المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05

Differential Evolution
16-12-2021
لا يزهدنك في المعروف من لا يشكر لك
3-1-2021
Ethyl-Nitrosourea
5-5-2016
حدود سلطة رئيس الجمهورية في تخويل اختصاصه بفرض العقوبة الانضباطية
2024-07-12
فاكهة البيلي
12-11-2017
القواعد العامة في الاستجواب
15-3-2016


مرحلة البناء لشخصية الولد / حسم مادة الفساد والانحراف لدى الأولاد  
  
253   01:22 صباحاً   التاريخ: 2024-08-29
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص93ــ99
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

من أصعب وأهم الوظائف الأخلاقية الملقاة على عاتق الأبوين هو قطع مادة الفساد الموجودة في نفوس أبنائهم، فإنه لا نار محرقة أشد ضرراً عليهم مـن ضــر الفساد الخلقي والانحراف. وحيث إن أرضيّة الفساد والانحراف موجودة في نفوس الجميع، وأن الأولاد وبسبب قلة التجربة وعدم الوعي الكافي والوضع الخاص الذي يعيشونه خصوصاً في عمر الشباب، فإنّ هذا العمر يجعلهم في معرض الانحراف، وعلى الأبوين أن يسعيا في رفع الموانع عن طريق أولادهم، ولا يتركوا الفطرة الطاهرة والسليمة لأبنائهم تتلوّث برذائل الأخلاق والمفاسد الاجتماعية، مضافاً إلى ذلك، فإنّ على الأبوين التعرف على مشاكل الأولاد، خصوصاً النفسية والجسمية، ومعرفة احتياجاتهم، وأن يكون سلوكهم معهم إرشادياً تربوياً، ولابد لهم من التحمّل بسعة صدر ليكونوا أصدقاءَ ورفقاء للأطفال والأشبال، حتى لا يشعروا بالعزلة عن آبائهم، فيطرحوا مشاكلهم عليهم قبل أن يجنوا ثمار الخسارة الجسمية والنفسية، وليكون الآباء في صدد حل تلك المشاكل.

وعلى الأبوين أيضاً عدم الغفلة عن مطالعة الكتب التربوية والأخلاقية، وعليهم أن يخطوا خطوات يسبقون فيها حاجات أبنائهم، وعليهم أيضاً أن يكونوا ملجأً آمناً لأبنائهم، والآن نلقي نظرةً على أدق المسائل التربوية التي طرحها الإسلام:

أ. التفريق في المضاجع والاستئذان للدخول

من المسائل التربوية التي لا تهتم بها بعض الأسر قضيّة استئذان الأولاد من الأب والأُمّ في الدخول عليهما. يشعر الطفل في مرحلة الطفولة - ولقربه الشديد من أبويه ـ بأنـه غـيـر مـحدود التصرف في الكثير من الأمور لمكان الأنس والألفة من أبويه، ومن جملة ذلك دخوله بدون استئذان عليهما، لكن يجب تدريبهم تدريجياً على الذهاب إلى غرفهم الخاصة والنوم فيها، والاستئذان إن أرادوا الذهاب إلى غرفة أبويهم. ومن الطبيعي أن ذلك لابد أن يكون برفق تام، وأنّ على الأبوين تقوية الشعور بالاستقلال والعزّة بالنفس لدى الأطفال، وتدريبهم على ذلك بحيث يدركون ضرورة الالتزام بذلك قبل سن البلوغ، وهذا الدرس الأخلاقي مهم للغاية تساعد رعايته على تكامل الأطفال، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النور:58، 59].

إن هذا الحكم الإسلامي. وللأسف قلّما يراعى امتثاله مع أن القرآن قد صرّح في هذه الآيات بالحكم المزبور، كما وأنا قلما نجد التعرض في المقالات والخطابات وبيان الأحكام إلى ذكر هذا الحكم وبيان فلسفته، ولا نعلم ما وجه الغفلة عن ذلك.

ثمّ إنّ ظاهر الآية وجوب هذا الحكم، وعلى فرض استحبابه، فلابد من الحديث عنه وعن جزئياته مفصلاً.

