أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
1365
التاريخ: 10-10-2014
1452
التاريخ: 10-10-2014
1893
التاريخ: 26-02-2015
16691
|
المقدمة الرابعة للشيخ فتح الله الاصفهاني في علم القراءات
الشيخ محمد عزت الكرباسي
الموسوعة العلمية التفسير وعلوم القران
ص 90-94.
______________
قد يُظنُّ أَنّ المراد من الأحرف السبعة في الحديث المعروف أَنهُ نزل القرآن على سبعة أحرف هي القراءات السبعة فهو الحجّة في جواز القراءة بكل ما أراد منها إلا أَنهُ وَهْمٌ ، والكلام في وَهْمٍ والكلام فيه طويل جدّاً ، أو مجمل القول فيه : أَنّ هذا الحديث مرويٌّ في كتب العامّة وصحاحهم ، وقد أدّعى تواتره كثير منهم نظراً إلى كثرة مَنْ سمعه عن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) ورواه عنه من الصحابة .
فقد رواه أبي بن كعب ، وأَنس بنُ مالك ، وحذيفة آبن اليمان ، وزيد بن أرقم ، وسمرة بن جندب ، وسليمان بن صرد وآبن عباس ، وآبن مسعود ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعثمان بن عفان ، وعمر بن أبي سلمة ، وعمرو بن العاص ، ومعاذ بن جبل ، وهشام بن حكيم ، وآبن بكرة أبو جهم ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو طلحة النصاري ، وأبو هريرة ، وأمّ أيوّب ، فهؤلاء أحد وعشرون صحأبياً وأخرج أبو يعلى في مسنده : أنّ عثمان قال على المنبر : أذكَّرِ الله رجلًا سمع النبيَّ ( صلى الله عليه واله وسلم ) قال : القرآن أُنزل على سبعة أحرف كلها كافٍ شافٍ لما قام فقاموا حتى لم يحَطّوا فشهدوا بذلك فقال : وأناْ أشهد معهم « 1 » ، وطرق الحديث إلى هؤلاء الجماعة أيضا كثيرة ، وآتّفقَ على نقله جميع الصحاح فصار في درجة فوق التواتر ، إلّا أَنّ المراد منه ليس هو القراءات باتفاق علماء المسلمين .
فقد نقل في الإِتقان « 2 » : آختلافهم في معنى الحديث إلى أربعين قولًا ليس في شيء منها إِرادة هذا المعنى ، وقال آبن حجر « 3 » : ذكر القرطبيُّ عن آبن حيان أَنهُ بلغ الاختلاف في معنى الأحرف إلى خمسة وثلاثين قولًا ، أقول وأكثرها أو كلها من هذا القبيل ككون المراد منها سبع لغات فبعضه بِلُغَةِ قريش ، وبعضه بِلُغةِ هذيل ، وبعضه بلغة هوازن ، وبعضه بلغة اليمن ، وغيرهم ، وأَنها سبع لغات كلّها من مصر وهم هذيل ، وكنانة ، وقيس ، وضبّة ، وتيم الرباب ، وأسد بن خزعة ، وقريش ، أو أنها وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال وآحتجاجات أو أنها سبعة أوجه من القراءات المتفّقة في المعنى المختلفة في اللفظ نحو : أَقبلْ وتعالَ وهَلُّمَ وعجل وأسرع ونسب آبن عبد البر إلى أَكثر العلماء خصوص الأخير ، وأَسند عن أبي بن كعب أَنهُ كان يقرأ كُلّما أضاء لهم مشوا فيه مرّوا فيه سعوا فيه ، وعن آبن مسعود : أَنه كان يقرأ الذين أمنوا آنظرونا أمهلونا أخرونا قال الطحاوي : إنّما كان ذلك رخصة لما كان متعسّرا على كثير منهم التلاوة بلفظ واحد لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإِتقان الحفظ ، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الكتابة والحفظ ، ثم أنهم نقلوا عن جمهور العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين أَن المصاحف العثمانية ليست مشتملة إلا على العرضة الأخيرة التي عرضها النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) على جبرئيل مشتملة على المقدار الذي يحتمله رسم هذه المصاحف من الأحرف السبعة وليست مشتملة على الكل قال السيوطي « 4 » : وقد حكم كثير من العلوم أَنّ المراد بالأحرف السبعة القراءات السبعة يعني المشهورة قال : وهو جهل قبيح وحكم عن أبي شامة : أَنهُ قال : ظنّ قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أُريدت في الحديث وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة ، وأنها إنما يظنّ ذلك بعض أَهل الجهل ، وعن مكي : من ظنَّ أنّ قراءة هؤلاء القرّاء كنافع وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطاً عظيماً هذا كله مضافا إلى آستفاضة الروايات من طرقنا على تكذيب هذا الحديث وأَنَّ القرآن واحد نزل من عند الواحد ، وإنما الاختلاف من قِبَلِ الرواة .
وقال الطبرسي في مجمع البيان « 5 » : إِنّ الشائع في أخبار الإمامية أن القرآن نزل بحرف واحد ، بل آدّعى صاحب الجواهر ( رحمه الله ) فيه الضرورة قال ضرورة معلومية مذهبنا بأَنّ القرآن نزل بحرف واحد على نبيّ واحد وأَنّ الاختلاف فيه من الرواة « 6 » ، ولنذكر شطراً من تلك الروايات :
ففي الكافي عن زرارة عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إِنّ القرآن واحد نزل من عند الواحد ، ولكنّ الاختلاف يجيء من قبل الرواة « 7 ».
