المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

البيئة الاجتماعية والثقافية للتـسويـق Sociol-cultural Environment
4/10/2022
Categorical Game
18-10-2021
الليزر والميزر
16-1-2023
Group Frequencies
11-8-2018
التفاعلات المهمة للاحماض الامينية والببتيدات
2023-11-13
 تأثير درجة الحرارة على تغير التوازن : مركبات الكوبالت :
29-11-2015


غزوة بدر الكبرى  
  
5599   09:05 صباحاً   التاريخ: 15-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1, ص354-358
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017 3486
التاريخ: 12-5-2016 3695
التاريخ: 7-4-2022 1641
التاريخ: 5-11-2015 4259

ويقال بدر القتال فالكبرى مقابل الصغرى وهي غزوة سفوان المتقدمة

وبدر القتال لأن الأولى لم يقع فيها قتال وكانت في رمضان يوم تسعة عشر أو سبعة عشر منه على رأس تسعة عشر شهرا من مهاجره (صلى الله عليه واله) وبدر اسم بئر كانت لرجل يدعى بدرا وسببها أن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان قد عرض لعير قريش التي فيها تجارتهم وهي ذاهبة إلى الشام مع أبي سفيان بن حرب وأصحابه على رأس ستة عشر شهرا من مهاجره (صلى الله عليه واله) ففاتته كما مر فلما رجعت العير ندب أصحابه إليها فخف بعضهم وثقل بعضهم فخرجوا لا يريدون إلا أبا سفيان والركب ولا يرون إلا أنها غنيمة لهم ولم يظنوا أن رسول الله (صلى الله عليه واله) يلقى حربا ولا كيدا وكان في العير أربعون راكبا من قريش وهي أول غزوات رسول الله (صلى الله عليه واله) المهمة وبها تمهدت قواعد الدين وأعز الله الاسلام وأذل جبابرة قريش وقتلت فيها رؤساؤهم ووقعت الهيبة من المسلمين في قلوب العرب واليهود وغيرهم وأنزل الله تعالى فيها سورة الأنفال أكثرها وغيرها من السور . فخرج (صلى الله عليه واله) في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ومعهم فرسان وسبعون بعيرا فكان الرجلان منهم والأكثر يتعاقبان بعيرا واحدا حتى أن النبي (صلى الله عليه واله) لم يختص ببعير وحده فكان يتعاقب هو وعلي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد على بعير لمرثد وكان كثير من أصحابه كارهين للخروج خوفا من قريش وكثرتها كما قال تعالى كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين لهم كأنما يساقون إلى الموت ووعد الله تعالى رسوله إحدى الطائفتين العير أو النفير وكانوا يودون العير وأن لا تكون حرب حبا بالعاجل وهو قوله تعالى {إِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ } [الأنفال: 7] وبلغ خروجهم أبا سفيان وأصحابه فارسلوا ضمضم بن عمرو الغفاري يستصرخ قريشا بمكة .

ورأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل مجئ ضمضم بثلاث في منامها راكبا أقبل حتى وقف بالأبطح فصرخ بأعلى صوته يا آل غدر انفروا إلى مصارعكم في ثلاث فصرخ بها ثلاثا فاجتمع الناس إليه ثم دخل المسجد وهم يتبعونه إذ مثل به بعيره على ظهر الكعبة فصرخ مثلها ثلاثا ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها ثلاثا ثم اخذ صخرة من أبي قبيس فارسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت في أسفل الجبل ارفضت فما بقي بيت من بيوت مكة إلا دخلته منها فلذة .

وبلغ ذلك أبا جهل فقال ما رضيتم يا بني عبد المطلب بان تتنبأ رجالكم حتى تنبأت نساؤكم فلما كان اليوم الثالث والعباس يخاصم أبا جهل في ذلك إذ جاء ضمضم وهو يقول يا معشر قريش يا آل لؤي بن غالب اللطيمة اللطيمة العير العير قد عرض لها محمد في أصحابه الغوث الغوث والله ما أرى أن تدركوها وقد جدع أذني بعيره وشق قميصه قبلا ودبرا وحول رحله وهذه كانت علامة المستصرخ ، وشبيهها باق في عرب الحجاز إلى اليوم .