وقد ثبت أن الأطفال فضلاً عن الكبار يبدون نوعاً من الحساسية تجاه هذه الأمور، وقد يتصوّر البعض من السذج أن الأطفال لا يفهمون شيئاً من ذلك، ولذا فإن تسامح وتساهل الأبوين قد يؤدّيان بالأطفال إلى النظر لما لا ينبغي لهـم النظر إليه، والذي قد يكون منشأ في الانحرافات الأخلاقية، أو الأمراض النفسية في المستقبل(1).

والذي يستفاد من الآية المباركة ضرورة عزل غُرَف منام الوالدين عن غرف منام الأولاد، فإنّه لا معنى لأخذ الإذن في الدخول إلى غرفة الأبوين سوى وجوب كونهم في غرفة أخرى، ومن الضروري أنّ الاهتمام بهذا الأمر يمكن أن يكون واقياً عــن الكثير من انحرافات الأطفال في المستقبل.

وتنقسم الروايات التي تتحدّث عن التفريق في منام الأولاد إلى طوائف أربعة: الأولى: وهي تتحدث عن العمر الذي يتم فيه التفريق.

الثانية: وهي تتحدث عن التفريق بين مضاجع الذكور عن الإناث.

الثالثة: وهي تتحدث عن التفريق بين مضاجع البنات.

الرابعة: التفريق بين الأطفال المميزين وبين النساء.

أما الطائفة الأولى: فيها روايات تشير إلى العمر في التفريق بين الاطفال، ففي بعضها أن العمر هو ست سنين، وفي البعض الآخر سبع سنين، وفي ثالثة عشر سنين:

1. روي أنه يفرّق بين الصبيان في المضاجع بست سنين(2).

2. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إذا بلغ أولادكم سبع سنين، فرّقوا بين مضاجعهم))(3).

3. وعن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن آبائه، قال (عليهم السلام): ((يفرّق بين الصبيان والنساء في المضاجع إذا بلغوا عشر سنين))(4).

وأما الطائفة الثانية: فقد روى الصدوق بإسناده عن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، عن آبائه، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ((الصبي والصبية... يفرّق بينهم في المضاجع لعشر سنين)).

وأما الطائفة الثالثة: ففي التفريق بين البنات فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عــن النبي (صلى الله عليه وآله): ((الصبية والصبيّة يفرّق بينهما في المضاجع لعشر سنين)).

ب ـ حسم مادة عقوق الوالدين

كان فيما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) قوله: ((يا علي، لعن الله والدين حملا ولدَهما على عقوقهما، يا علي يلزم الوالدين من عقوق ولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما)).

وهنا نرى من الضروري الإشارة إلى عدة أمور:

الأمر الأوّل: يقال للولد العاصي والمتمرد على أبويه: عاقاً، وبذلك يكون سلوكه موجباً لأذى والديه.

الأمر الثاني: أن عقوق الوالدين من الكبائر، فإن لم يُرضِ العاق أبويه عنه فإنّه سوف يلاقي مصيراً أسود في الآخرة.

الأمر الثالث: تصريح هذه الرواية ـ وعلى خلاف ما يتصوره البعض ـ من أن العقوق يكون من جهة الأبناء لوالديهم بأنّ بين الأبناء وآبائهم حقوقاً ووظائف متقابلة تُحكمُ العلاقة بينهما لكي لا يؤاخذ الأبناء في صورة التقصير عن أداء الوظائف، إذن فكما أنّ الولد يمكن أن يكون عاقاً لأبويه، فكذا يصح العكس، ومن هنا يتوجب على الأبوين وأولياء المدارس رعاية مسؤولياتهم في هذا المجال، وعليهم إيجاد أرضية الاحترام المتقابل بينهم وبين الأبناء بحيث يشعر الأبناء وبشكل طبيعي بوظائفهم لكي لا تتمهد أرضية العقوق للوالدين.

