تتكون تركيا الآسيوية من هضبة الأناضول والسهول المحيطة بها ،هذه الهضبة من الأطراف نحو الداخل انحداراً خفيفاً حيث يتصرف مياه جزء كبير من أراضيها تصريفاً داخلياً إلى المنخفضات المشغولة بالبحيرات . بينما يكون انحدار الهضبة نحو الخارج انحداراً شديداً . ويبلغ وسطي ارتفاع الهضبة حوالي 1500 متر ، ويزداد ارتفاعها في الشمال والجنوب والشرق إذ تنتصب هناك كتل جبلية مرتفعة . ويمكن تقسيم أشكال السطح في تركيا إلى أربعة أقسام رئيسية :

1 - الجبال الشمالية : يحف بالهضبة من الشمال سلاسل من الجبال الالتوائية الحديثة التي تطل على البحر الأسود ، والممتدة من الشرق إلى الغرب والمعروفة باسم جبال بندس . وهي عبارة عن سلاسل قصيرة متتابعة وراء بعضها تجري فيما بينها الأنهار المتجهة نحو البحر الأسود ، كما في نهر سقاريا ، ونهر قيزيل ارماق ، وتكون تلك الجبال أكثر ارتفاعاً في الشرق - حيث يصل ارتفاعها في بعض الأجزاء إلى أكثر من 3000 متر ، منه في الغرب .

2 - الجبال الجنوبية : تعرف الجبال الجنوبية باسم جبال طوروس التي تنطلق من عقد ارمينيا متخذة اتجاهاً شرقياً - غربياً . وتتألف من سلاسل قصيرة متتابعة أيضاً تشرف في بعض الجهات مباشرة على البحر . وهي أكثر ارتفاعاً من جبال بندس إلا أنها أقل تعقيداً ،وأعلى ارتفاع فيها نجده في جزئها الشرقي إلى الشمال الغربي من بحيرة فان حيث يبلغ 4364 بينما أعلى ، ارتفاع لها في جزئها الغربي يصل إلى 3675م إلى الجنوب من خليج أنطاليا.

- الهضبة : تمتد هضبة الأناضول على طول وعرض الأراضي التركية إلى الغرب من عقدة أرمينيا وفيما بين جبال بندس وطوروس . وتنتهي غربـاً بنتوءات تفصل بينها أودية عميقة خصبة التربة تجري فيها عدة أنهار من أهمها نهر كيكوس ، وهرمس ، وكاستير ، ومياندر ، وتشمل هذه الأودية على بعض المناطق الهامة في تركيا . ويمكن تقسيم أراضي الهضبة إلى ثلاث أقسام حسب درجة ارتفاعها ومظاهر سطحها :

أ - الهضبة الغربية : وتشغل الجزء الغربي من الأناضول إلى الغرب من خط طول 32 شرق غرينتش ، وينتصب فوقها بعض السلاسل الجبلية القصيرة الممتدة من الشرق إلى الغرب والتي يزيد ارتفاعها عن 2000 م فوق سطح البحر وتشقها العديد من الأودية النهرية التي أصبحت مراكز زراعية هامة.

ب - الهضبة الوسطى : وهي عبارة عن حوض تنحدر الأراضي نحـو مركزه من جميع الجهات تقريباً ، حيث يحتل المركز بحيرة توزغولو بحيرة الملح الواقعة على ارتفاع يقارب من 1000 متر ، وهي بحيرة واسعة لكنها ضحلة . وفي الجزء الشمالي من الهضبة الوسطى تقع العاصمة التركية أنقرة عند رأس أحد الوديان المنحدرة غرباً . وأقل الأمطار تهطل في هذا الجزء من تركيا ، الذي لا يصلح سوى لنمو الأعشاب وتربية الأغنـام والزراعة لا توجد سوى على جوانب الأنهار .

ج - الهضبة الشرقية ؛ هضبة الأناضول التي يبلغ أقصى اتساع لها في جزئها الأوسط تزداد ضيقاً نحو الشرق ، كما يزداد ارتفاعها بنفس الاتجاه ، إذ يبلغ وسطي ارتفاعها في الشرق بحدود 2000 م ، وينتصب فوق سطحها بعض الكتل الجبلية شامخة إلى ارتفاع يزيد عن 3000م فوق مدايح البحر . وهي شديدة التضرس حيث الوديان التي تجزؤها إلى كتل منفصلة ، وحيث المنخفضات التي تشغلها البحيرات . وتتحول الهضبة في أقصى الشرق إلى كتلة مرتفعة معقدة أشبه بالجبال منها بالهضاب ، تعرف باسم هضبة أرمينيا التي يبرز فوقها أعلى جبال جنوب غربي آسيا ، وهو جبل آرارات البالغ ارتفاعه 5156 متر ، كما تتمثل فيها بعض البحيرات المغلقة على ارتفاع يزيد عن 4000 م ، كما في بحيرة فان التي تشكلت بفعل انسكاب اللافا البركانية في بعض الوديان . ومن هذه الهضبة تنبع أهم أنهار جنوب غربي آسيا ، وهما نهرا دجلة والفرات اللذان يتلقيان تغذيتها من ذوبان الثلوج في الربيع والصيف ومن هطول الأمطار في الشتاء.

4 - السهول الساحلية : نقتصر السهول في تركيا على تلك الأشرطة الضيقة المحاذية لسواحل البحار والتي تعد سهول البحر الأسود أكثرها اتساعاً وأهمية . في حين تضيق السهول الساحلية على البحر المتوسط حتى لتكاد تنعدم في بعض المناطق التي تقترب فيها الجبال من خـط الـسـاحـل ، وأكثر سهول المتوسط اتساعاً سهول أضنة في الشرق حيث ساهم في تكوينها واتساعها نهرا سيحان وجيحان اللذان يخترقانها ليصبا في البحر ، وهناك سهول أنطاليا المشرفة على خليج أنطاليا . وتتخذ السهول الغربية شكل أذرع تتداخل ضمن الوديان التي تشق الهضبة الغربية .