المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



قصة حولاء  
  
274   03:57 مساءً   التاريخ: 2024-09-20
المؤلف : سهيل أحمد بركات العاملي
الكتاب أو المصدر : آداب المعاشرة الزوجية
الجزء والصفحة : ص 184 ــ 189
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7/9/2022 1451
التاريخ: 23/11/2022 1356
التاريخ: 2024-10-10 275
التاريخ: 2023-12-04 1125

كانت الحولاء امرأة عطارة لآل النبي (صلى الله عليه وآله) فلما كانت يوماً من الأيام أمرها زوجها بمعروف فانتهرته، فأمسى وهو ساخط عليها، فمشت إليه وقبلت يده اليمنى وقبلت رأسه فأعرض عنها، فبكت وانتحبت ورجفت خوفاً من النار يوم الحساب ... فذهبت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وروت له القصة فقال: يا حولاء، ما من امرأة ترفع عينها إلى زوجها بالغضب، إلا كحلت برماد من نار جهنم، يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، ما من امرأة ترد على زوجها، إلا وعلقت يوم القيامة بلسانها، وسمرت بمسامير من نار، يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً، ما من امرأة تمد يدها تريد أخذ شعرة من زوجها أو شق ثوبه، إلا سمر الله كفيها بمسامير من نار، يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً، ما من امرأة تخرج من بيتها بغير إذن زوجها تحضر عرساً، إلا أنزل الله عليها أربعين لعنة عن يمينها، وأربعين لعنة عن شمالها، وترد اللعنة عليها من أقدامها فتغمرها، حتى تغرق في لعنة الله من فوق رأسها إلى قدمها، ويكتب الله عليها بكل خطوة أربعين خطيئة إلى أربعين سنة، فإن أتت أربعين سنة كان عليها بعدد من سمع صوتها وكلامها، ثم لا يستجاب لها دعاء حتى يستغفر لها زوجها، بعدد دعائها له، وإلا كانت اللعنة (عليها) إلى يوم تموت و تبعث.

يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً ما من امرأة تصلي خارجة عن بيتها أو دارها، إلا أتاها الله يوم القيامة بتلك الصلاة فتضرب بها وجهها، ثم يأمر بها إلى النار، فتشرح كما تشرح الحوت، فتقدد كما يقدد اللحم في نار جهنم.

يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولا، ما من امرأة في وادٍ أو نهر جار وهي محصنة إلا رماها الله عز وجل يوم القيامة في واد من أودية جهنم، تلهب ناراً وجمراً عظيماً، ثم تقوم فيه موجاً ساطعاً كما تقوم الحوت إذا طرح في النار.

يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، ما من امرأة تثقل على زوجها المهر، إلا ثقل الله عليها سلاسل من نار جهنم.

يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولا، ما من امرأة تؤخر المهر عن زوجها إلى يوم القيامة، إلا أذاقها الخزي في الحياة الدنيا، وعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.

يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، ما من امرأة تصوم بغير إذن زوجها تطوعاً، لا لفرض شهر رمضان وغيره من النذر، إلا كانت من الآثمين.

يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، لا ينبغي للمرأة أن تتصدق بشيء من بيت زوجها إلا بإذنه، فإن فعلت ذلك كان له الأجر وعليها الوزر.

يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، خليفة الرب جل ذكره، الرجل على المرأة، فإن رضي عنها رضي الله عنها، وإن سخط عليها ومقتها سخط الله عليها ومقتها وغضب عليها وملائكته.

يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً وهادياً ومهدياً، إن المرأة إذا غضب عليها زوجها فقد غضب عليها ربها، وحشرت يوم القيامة منكوسة متعوسة في أصل جهنم (يعني قعرها) مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار، وسلط الله عليها الحيات والعقارب والأفاعي والثعابين تنهش لحمها، كل ثعبان مثل الشجر والجبال الراسيات.

يا حولاء، ما من امرأة صلَت صلاتها، ولزمت بيتها، وأطاعت زوجها، إلا غفر الله لها ذنوبها ما قدمت وما أخرت.

يا حولاء، لا يحل للمرأة أن تكلّف زوجها فوق طاقته، ولا تشكوه إلى أحد من خلق الله عز وجل، لا قريب ولا بعيد.

يا حولاء يجب على المرأة أن تصبر على زوجها على الضر والنفع، وتصبر على الشدة والرخاء كما صبرت زوجة أيوب المبتلى، صبرت على خدمته ثماني عشرة سنة تحمله على عاتقها مع الحاملين، وتطحن مع الطاحنين، وتغسل مع الغاسلين، وتأتيه بكسرة يأكلها ويحمد الله (عز وجل). 

وكانت تلقيه في الكساء وتحمله على عاتقها، شفقة وإحسانا إلى الله وتقربا إليه (عز وجل).

يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، كل امرأة صبرت على زوجها في الشدة والرخاء، وكانت مطيعة له ولأمره، حشرها الله تعالى مع امرأة أيوب (عليه السلام).

يا حولاء، لا تبدي زينتك لغير زوجك، يا حولاء لا يحل لامرأة أن تظهر معصمها وقدمها لرجل غير بعلها، وإذا فعلت ذلك لم تزل في لعنة الله وسخطه، وغضب الله عليها ولعنتها ملائكة الله، وأعد لها عذاباً أليماً.