إن من أحد العوامل المساعدة على عقوق الوالدين هو الإفراط في إبراز الوالدين المحبة والرفق في حق أبنائهم، فإنّ ذلك يكسر طوق حرمة الأبوين، ويكون الأبوان بذلك قد هيّئا أرضيّة انتهاك حرمتهما بأيديهما، فقد ورد عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال: ((جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره))(5).

ج. التحرز عن أكل الحرام

ومن الأمور التي تلعب دوراً أساسياً في محو وقطع مادة الفساد والانحراف فــي الأبناء هو منعهم عن أكل المال الحرام، وفي هذا المجال أشارت الروايات إلى أمرين:

الأول: أنه قد يكون الشيء الذي يراد إعطاؤه للأبناء حراماً بالأصالة، فيكون إعطاؤه للولد حراماً أيضاً، كما ورد في خبر عجلان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): المولود يولد فنسقيه الخمر!؟ فقال لهم: ((لا، من سقى مولوداً مسكراً سقاه الله من الحميم وإن غفر له))(6).

الثانية: وقد لا يكون ذلك الشيء حراماً ذاتياً، ولكن يحرم تناوله ولأسباب معينة، كما لو دعي شخص إلى ضيافة ولم يُدعَ سواه أحد، فيتبعه ولده إلى الضيافة من دون إذن المضيف، الذي لم يكن على أهبة الاستعداد لضيافة ولده ولم يتخذ التدابير اللازمة لذلك، مضافاً لما في ذلك من سخط الله والخلق، فقد ورد عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ((إذا دُعي أحدكم إلى طعام فلا يتبعن ولده، فإنه إن فعل أكل حراماً ودخل عاصياً))(7).

العلاقة بين اللقمة الحرام وعدم التدين

ذكروا في ترجمة شريك بن عبدالله النخعي القاضي بأنه كان معروفاً بالعبادة والزهد والتقوى، حتى إنه دخل يوماً على المهدي العباسي، فقال له: لابد أن تجيبني إلى خصلةٍ من ثلاث خصال، قال: وما هنّ يا أمير المؤمنين؟ قال: إما أن تلي القضاء، أو تحدّث ولدي وتعلّمهم، أو تأكل عندي أكلة ـ وكان ذلك قبل أن يلي القضاء ففكر ساعةً ثم قال: الأكلة أخفّها على نفسي، فأجلسه... وقدمه (أي الطعام) إليـه فأكل، فلما فرغ من الأكل، قال الطباخ والله يا أمير المؤمنين ليس يفلح الشيخ بعد هذه الأكلة أبداً، قال الفضل بن الربيع فحدّثهم والله شريك بعد ذلك، وعلم أولادهم، وولي

القضاء لهم(8).

د. إيجاد أرضية الصلاح والبر

إن إحدى الطرق التي يمكن اتباعها في إزالة أرضية فساد وانحراف الأولاد تقوية العوامل الإيجابية الأخلاقية في شخصيّتهم، فإنّه لابد من تقوية الاستعداد المطلوب والصفات الحسنة في نفوسهم، وسدّ طريق الانحراف في وجوههم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ((رحم الله والداً أعان ولده على برّه))(9)، وأيضاً قال: ((رحم الله عبداً أعان ولده على بره بالإحسان إليه، والتألف له، وتعليمه وتأديبه))(10).

وعن يونس بن رباط، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ((رحم الله من أعان ولده على بره))، قال: قلت: كيف يعينه على بره؟ قال: ((یقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره، ولا يرهقه، ولا يخرق به))(11).

_______________________________

(1) تفسیر نمونه، ج 14، ص 545.

(2) وسائل الشيعة، ج 15، ص 183.

(3) كنز العمال، ج 16، ص 441.

(4) وسائل الشيعة، ج15، ص183؛ مستدرك الوسائل، ج14، ص 228.

(5) تحف العقول: ص 520.

(6) وسائل الشيعة، ج 17، ص 247.

(7) نفس المصدر، ج16، 493؛ مكارم الأخلاق.

(8) روضات الجنات، ج 4، ص 102.

(9) مجموعة ورام، ص 369.

(10) الطفل: ج3، ص 92.

(11) وسائل الشيعة، ج15، ص 19. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.