فتجهز الناس ومن لم يخرج أرسل رجلا مكانه وأشفقت قريش لرؤيا عاتكة وسر بنو هاشم ولم يخرج أبو لهب معهم وهذا هو العير والنفير الذي يقال فيه فلان لا في العير ولا في النفير وخرجت قريش بالقيان والدفوف في تسعمائة وخمسين أو عشرين مقاتلا وقادوا مائتي فرس وقيل أربعمائة والإبل سبعمائة بعير وبات أبو سفيان من وراء بدر وأرسل رسول الله (صلى الله عليه واله) رجلين يتجسسان لأخبار وهما بسبس وعدي فأناخا بعيريهما قريبا من الماء ثم استقيا منه فسمعا جاريتين من جهينة تلزم إحداهما صاحبتها في درهم لها عليها وصاحبتها تقول إنما العير غدا أو بعد غد قد نزلت فقال رجل صدقت فلما سمعا ذلك رجعا إلى النبي (صلى الله عليه واله) واخبراه وأصبح أبو سفيان ببدر قد تقدم العير وهو خائف فسال رجلا اسمه مجدي هل أحسست أحدا قال لا إلا اني رأيت راكبين أتيا هذا المكان فأناخا به واستقيا ثم انصرفا فجاء أبو سفيان مناخهما ففت البعر فإذا فيه نوى فقال هذه والله علائف يثرب هذه عيون محمد وأصحابه ما أراهم إلا قريبا فضرب وجه عيره فساحل بها وانطلق سريعا وأقبلت قريش تنزل المناهل وتنحر الجزر وتخلف عتبة واخوه شيبة في الطريق وترددا وهما بالرجوع فحمسهما أبو جهل فمضيا كارهين ورجعت بنو زهرة وبنو عدي بن كعب وأرسل أبو سفيان إلى قريش أن يرجعوا وإلا فليردوا القيان فأراد عتبة الرجوع فأبى أبو جهل وقومه وردوا القيان من الجحفة وكانه أراد برد القيان أن لا يقعوا في أسر المسلمين وبلغه آباؤهم فقال وا قوماه وهذا يدل على وقوع الهيبة من المسلمين في قلبه بما رأى من جرأتهم  وبان له من أحوالهم مع أنه لم يسبق لقومه معهم حرب وقال أبو جهل والله لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم بها ثلاثا ونطعم الطعام ونسقي الخمور وتعزف علينا القيان وننحر الجزور وتسمع العرب بمسيرنا فلا تزال تهابنا . وكانت بدر موسما من مواسم العرب يجتمع لهم بها سوق كل عام ولما وصل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قريب بدر أخبر بمسير قريش فأخبر الناس بذلك واستشارهم فنهاه بعض المهاجرين عن المسير وقال إنها قريش وخيلاؤها ما آمنت منذ كفرت وقال المقداد والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيها اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) خيرا ودعا له ثم قال أشيروا علي وانما يريد الأنصار لظنه انهم لا ينصرونه إلا في الدار لشرطهم أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم فاجابه سعد بن عبادة وسعد بن معاذ عنهم بالسمع والطاعة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيروا على بركة الله فان الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم وعقد رسول الله (صلى الله عليه واله) ثلاثة ألوية وبات الفريقان قريبا ولا يعلم أحدهما بالآخر وأرسل رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا والزبير وجماعة يتجسسون على الماء فوجدوا روايا قريش فيها سقاؤهم فاسروهم وأفلت بعضهم فأخبر قريشا فاستاؤوا وباتوا يتحارسون إلا أبا جهل فانحاز بقومه بدون حرس وجاءوا بالسقاء والنبي (صلى الله عليه واله) يصلي فسألوهم فقالوا نحن سقاء قريش فكرهوا ذلك وأحبوا أن يكونوا سقاء أبي سفيان فضربوهم فقالوا نحن سقاء أبي سفيان فامسكوا عنهم فسلم رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال إن صدقوكم ضربتموهم وان كذبوكم تركتموهم ثم قال لهم أين قريش قالوا خلف هذا الكثيب قال كم عدد هم قالوا لا ندري وهم كثير قال كم ينحرون كل يوم قالوا يوما عشرة أباعر ويوما تسعة فقال هم ما بين الألف والتسعمائة وقال (صلى الله عليه واله) هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها .

