المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



ترك شرب الخمور والفجور والقمار  
  
236   01:06 صباحاً   التاريخ: 2024-08-29
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص287ــ290
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-5-2020 2328
التاريخ: 24-7-2021 2683
التاريخ: 21-4-2016 2321
التاريخ: 3-2-2021 1831

الزوج السعيد هو الذي يجتهد في ترك شرب الخمر والزنا ولعب القمار ومن القمار لعب الورق، لأن ذلك كله حرام.

والزوج العاقل هو الذي يتدبر في حال الإنسان بعد شربه الخمر ليعلم قذارة ذلك الفعل، وهو الذي يتمعن فيما يحصل بعد الزنا ليعلم نتانة هذا الأمر، وهو الذي يتأمل في حال المقامر بعد الإنتهاء ليدرك فداحة الموقف.

وليعلم الزوج بأن شرب الخمر والزنا والقمار إنما يقف سدّاً منيعاً بوجه السعادة الزوجية، وكلُّ ما يضيعه من وقت، وما يسرفه من مال، وما يخسره أملاك، إنما يؤخذ من حساب نفسه وعمره وزوجته، وللإستفادة وتأييداً لما ذكرنا نذكر القصة التالية:

كان لبعض الأعيان ولد وحيد، وكان ذا ثروة طائلة فلما أشرف على الموت أوصى ولده بثلاث وصايا قال له: يا بني ... أنت ولد شاب، ربما تتوق نفسك إلى لعب القمار، وإنني أوصيك أن تلعب مع أبرع المقامرين، وأقدمهم في المهنة، وربما تتوق نفسه إلى شرب الخمر، فإذا تاقت نفسك إليها فأشربها في الحوانيت العامة بعد منتصف الليل، وإياك أن تشربها في منزلك أو منزل صديقك، بل في الحانات نفسها، وربما تتوق نفسك إلى ذوات الأعلام من النساء الشهيرات بالجمال فاذهب إلى التي تريدها - إلى منزلها ـ عند الفجر، وإياك أن تستدعيها إلى منزلك، أو أن تأتيها في أول الليل.

يا بني ... احفظ هذه الوصايا الثلاثة فإنك إذا حفظتها، دامت ثروتك وبورك لك في مالك ومجدك وبدنك، فظل ولده وكل من سمعه متحيراً فيها، ولا يعرف ما يريد ولكنه أصر على تنفيذ وصية والده لثقته به.

مات الوالد، وبقي الولد، فالتف حوله البطالون والمضحكون وأمثاله من الفتيان المياسير، فاتفق أن صدره ضاق يوماً من الأيام، فجعل يطلب شيئاً للتسلية عنه، فبالغ له أصدقاؤه في أرباح المقامرين، وفي السلوى والراحة في أثناء اللعب، وزينوا له ذلك بحكاية القصص المضحكة فمالت نفسه للقمار، طمعاً في تعويض ما أنفقه من الأموال أيام بطالته، ورغب في الراحة ومجاراة الإخوان فذهب إلى المحل المعهود، وطلب أشهر المقامرين وأقدمهم في المهنة وامتنع المقامرون عن اللعب معه، خوفاً منه ودعوا له شيخاً رثَّ الثياب، سيء الحال، كان في الطابق السفلي من المحل، فجلس معه، وتحدث إليه وقال له الشيخ: لم لا تلعب مع الفتية؟ فقال له: أنا ابن فلان والمرحوم والدي أوصاني أن لا ألعب إلا مع أشهر مقامر فتناول الشيخ آلات القمار وجعل يرميها بغير اكتراث، فيصيب ما يريد ويحصل على غاية المقصود، ثم التفت للشاب فقال: كيف رأيت؟

قال: رأيت مقامراً لا يغلب.

فقال الشيخ: أتعلم يا بني كيف أعيش؟ ومن أين أقتات؟

قال: لا.

