشتعال والتوقّد : إنّما يحصلان بعد التحرّق ، وهو التلألؤ في النار ، وفي الاشتعال تلألؤ وتظاهر شديد.
{وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} [التكوير : 12 ، 13].
فالتسعير إنّما يتحقّق في موضوع الجحيم ، وقلنا في الجحيم : إنّه شدّة الحرارة بالغة حدّ التوقّد ، فالتسعّر وهو الالتهاب في حرارة هو بعد الجحم.
{إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [الحج : 4] * ، {مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر : 6] ، {وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ } [الشورى : 7] ، {وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء : 10] ، {لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا} [الفرقان : 11].
يراد ما يكون في شدّة من الحرارة مع الالتهاب.
ويستفاد هذا المعنى أيضا من موارد استعمالها في :
{مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} [الإسراء : 97].
{ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا } [النساء : 55].
فانّ الخبي انخفاض الصولة وانكسار اللهب والحدّة ، وأصله الستر مع الانكسار. وجهنّم اسم لما فيه مضيقة وكلوح وغلظة.
{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ } [القمر : 47].
صيغة الجمع باعتبار المجرمين ، والمجرم من انقطع عن اللّه تعالى بالخلاف والعصيان ، ومن ينقطع عن مبدأ الرحمة والنور والحياة الروحانيّة : فقد ضلّ عن سبيل السعادة والفلاح وهو في السعير.
فالسعير في مقابل الجنّة : فانّ الجنّة ما يغطّى ويلفّ تحت الأشجار مادّية ، وتحت ظلال الرحمة والعطوفة معنويّة ، ويقابلها السعير.
____________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|