وغشيهم النعاس ليلة بدر فناموا وبعث الله المطر تلك الليلة فأصاب المسلمين ما لبد الأرض وأصاب قريشا ما آذاهم وبينهم مسافة قليلة وهو قوله تعالى : {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ } [الأنفال: 11] ، وأرسل رسول الله (صلى الله عليه واله) عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود فأطافا بالقوم ثم رجعا فاخبرا بأنهم مذعورون فزعون وبني لرسول الله (صلى الله عليه واله) عريش من جريد وقام سعد بن معاذ متوشحا سيفه على بابه فدخله النبي (صلى الله عليه واله) وأبو بكر . وصف رسول الله (صلى الله عليه واله) أصحابه فطلعت قريش وهو يصفهم وقد ملؤوا حوضا كانوا يضعون فيه الماء من السحر ومتح فيه علي بن أبي طالب كثيرا وقذفت فيه الآنية ودفع رسول الله (صلى الله عليه واله) رايته إلى علي بن أبي طالب وتسمى العقاب ولواء المهاجرين إلى مصعب بن عمير ولواء الخزرج إلى الحباب بن المنذر ولواء الأوس إلى سعد بن معاذ هذا هو الصواب وما في الطبعة الأولى من أنه أعطى رايته مصعب بن عمير خطا محض .

في السيرة الحلبية جاء عن ابن عباس ان النبي (صلى الله عليه واله) اعطى عليا الراية يوم بدر وهو ابن عشرين سنة .

وفي السيرة النبوية لدحلان عقد (صلى الله عليه واله) يوم بدر لواء أبيض ودفعه لمصعب بن عمير وكان أمامه (صلى الله عليه واله) رايتان سوداوان إحداهما مع علي بن أبي طالب والأخرى مع سعد بن معاذ وقيل مع الحباب بن المنذر .

وفي السيرة الحلبية ان النبي (صلى الله عليه واله) دفع اللواء يوم بدر وكان أبيض إلى مصعب بن عمير وكان أمامه رايتان سوداوان إحداهما مع علي بن أبي طالب ويقال لها العقاب وفيها أيضا عن الامتاع ان النبي (صلى الله عليه واله) عقد الألوية يوم بدر وهي ثلاثة لواء يحمله مصعب بن عمير ورايتان سوداوان إحداهما مع علي والأخرى مع رجل من الأنصار (اه‍ ) وذكرنا في غزوة أحد ان الراية هي العلم الأكبر واللواء دونها وان ما يتوهم من كلام بعض أهل اللغة من اتحاد الراية واللواء ليس بصواب كما أن ما يحكى عن ابن إسحاق وابن سعد من أن الرايات حدثت يوم خيبر مردود بهذه الروايات فتحصل مما مر ان الراية وهي العلم الأكبر كانت مع علي (عليه السلام) يوم بدر وان مصعب بن عمير وهو مهاجري كان معه لواء المهاجرين هذه حال المهاجرين أما الأنصار فالظاهر أن لواء الأوس كان مع الحباب بن المنذر ولواء الخزرج مع سعد بن معاذ .