قال: إن المقامرين لا يرضون باللعب معي لأنني أغلبهم على كل حال وأنا اشتغلت بهذا الفن منذ الحداثة، ولست أحسن اليوم عملاً من الأعمال، فانسدت أبواب الحياة في وجهي، وعجزت عن الكسب وأصبحت من أفقر الناس، وإذا ربح أحد هؤلاء تصدق عليَّ بشيء يسير أو يستخدمني في حاجة، فيبرني بالقليل، وأبوك يا بني كان حكيماً، وأراد أن يعظك، ويريك نتائج طلب الثراء من هذا الباب المحرم، فعافت نفسه القمار، وحلف أن لا يلعب مع أحد حتى ولو للتسلية، وبدون عوض.

ثم بعد مدة من الزمن، وغفلة من الدهر، سمع أقرانه وأخوانه يتحدثون عن الخمر وما فيها من محاسن فتاقت نفسه إليها، يسلي نفسه بها عن هموم الدنيا حسبما زعم أولئك الفتيان فهم بها وتذكر وصية المرحوم والده، فأخر ذلك إلى الليل وذهب إلى الحانة بعد منتصف الليل، فرأى أقواماً صرعى، بين من راث في ثيابه وتقيأ على نفسه وأغمي عليه من شدة السكر ووقع في مستنقع في الطريق ظنه بحراً فسبح فيه، وبين من يتحرك حركات المجانين، ويهذي بما يفهم وما لا يفهم ويهاجم المارة، فصاح بلا شعور بالشرطة والإسعاف، وظنَّ أنَّ هناك وباءاً دخل البلد، أو معارك قد نشبت، ولم يكن رأى مثل ذلك من قبل، فلما حضر الشرطة طلب منهم الإسراع بإحضار سيارات الإسعاف وموظفي الصحة فأخبروه بالأمر وأعلموه أنه لم يختبر الحياة، وعندها فهم الغاية من وصية والده وأقلع عما كان قد هم به، وحلف على ترك صحبة أولئك الذين كانوا السبب في غوايته.

ثم بعد مدة أنسته ما كان وكانت قد كبرت زوجته، ولم يستطع من إضافة غيرها إليها محافظة على توازن داخليته، فجعل يفكر في ما يشبع فيه غريزته لأن المرأة تفقد القوى الجنسية قريب الأربعين، وهذه القوى تستفحل في الرجل في ذلك السن، فبقي يفكر ليلاً ونهاراً، ويكثر التحدث بهذا الأمر، وأخيراً، بعد أخذ ورد عزم على الإتصال بذوات الجمال، اللواتي يبعن شرفهن بالمال، فجعل يسأل سرّاً وبأسلوب لا يعرف منه السامع غايته جهراً، فعلم أنَّ فلانة الشهيرة في جمالها وهندامها وحركاتها هي الوحيدة في ذلك الوقت، فأرسل لها سراً مع أمينه، وعين لها ليلة خاصة وبذل لها ما أرادت، وتم كل شيء. فلما كانت تلك الليلة تذكر وصية والده فأخر ذهابه إليها إلى قبيل الفجر، ولم تعلم هي بذلك، فبقيت في انتظاره حتى يئست منه وأنهكها النعاس، فلما نامت واستولى عليها الكرى جاءها عند الفجر، فدخل عليها فاستمهلته لتصلح من شأنها، ولم يقبل مخافة من أن يباغته الصباح، فسلمت إليه نفسها فرآها امرأة شعثاء صفراء ذات نفس كريه الرائحة، لا يبدو عليها شيء من الهيجان الجنسي فاشماز منها ونفرت نفسه ورأى أن ما عنده خير منها، وتمثل له حينئذ أن هذه المرأة قاذورة تستر نفسها بالورد وأنها مورد لكل من عنده مال بدون خصوصية وأنها إنما تتودد لا عن حب ورغبة بل طمعاً في المال فأقلع عما عزم وتندم على ما هم، وأيقن بحكمة أبيه وحمد الله وأثنى عليه، وتوجه لأعماله وعاش في سعادة وهناء(1).

___________________________

(1) قصص وعبر ص 267 ــ 270. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.