أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-26
1393
التاريخ: 12-10-2014
2176
التاريخ: 2024-10-12
211
التاريخ: 13-10-2014
2359
|
قال تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }:
الفجور، شقّ ستر الديانة، فالنهي الإلهيّ عن فعل أو عن ترك، حجاب مضروب دونه، حائل بين الإنسان وبينه. واقتراف المنهي عنه، شقّ للستر وخرق للحجاب. والتقوى، جعل النفس في وقاية ممّا يخاف، والمراد بها، بقرينة المقابلة في الآية بينها وبين الفجور، التجنّب عن الفجور، والتحرّز عن المنافي. والإلهام، الإلقاء في الروْع، وهو إفاضته تعالى الصور العمليّة، من تصوّر أو تصديق على النفس. وتعليق الإلهام على عنواني فجور النفس وتقواها، للدلالة على أنّ المراد تعريفه تعالى للإنسان صفة فعله، من تقوى، أو فجور، وراء تعريفه متن الفعل بعنوانه الأوّلي المشترك بين التقوى والفجور، كأكل المال - مثلاً - المشترك بين أكل مال اليتيم، الذي هو فجور، وبين أكل مال نفسه، الذي هو من التقوى، والمباشرة المشتركة بين الزنا، وهو فجور، والنكاح، وهو من التقوى.
فمعنى الآية: أنّه تعالى عرَّف الإنسان صفة ما يأتي به من فعل، فجوراً أم تقوى، وميّز له ما هو تقوى ممّا هو فجور. وتفريع الإلهام على التسوية في قوله تعالى: {وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا }، للإشارة إلى أنّ إلهام الفجور والتقوى، وهو العقل العملي، من تكميل تسوية النفس، فهو من نعوت خِلْقتها، كما قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ }[1].
وروى زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر، وأبي عبد الله عليهما السلام، في قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }، قال: "بيّن لها ما تأتي، وما تترك"[2].
وإضافة الفجور والتقوى إلى ضمير النفس، للإشارة إلى أنّ المراد بالفجور والتقوى الملهمين، الفجور والتقوى المختصّين بهذه النفس المذكورة، وهي النفس الإنسانية ونفوس الجنّ على ما يظهر من الكتاب العزيز، من كونهم مكلّفين بالإيمان والعمل الصالح: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }[3]،[4].
[1] سورة الروم، الآية 30.
[2] الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص371,
[3] سورة الأحقاف، الآيات 29 – 32.
[4] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص297-298.
تَدَبُّر: وضع كلمة "فجور" قبل كلمة "تقوى", للإشارة إلى أنّه على الإنسان في البدء أن يعلم مصاديق المفاسد، ثمّ يحذر منها ويبتعد عنها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|