وفي السيرة الحلبية عن الهدى التصريح بذلك ولا ينافي ذلك ما ذكر في وقعة بدر من أن سعد بن معاذ كان واقفا بالسلاح على باب العريش لجواز أن يكون حمل اللواء في الطريق فقط وحينئذ فتكون الألوية ثلاثة والراية واحدة وهو الموافق للاعتبار فان الراية العظمى يجب أن تكون بيد علي (عليه السلام) لأنها لا تعطى إلا لمتميز في الشجاعة وعلي وإن كان من المهاجرين إلا أن كونه صاحب الراية يجعله الرئيس على الجميع فاستحسن أن يكون للمهاجرين لواء أيضا فاعطي لمصعب بن عمير وهو الذي أعطي اللواء يوم أحد لأنه من بني عبد الدار لأن لواء المشركين كان مع بني عبد الدار فقتل مصعب وأعطي علي اللواء مع الراية وجعل للأنصار لواءان أحدهما للأوس مع الحباب والآخر للخزرج مع سعد واستقبل رسول الله (صلى الله عليه واله) المغرب وجعل الشمس خلفه واقبل المشركون فاستقبلوا الشمس ونزل بالعدوة الدنيا من الوادي ونزلوا بالعدوة القصوى ونظرت قريش إلى قلة المسلمين فقال أبو جهل ما هم إلا اكلة رأس لو بعثنا إليهم عبيدنا لاخذوهم أخذا باليد فقال عتبة بن ربيعة أ ترى لهم كمينا أو مددا فبعثوا عمير بن وهب الجمحي وكان فارسا شجاعا فجال بفرسه حول عسكر رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم رجع فقال القوم

ثلاثمائة إن زادوا زادوا قليلا معهم سبعون بعيرا وفرسان ليس لهم كمين ولا مدد ولكن الولايا تحمل المنايا نواضح يثرب تحمل الموت الناقع قوم ليس لهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم ألا ترونهم خرسا لا يتكلمون يتلمظون تلمظ الأفاعي ما أرى انهم يولون حتى يقتلوا ولا يقتلون حتى يقتلوا بعددهم فقال له أبو جهل كذبت وجبنت فأنزل الله تعالى وان جنحوا للسلم فاجنح لها

فبعث إليهم رسول الله (صلى الله عليه واله) ان ارجعوا فلأن يلي هذا الأمر مني غيركم أحب إلي فقال عتبة ما رد هذا قوم قط فافلحوا ثم ركب جملا له أحمر فنظر إليه رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو يجول بين العسكرين وينهى عن القتال فقال إن يكن عند أحد خير فعند صاحب الجمل الأحمر وإن يطيعوه يرشدوا وخطب عتبة فقال في خطبته يا معشر قريش أطيعوني اليوم واعصوني الدهر ان محمدا له إل وذمة وهو ابن عمكم فخلوه والعرب فان يك صادقا فأنتم أعلا عينا به وان يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره ، وتحمل عتبة دم الحضرمي الذي قتله المسلمون بنخلة على أن يرجعوا فأبى أبو جهل وقال لعتبة جبنت فانتفخ سحرك فقال يا مصفر اسقه مثلي يجبن واصطفوا للقتال فقام رسول الله (صلى الله عليه واله) يستغيث الله تعالى ويدعو ويقول : اللهم ان تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض وهو قوله تعالى : {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9] وأقسم الأسود بن عبد الأسد المخزومي ليردن حوضهم أو ليهدمنه أو ليموتن دونه فشد حتى دنا من الحوض واستقبله حمزة ابن عبد المطلب فضربه فاطن قدمه فزحف حتى وقف في الحوض فهدمه برجله الصحيحة وشرب منه وقتله حمزة في الحوض . وكان شعار النبي (صلى الله عليه واله) يا منصور أمت .