وفيه عن الفضل بن يسرة قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إِنّ الناس يقولون : إنّ القران نزل على سبعة أحرف ، قال : كذبوا أعداء الله ولكن نزل على حرف واحد من عند الواحد « 8 ».
وفي كتاب القراءات للسيري « 9 » : بأسناده عن جابر بن يزيد قال : قيل لأبي عبد الله ( عليه السلام ) إِنّ الناس يقولون إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف ، فقال : كذبوا نزل على حرف واحد من عند ربّ واحد إلى نبيّ واحد .
وفيه عن أبي نصر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : قول الناس : نزل القران على سبعة أحرف ، فقال : واحد من عند واحد « 10 ».
وعن الحسن الصيقل قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : على كم حرف نزل القران ؟ قال : على حرف واحد « 11 ».
إلى غير ذلك من الروايات ، نعْم روى الصدوق ( رحمه الله ) في الخصال « 12 » : عن محمد بن علي ماجيلوه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن هلال ، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي ، عن أبيه ، عن آبائه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) : أتاني آتٍ من الله فقال : إِنّ الله تبارك وتعالى يأمرك أَن تقرأَ القران على حرف واحد ، فقلت : ياربّ وسَّعْ على أُمتّي ، فقال : إِنْ الله يأمرك أَنْ تقرأَ القران على حرف واحد ، فقلت : ياربّ وسِّعْ على أُمتّي ، فقال إِنّ الله يأمرك أَنْ تقرأَ القران على سبعة أحرف .
وفيه أيضا بسند معتبر عن حماد بن عثمان قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) إِنّ الأحاديث مختلفة عنكم فقال القران نزل على سبعة أحرف وأدنى ما للامام أنْ يفتي على سبعة وجوه ، ثم قال هذا عطاؤنا فأمننْ أو أَمسكْ بغير حساب « 13 ».
والجمع بين الروايات الماضية المكذبة لقول الناس وبين هاتين الروايتين وما سيأتي ، مما يدلُّ على صدق هذا المضمون يقتضي لن يقال إِنّ التكذيب راجع إلى فهمهم وأحتجاجهم بالخير على جواز القراءة بسبع لغات أو بسبع وجوه مختلفة من القراءات لا إلى أصل صدور الخبر فإِنّهُ صادر إلا أَنّ المراد به سبعة وجوه من الظهر والبطن كما يدلُّ عليه الخبر الثاني أو سبعة أصناف كما يفصح عنه ما رواه النعمان في تفسيره « 14 » : أَنّ شيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سئلوه عن أقسام القرآن من الناسخ والمنسوخ والخاصَّ والعامَّ فقال : إِنّ الله تعالى أنزل القران على سبعة أحرف كل قسم منها كافٍ شافٍ وهي أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وشدّ وقصص .
وفي مجمع البيان « 15 » : عن أبي قلابة عن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) قال : نزل القرآن على سبعة أحرف أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومَثَل.
وفيه عن آبن مسعود عن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) أَنّهُ قال : نزل القرآن على سبعة أحرف زجر وأجر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال « 16 ».
وفي الإِتقان « 17 » : أخرج الحاكم والبيهقي عن آبن مسعود ن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) قال : كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد وعلى حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال.
وبالجملة فلا ربط للحديث بالقراءات السبعة عن القراء السبع المعروفين باتفاق الخاصة والعامة.
____________
( 1 ) مجمع الزوائد للهيثمي : ج 7 ، ص 152 ، الاتقان في علوم القرآن للسيوطي : ج 1 ، ص 130 .
( 2 ) الاتقان في علوم القرآن للسيوطي : ج 1 ، ص 130 .
( 3 ) فتح الباري لابن حجر : ج 9 ، ص 20 .
( 4 ) الاتقان في علوم القرآن للسيوطي : ج 1 ، ص 139 .
( 5 ) تفسير مجمع البيان : ج 1 ، ص 38 .
( 6 ) جواهر الكلام - الشيخ الجواهري : ج 9 ، ص 294 : وسننقل القول لاختلاف يسير في المصدر : ( ضرورة معروفية مذهبنا بأن القرآن نزل بحرف واحد على نبي واحد ، والاختلاف فيه من الرواة ) .
( 7 ) الكافي : ج 2 ، ص 630 .
( 8 ) الحدائق الناظرة : ج 8 ، ص 98 .
( 9 ) نفس المصدر .
( 10 ) الكافي : ج 2 ، ص 630 .
( 11 ) الخصال للصدوق : ص 358 .
( 12 ) الخصال للصدوق : ص 358 .
( 13 ) الخصال للصدوق : ص 358 .
( 14 ) راجع التفسير الصافي : ج 1 ، ص 59 .
( 15 ) راجع تفسير الفيض الكاشاني : ج 1 ، ص 59 .
( 16 ) راجع تفسير الطبري : 1 ، ص 23 .
( 17 ) الاتقان في علوم القران للسيوطي : ج 1 ، ص 135 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|