واعلمي يا حولاء، أيما امرأة دخلت الحمام، إلا وضع إبليس اللعين يده على قبلها، فإن شاء أقبل بها وإن شاء أدبر بها، ويلعنها حتى تخرج منه، لأن الحمام بيت من بيوت جهنم، ومن بيوت الكفار والشياطين.

يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، إن للرجل حقاً على امرأته إذا دعاها ترضيه وإذا أمرها لا تعصيه، ولا تجاوبه بالخلاف، ولا تخالفه، ولا تبيت وزوجها عليها ساخط ولو كان ظالماً ولا تمنعه نفسها إذا أراد ولو كانت على ظهر قتب يا حولاء إن المرأة يجب عليها أن ترضي زوجها إذا غضب عليها، ولا يحل لها أن تنظر إلى وجهه نظرة مغضبة، ولكن تقتحم على رجليه تقبلهما، وتمسح على رجليه حتى يرضى عنها ربها، وإن سخط عليها فقد سخط الله (عز وجل) عليها.

يا حولاء، للمرأة على زوجها أن يشبع بطنها ويكسو ظهرها ويعلمها الصلاة والصوم والزكاة وإن كان في حالها حق، ولا تخالفه في ذلك.

يا حولاء، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً لقد بعثني (ربي) المقام المحمود، فعرضني على جنته وناره، فرأيت أكثر أهل النار النساء، فقلت: يا حبيبي يا جبرئيل، ولم ذلك؟ فقال: بكفرهن، فقلت: يكفرن بالله عز وجل، فقال: لا، ولكنهن يكفرن النعمة، فقلت كيف ذلك يا حبيبي جبرئيل؟ فقال: لو أحسن إليها زوجها الدهر كله، (لم يبد إليها) سيئة، قالت: ما رأيت منه خيراً قط.

يا حولاء، أكثر النار من حطب سعير النساء، فقالت حولاء: يا رسول الله وكيف ذلك؟ قال: لأنها إذا غضبت على زوجها ساعة تقول: ما رأيت منك خيرا قط، عسى أن تكون قد ولدت منه أولاداً.

يا حولاء، للرجل على المرأة أن تلزم بيته، وتودده وتحبه وتشفقه، وتجتنب سخطه وتتبع مرضاته، وتوفي بعهده ووعده، وتتقي صولاته، ولا تشرك معه أحداً في أولاده، ولا تهينه ولا تشقيه، ولا تخونه في مشهده ولا (في) ماله، وإذا حفظت غيبته حفظت (مشهده)، واستوت في بيتها وتزينت لزوجها، وأقامت صلاتها، واغتسلت من جنابتها وحيضها واستحاضتها، فإن فعلت ذلك كانت يوم القيامة عذراء بوجه منير، فإن كان زوجها مؤمناً صالحاً فهي زوجته، وإن لم يكن مؤمناً تزوجها رجل من الشهداء، ولا تطيبي وزوجك غائب.

يا حولاء، من كانت منكن تؤمن بالله واليوم الآخر، لا تجعل زينتها لغير زوجها، ولا تبدي خمارها ومعصمها، وأيما امرأة جعلت شيئاً من ذلك لغير زوجها، فقد أفسدت دينها، وأسخطت ربها عليها.

يا حولاء، لا يحل لامرأة أن تدخل بيتها من قد بلغ الحلم، ولا تملأ عينها منه وعينه منها. ولا تأكل معه ولا تشرب إلا أن يكون محرماً عليها، وذلك بحضرة زوجها.

فقالت عائشة عند ذلك: يا رسول الله، وإن كان مملوكاً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (وإن كان مملوكاً، فلا تفعل شيئاً من ذلك، فإن فعلت فقد سخط الله عليها ومقتها ولعنها ولعنتها الملائكة).

يا حولاء، ما من امرأة تستخرج (ما طيبت) لزوجها، إلا خلق الله (لها) في الجنة، كل لون، فيقول لها: كلي واشربي بما أسلفت في الأيام الخالية.

يا حولاء، ما من امرأة تحمل من زوجها كلمة، إلا كتب الله لها بكل كلمة ما كتب من الأجر للصائم والمجاهد في سبيل الله عز وجل.

يا حولاء، ما من امرأة تشتكي زوجها، إلا غضب الله عليها، وما من امرأة تكسو زوجها إلا كساها الله يوم القيامة سبعين خلعة من الجنة، كل خلعة منها شقائق النعمان والريحان، وتعطى يوم القيامة أربعين جارية تخدمها من الحور العين.

يا حولاء ، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولا ومبشرا ونذيراً، ما من امرأة تحمل من زوجها ولداً إلا كانت في ظل الله عز وجل حتى يصيبها طلق، يكون لها بكل طلقة عتق رقبة مؤمنة، فإذا وضعت حملها وأخذت في رضاعه، فما يمص الولد مصة من لبن أمه إلا كان بين يديها نورا ساطعاً يوم القيامة، يعجب من رآها من الأولين والآخرين، وكتبت صائمة قائمة، وإن كانت فطرة (مفطرة) كتب لها صيام الدهر كله وقيامه، فإذا فطمت ولدها، قال الحق جل (جلاله): (يا أيتها المرأة، قد غفرت لك ما تقدم من الذنوب، فاستأنفي العمل رحمك الله) فقالت الحولاء: يا رسول الله، هذا كله للرجل، قال: (نعم) (1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مستدرك الوسائل، ج 14، ص 239 ـ 245. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.