أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2017
7003
التاريخ: 26-1-2016
2552
التاريخ: 26-1-2016
5095
التاريخ: 29-4-2017
2039
|
أهمية المعلم : إن المعلم هو الخبير الذي وظفه المجتمع لتحقيق أغراضه التربوية فهو من جهة القيم الأمين على تراثه الثقافي , ومن جهة أخرى العامل الأكبر على تجديد هذا التراث وتعزيزه وفي مستهل هذا القرن نادى قادة التربية في كل مكان بأن المعلم هو العامل المهم جداً في عملية التربية , وإن المناهج والتنظيم المدرسي , والأجهزة تتضاءل أمام هيأة التدريس , إذ إنها لا تكتسب حيويتها إلا من خلال شخصية المعلم , وله دور أساسي في تشجيع المتعلمين على ممارسة الأنشطة اللاحقة المختلفة , وله دور مهم في عملية التنشئة الاجتماعية , لأن اتصاله بالطلاب يكون اتصالاً مباشراً , ويعتبر بالنسبة لهم صاحب سلطة ومركز وقدوة . وللمعلم أهمية في أي نظام تعليمي , وعظمة المعلمين المشهود لهم بالكفاية في أي عصر من العصور تخطت حدود عصورهم وانتقلت إلى عصرنا الحاضر .
ونحن في البلاد العربية بحاجة إلى المعلمين القديرين لبناء مجتمع عربي صالح , لأن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية , وعليه يتوقف نجاحها وبلوغ غاياتها . ومما يزيد المعلمين أهمية في البلاد العربية, هو افتقار المدارس , بالإجمال , إلى أبنية صالحة , وتجهيزات وافية ووسائل مجدية , فالمعلم المدرب يستطيع أن يعوض بدرايته وحنكته الشيء الكثير مما ينقص المدرسة من وسائل التعليم المادية . وفي هذا يقول المربي الكبير عبد العزيز السيد : " إن المعلم هو العمود الفقري للتعليم , وبمقدار صلاح المعلم يكون صلاح التعليم . فالمباني الجيدة والمناهج المدروسة والمعدات الكافية تكون قليلة الجدوى إذا لم يتوفر المعلم الصالح . بل إن وجود هذا المعلم يعوض في كثير من الأحيان ما قد يكون موجوداً من النقص في هذه النواحي "(1) .
ويشير شاندلر (Chandler) إلى أن مهنة التعليم هي المهنة الأم (The mother profession) , لأنها تسبق جميع المهن الأخرى , ولازمة لها , والممهد الأساسي لها والذي يمدها بالقوى البشرية المؤهلة (2) . وقد لحق بمهنة التعليم في كثير من المجتمعات , كثير من سوء الفهم , حيث تصورها البعض على أنها مهنة من ليس له مهنة (3) .
أما أهميته في العملية التعليمية ــ التعليمية فتتوضح من خلال ما يلي : ــ
ــ ادارته للتعلم الصفي , بالإضافة إلى دوره في نقل العلوم والمعارف , له أدوار عديدة بحكم تطور النظريات والأفكار التربوية وانعكاساتها على الممارسات التربوية كافة , ومنها ممارسات المعلم داخل قاعات الدراسة , حيث إن تشجيع المعلم للتفاعل الصفي له أثر إيجابي على تطوير شخصيات المتعلمين , إذ ليس من المفروض أن يكون الصوت المسموع داخل حجرات الدراسة هو صوت المعلم , فالتفاعل الموجه يؤدي إلى مستوى أفضل من التعليم ،بينما يؤدي التسلط إلى تدني المستويات وكبت الإبداع , فضلاً عن أن التلاميذ يفتقدون الفرص لتعديل مفاهيمهم واتجاهاتهم وضياع الفرص الملائمة في اكتساب العديد من المهارات المتعددة فالمعلم الناجح هو الذي يستطيع وضع الضوابط والقواعد الكفيلة بالمساعدة على الحوار والمناقشة الجادة بأسلوب تربوي , ومثل هذا النوع من المواقف يعد مجالاً خصباً لتربية الفرد وليس فقط مجرد تلقينه المعارف , فهو يتعلم كيف يتحدث , وكيف يستمع للآخرين , وكيف يميز بين الحقائق ووجهات النظر , وكيف يكون منظماً في عرض أفكاره . والمعلم الناجح هو المعلم القادر على تنظيم المناخ الاجتماعي والنفسي داخل الصفوف .
ــ المعلم كمصدر للأسئلة , إنّ كثرة استخدام المعلم للأسئلة وبأسلوب صحيح تثير عند متعلميه عمليات عقلية عليا أثناء التعليم وتؤثر على نوعية هذا التعليم , وهذا يتطلب منه أن يكون قادراً على إعداد الأسئلة وصياغتها وتوجيهها بحيث تؤدي إلى الاستجابات المرغوبة .
ـ المعلم كموجه للتعلم : على المعلم أن يقوم بعملية التوجيه والضبط للمواقف التعليمية , وفي الاتجاه الذي تحدده الأهداف التربوية , فهو الموجه لسلوك التلاميذ في ضوء توقعاته , وانطلاقاً من أخذ مبدأ الفروق الفردية عليه أن ينوّع ويكثر من الأمثلة التي يقدمها بما يتلاءم وطبيعة المتعلمين , وأن يبث الثقة وخاصة عند المتعلمين ذوي القدرات المحدودة .
ــ علاقاته بالمجتمع المدرسي : يجب أن تكون علاقاته جيدة مع جميع من هم موجودون في المجتمع المدرسي , فعلاقته مع التلاميذ يجب أن تقوم على الأخوة والاحترام والعطف مما يجعل التلاميذ أن يكونوا متعلقين به ومتعاونين معه , فهو القائد والتلاميذ رعاياه , فعليه تجنب المواقف التي ينجم عنها التوتر , لأن القيادة السليمة تساعد التلاميذ على النمو السليم والتوجيه الصحيح . أما علاقة المعلمين مع بعضهم فهي على جانب كبير من الأهمية , وتحدد مدى النشاط المدرسي وتنعكس على شخصيات التلاميذ , فالعلاقة القائمة على الاحترام المتبادل تنمي الروح المعنوية عندهم , وتؤدي إلى سلامة العملية التعليمية ــ التعلمية , وما يقال عن علاقة المدرسين بعضهم مع بعض يصدق على العلاقة بينهم وبين المدير , ويخطئ من يعتبر نفسه طرفاً والمدير طرفاً آخر , فالكل في بوتقة واحدة مسؤول عن نجاح العملية التربوية , فالعلاقة يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل من أجل خدمة التربية ككل .
____________
1ـ عبد العزيز السيد ابراهيم , إعداد المعلمين وتدريبهم في البلاد العربية , القاهرة , 1955 ص5 .
2ـ محمد عبد العليم مرسي , المعلم والمناهج وطرق التدريس , الطبعة الأولى , عالم الكتب الرياض , 1984 , ص15 .
3ـ المرجع السابق , ص11 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|