أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-08
566
التاريخ: 2024-10-03
226
التاريخ: 2024-06-26
660
التاريخ: 2024-07-09
525
|
وقبره في «ذراع أبو النجا» رقم 159، وليس في هذا القبر ما يلفت النظر من جهة الزخرف إلا سقفه المحلى بطيور جاثمة على نبات البشنين، ومن جهة أخرى رسم على جداره الجنوبي صورة مزار صاحب المقبرة الجنازية، وهذه الصورة وغيرها مما وُجد على جدران مقابر هذا العصر تعطينا فكرة عن هيئة مزار القبر، وبخاصة عندما نعلم أننا لا نكاد نجد مزارًا حافظًا لصورته الأصلية الخارجية لما أصابها من التهديم والتخريب على كر الأيام الدهور. وقد عُني بجمع صور هذه المزارات التي صورها المصري بنفسه على جدران المقابر الأثري «ديفز» وكتب عنها مقالًا ممتعًا وضحه بالصور، بيد أنه لم يجزم بأن هذه الرسوم تمثل الحقيقة (راجع JEA vol. 24 p. 25 ff).
ومعظم هذه الرسوم يرجع عهدها إلى الأسرة التاسعة عشرة، وقد نقلها «ديفز» من مقابر «شيخ عبد القرنة» ومقابر «الخوخة» ومقابر «ذراع أبو النجا» ومقابر «قرنة مرعي»، هذا إلى رسمين من «دير المدينة «.
وقد جمع أحد الأثريين مادة كافية أمكنه بها أن يعيد بناء مزار صغير أصبح في استطاعتنا به أن نتصوره كما كان على حقيقته، وهو من مزارات الأسرة الثامنة عشرة.
والواقع أن بداية هذه الأسرة لا تمدنا بأنواع مختلفة هندسية في هذا الصدد، إذ نجد المقابر المصورة في تلك الفترة لا تحتوي إلا على مجرد باب له إطار و«كورنيش» في أعلاه، وموضوع على طوار وأسكفة، ولكن في نهاية هذه الأسرة يظهر ضمن أجزاء المزار — كما يُشاهد في الصور — خط من المخاريط تحت «الكورنيش» (راجع Winlock. Bull. M. M. A. Fb. (1982 p. 6) & AZ. 70. p. 29).
وفي عهد الأسرة التاسعة عشرة نجد نموذج مزار صغير فوق بناء المزار، وتدل القطع التي عُثر عليها على أن هذه الأهرام كانت منتشرة في «دير المدينة «. لا نجد أثرًا لهذه الأهرام على منحدرات تل «شيخ عبد القرنة» على الرغم من أنها كانت تظهر في صور المقابر المتأخرة، ويوجد هرم في «العساسيف» يُحتمل أنه تابع لمقابر العصر الصاوي المجاورة. وفي ذراع «أبو النجا» سلسلة أهرامات مقامة من اللبنات على المرتفعات العلوية، ويمكن أن تكون في الأصل للأهرام المصورة في مقبرتي «رع إيا» و«ثا نفر» اللتين تكلمنا عليهما سابقًا. ونهاية قمة الهرم المصور كانت ملونة باللون الأسود وأحيانًا باللون الأزرق كما نشاهد ذلك في مقبرة «نفر رنبت» المسمى «كنرو» (راجع مصر القديمة ج6). وحجارة قمة الهرم الأصلية التي وجدت في «دير المدينة» من الحجر الجيري، وقد نُقش عليها صورة إنسان يتعبد ويصلي للآلهة الشمسية. وتُوجد كوة صغيرة في منتصف وجه الهرم عُثر عليها في نفس الجبانة، والمعتقد أنها كانت تنتظم صورة بارزة خلف لوحة ولها ما يقابلها في صورة وجه ينظر إلى المتفرج من فوق اللوحة الملونة فتظهر كأن رجلًا ممسكًا بها من الخلف، كما يُشاهد ذلك في مقبرة «باسر «ومقبرة «نخت آمون» (رقم 341) على الجدار الجنوبي الغربي.
