المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



المعلـــم  
  
2797   01:29 مساءاً   التاريخ: 2-9-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص291-293
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

أهمية المعلم : إن المعلم هو الخبير الذي وظفه المجتمع لتحقيق أغراضه التربوية فهو من جهة القيم الأمين على تراثه الثقافي , ومن جهة أخرى العامل الأكبر على تجديد هذا التراث وتعزيزه وفي مستهل هذا القرن نادى قادة التربية في كل مكان بأن المعلم هو العامل المهم جداً في عملية التربية , وإن المناهج والتنظيم المدرسي ,  والأجهزة تتضاءل أمام هيأة التدريس ,  إذ إنها لا تكتسب حيويتها إلا من خلال شخصية المعلم , وله دور أساسي في تشجيع المتعلمين على ممارسة الأنشطة اللاحقة المختلفة , وله دور مهم في عملية التنشئة الاجتماعية , لأن اتصاله بالطلاب يكون اتصالاً مباشراً , ويعتبر بالنسبة لهم صاحب سلطة ومركز وقدوة . وللمعلم أهمية في أي نظام تعليمي , وعظمة المعلمين المشهود لهم بالكفاية في أي عصر من العصور  تخطت حدود عصورهم وانتقلت إلى عصرنا الحاضر .

ونحن في البلاد العربية بحاجة إلى المعلمين القديرين لبناء مجتمع عربي صالح , لأن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية , وعليه يتوقف نجاحها وبلوغ غاياتها . ومما يزيد المعلمين أهمية في البلاد العربية, هو افتقار المدارس , بالإجمال , إلى أبنية صالحة , وتجهيزات وافية  ووسائل مجدية , فالمعلم المدرب يستطيع أن يعوض بدرايته وحنكته الشيء الكثير مما ينقص المدرسة من وسائل التعليم المادية . وفي هذا يقول المربي الكبير عبد العزيز السيد : " إن المعلم هو العمود الفقري للتعليم , وبمقدار صلاح المعلم يكون صلاح التعليم . فالمباني الجيدة والمناهج المدروسة والمعدات الكافية تكون قليلة الجدوى إذا لم يتوفر المعلم الصالح . بل إن وجود هذا المعلم يعوض في كثير من الأحيان ما قد يكون موجوداً من النقص في هذه النواحي "(1) .

ويشير شاندلر (Chandler) إلى أن مهنة التعليم هي المهنة الأم (The mother profession) , لأنها تسبق جميع المهن الأخرى , ولازمة لها , والممهد الأساسي لها والذي يمدها بالقوى البشرية المؤهلة (2) . وقد لحق بمهنة التعليم في كثير من المجتمعات , كثير من سوء الفهم , حيث تصورها البعض على أنها مهنة من ليس له مهنة (3) .

أما أهميته في العملية التعليمية ــ التعليمية فتتوضح من خلال ما يلي : ــ

ــ ادارته للتعلم الصفي , بالإضافة إلى دوره في نقل العلوم والمعارف , له أدوار عديدة بحكم تطور النظريات والأفكار التربوية وانعكاساتها على الممارسات التربوية كافة , ومنها ممارسات المعلم داخل قاعات الدراسة , حيث إن تشجيع المعلم للتفاعل الصفي له أثر إيجابي على تطوير شخصيات المتعلمين , إذ ليس من المفروض أن يكون الصوت المسموع داخل حجرات الدراسة هو صوت المعلم , فالتفاعل الموجه يؤدي إلى مستوى أفضل من التعليم ،بينما يؤدي التسلط إلى تدني المستويات وكبت الإبداع , فضلاً عن أن التلاميذ يفتقدون الفرص لتعديل مفاهيمهم واتجاهاتهم وضياع الفرص الملائمة في اكتساب العديد من المهارات المتعددة فالمعلم الناجح هو الذي يستطيع وضع الضوابط والقواعد الكفيلة بالمساعدة على الحوار والمناقشة الجادة بأسلوب تربوي , ومثل هذا النوع من المواقف يعد مجالاً خصباً لتربية الفرد وليس فقط مجرد تلقينه المعارف , فهو يتعلم كيف يتحدث , وكيف يستمع للآخرين , وكيف يميز بين الحقائق ووجهات النظر , وكيف يكون منظماً في عرض أفكاره . والمعلم الناجح هو المعلم القادر على تنظيم المناخ الاجتماعي والنفسي داخل الصفوف .

ــ المعلم كمصدر للأسئلة , إنّ كثرة استخدام المعلم للأسئلة وبأسلوب صحيح تثير عند متعلميه عمليات عقلية عليا أثناء التعليم وتؤثر على نوعية هذا التعليم , وهذا يتطلب منه أن يكون قادراً على إعداد الأسئلة وصياغتها وتوجيهها بحيث تؤدي إلى الاستجابات المرغوبة .

ـ المعلم كموجه للتعلم : على المعلم أن يقوم بعملية التوجيه والضبط للمواقف التعليمية , وفي الاتجاه الذي تحدده الأهداف التربوية , فهو الموجه لسلوك التلاميذ في ضوء توقعاته , وانطلاقاً من أخذ مبدأ الفروق الفردية عليه أن ينوّع ويكثر من الأمثلة التي يقدمها بما يتلاءم وطبيعة المتعلمين , وأن يبث الثقة وخاصة عند المتعلمين ذوي القدرات المحدودة .

ــ علاقاته بالمجتمع المدرسي : يجب أن تكون علاقاته جيدة مع جميع من هم موجودون في المجتمع المدرسي , فعلاقته مع التلاميذ يجب أن تقوم على الأخوة والاحترام والعطف مما يجعل التلاميذ أن يكونوا متعلقين به ومتعاونين معه , فهو القائد والتلاميذ رعاياه , فعليه تجنب المواقف التي ينجم عنها التوتر , لأن القيادة السليمة تساعد التلاميذ على النمو السليم والتوجيه الصحيح . أما علاقة المعلمين مع بعضهم فهي على جانب كبير من الأهمية , وتحدد مدى النشاط المدرسي وتنعكس على شخصيات التلاميذ , فالعلاقة القائمة على الاحترام المتبادل تنمي الروح المعنوية عندهم , وتؤدي إلى سلامة العملية التعليمية ــ التعلمية , وما يقال عن علاقة المدرسين بعضهم مع بعض يصدق على العلاقة بينهم وبين المدير , ويخطئ من يعتبر نفسه طرفاً والمدير طرفاً آخر , فالكل في بوتقة واحدة مسؤول عن نجاح العملية التربوية , فالعلاقة يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل من أجل خدمة التربية ككل .

____________

1ـ عبد العزيز السيد ابراهيم , إعداد المعلمين وتدريبهم في البلاد العربية , القاهرة , 1955 ص5 .

2ـ محمد عبد العليم مرسي , المعلم والمناهج وطرق التدريس , الطبعة الأولى , عالم الكتب  الرياض , 1984 , ص15 .

3ـ المرجع السابق , ص11 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.