وقد كانت الواجهات ذات العمد معروفة في مقابر عهد الأسرة الثامنة عشرة، ولكن على قدر ما وصلت إليه معلوماتنا لم نجدها مصورة على جدران هذا العصر، ولكنها كانت منتشرة في عهد الأسرة التاسعة عشرة. كما يُشاهَد ذلك في مقبرة «امنمأبت» رقم 41 وترجع إلى عهد «رعمسيس الأول» أو «سيتي الأول «، وكذلك مقبرة «ثاي «وسنتكلم عنه فيما بعد، ومقبرة «ثانفر «.
وقد وُجدت اللوحات التي صُوِّرت عليها هذه المزارات في أثناء تنظيف ردهات المقابر، وكذلك وُجدت منحوتة على الجدران المصقولة خارج المقبرة أو في الداخل، وهذه اللوحات كانت تصور غالبًا كما نشاهدها في مقبرة «نفرر نبت» السالف الذكر وفي مقبرة «خنسو» رقم 31 وهي من عهد «رعمسيس الثاني «.
ولقد أصبح المكان العادي لرسم صورة المقبرة منذ عهد «أمنحتب الثالث» يُوضع في نهاية الموكب الجنازي عند النقطة التي كانت تؤخذ منها المومية من تابوت المتوفى وتُنصب أمام المزار، ويوضع أمامها وخلفها طاقات من الأزهار، وكانت النسوة الحزينات يعانقنها كما كان يسندها أحد المشتركين في الجنازة، ذكرًا كان أو أنثى أو كاهنًا في صورة الإله «أنوب» رب الجبانة، ويُشاهَد على جانبي المقبرة خط يمثل تل الصحراء المنحدر، وهو الذي كان يظن أن الحجرات الداخلية تخترقه، ومن هذا التل كانت تخرج إلهة الغرب وتمثل عادة في صورة امرأة، وأحيانًا تمثل في صورة البقرة «حتحور» كما يُشاهَد ذلك في مقبرة «نفر سخرو» كاتب القرابين المقدسة لكل الآلهة، وفي مقبرة «نخت آمون» رئيس المديح في «الرمسيوم» رقم 19،ويُلاحَظ أن الإلهة «حتحور» هنا كانت تمد ذراعيها مستقبلة المتوفى الذي يكون في هذه اللحظة قد نزع عن نفسه غطاء موميته وخرج من تابوته كأنه خارج من شرنقة، وعندئذ تُوضع عليه ملابس الأحياء ثانية ويدخل في الحياة الجديدة التي سيعيش فيها خلف القبر ويصل إليها من بابه، كما يُشاهَد ذلك في مقبرة «امنمأبت» السالف الذكر.
ورسوم هذه المزارات يمكن ترتيبها كالآتي:
(1) إطار باب بسيط محلى بكورنيش وله مدخل في الوسط، وأحيانًا نجد صفًّا من المخروطات تحت الكورنيش، كما نشاهد ذلك في مقبرة «رع موسى» رقم 55.
(2) نشاهد نفس الصورة السالفة، ولكن نجد على الباب صورة هرم، وأحيانًا نرى عمدًا تكنف الباب، وغالبًا ما نشاهد لوحة أمامه.
(3) نشاهد مبنًى له كورنيش وعلى قمته هرم وله مدخل على الجانب ثم لوحة.
(4) نشاهد قاعة ذات عمد وبجانبها هرم قائم بذاته فيه باب على طوار ذي كورنيش بمثابة قاعدة يرتكز عليها.
هذه نظرة عاجلة لأشكال المزارات في عهد الأسرة التاسعة عشرة، ومنها نعلم أن المصري لم يكن جامدًا في تطور المباني، بل كان يفكر ويخترع باستمرار. ونعود الآن إلى منظر المزار الذي في مقبرة «رع إيا» وقد نشره «بورخاوت» بمناسبة الكلام على الكرانيش المحلاة بقوالب مخروطية الشكل.
ونجد صورة المزار في هذا القبر على الجدار الجنوبي، ويُلاحَظ أنها تمتد حتى نهاية الجدار، ولذلك لم تكن هناك مسافة كافية لتستقبل إلهة الغرب المتوفى، أو لتمتد الصحراء إلى ما بعد باب المزار كما كان ذلك في غير هذه المقبرة، ويُلاحَظ هنا صفان من المخروطات عند قمة الهرم، وفي أسفل الكورنيش نشاهد طاقة من الأزهار مستندة على يسار المزار خلف موميتين تقفان على طوار. وحجرة الدفن قد مثلت أسفل الصورة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|