وبرز عتبة بن ربيعة واخوه شيبة وابنه الوليد من الصف ودعوا إلى المبارزة فبرز إليهم فتيان ثلاثة من الأنصار وهم بنو عفراء معاذ ومعوذ وعوف بنو الحارث فقالوا لهم أرجعوا فما لنا بكم من حاجة ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال النبي (صلى الله عليه واله) لعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف ولحمزة بن عبد المطلب ولعلي بن أبي طالب قوموا فقاتلوا بحقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله { وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [التوبة: 32] فبرزوا فقال عتبة تكلموا نعرفكم فان كنتم اكفاءنا قاتلناكم وكان عليهم البيض فلم يعرفوهم فقال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله فقال عتبة كفو كريم وأنا أسد الحلفاء أي الاحلاف أو الحلفاء أي الأجمة ومن هذان معك قال علي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب قال كفوان كريمان فبارز علي الوليد وكانا أصغر القوم وعمر علي خمس وعشرون أو سبع وعشرون سنة فاختلفا ضربتين أخطأت ضربة الوليد عليا (عليه السلام) وضربه علي على حبل عاتقه الأيسر فاخرج السيف من أبطه وقيل بل ضربه على يمينه فقطعها ، قال علي أخذ الوليد يمينه بيساره فضرب بها هامتي فظننت أن السماء وقعت على الأرض ثم ضربه ضربة أخرى فصرعه .

وبارز حمزة عتبة فتضاربا بالسيفين حتى انثلما واعتنقا وقيل لم يمهله حمزة أن قتله وبارز عبيدة شيبة وهما أسن القوم ولعبيدة سبعون سنة فاختلفا ضربتين فضربه عبيدة على رأسه ضربة فلقت هامته وضربه شيبة على ساقه فقطعها وسقطا جميعا وقيل إن حمزة بارز شيبة وعبيدة بارز عتبة وصاح المسلمون يا علي أ ما ترى الكلب قد بهر عمك حمزة وكان حمزة أطول من عتبة فقال علي يا عم طأطئ رأسك فادخل حمزة رأسه في صدر عتبة فضرب علي عتبة فطرح نصفه وكر حمزة وعلي على شيبة فاجهزا عليه وحملا عبيدة فألقياه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) وان مخ ساقه ليسيل فاستعبر وقال يا رسول الله أ لست شهيدا قال بلى قال لو كان أبو طالب حيا لعلم أني أحق بما قال حين يقول :

كذبتم وبيت الله نخلي محمدا * ولما نطاعن دونه ونناضل

وننصره حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل

ونزلت فيهم هذه الآية {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] وحمل عبيدة من مكانه فمات بالصفراء وذلت قريش بمقتل هؤلاء الثلاثة واستفتح أبو جهل فقال اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا يعلم فاحنه الغداة فنزلت {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [الأنفال: 19].

وبرز حنظلة بن أبي سفيان إلى علي (عليه السلام) فلما دنا منه ضربه علي ضربة بالسيف فسالت عيناه

ولزم الأرض واقبل العاص بن سعيد بن العاص يبحث للقتال فلقيه (عليه السلام) فقتله .

وروى المفيد في الارشاد عن أبي بكر الهذلي عن الزهري عن صالح بن كيسان أن ابنه سعيد بن العاص دخل على عمر في خلافته فجلس ناحية قال سعيد فنظر إلي عمر وقال ما لي أراك كان في نفسك علي شيئا أ تظن اني قتلت أباك والله لوددت اني كنت قتلته ولو قتلته لم اعتذر من قتل كافر ولكني مررت به يوم بدر فرأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه فهبته ورغت عنه فقال إلى أين يا ابن الخطاب وصمد له علي فتناوله فوالله ما رمت مكاني حتى قتله وكان علي حاضرا في المجلس فقال اللهم غفرا ذهب الشرك بما فيه ومحا الاسلام ما تقدم فما لك تهيج الناس علي فكف عمر فقال سعيد أما أنه ما كان يسرني أن يكون قاتل أبي غير ابن عمه علي بن أبي طالب ، وأسر أمية بن أبي خلف اسره عبد الرحمن بن عوف فبصر به بلال وهو يعجن عجينا له فترك العجين وقال لا نجوت ان نجوت وكان يعذبه بمكة يخرجه إلى الرمضاء إذا حميت فيضجعه على ظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع بحرارتها على صدره ويقول لا تزال هكذا أو تفارق دين محمد فيقول بلال : أحد أحد فأحاطوا به فقتلوه قال الواقدي ولما رأت بنو مخزوم مقتل من قتل قالت : أبو الحكم لا يخلص إليه يعنون أبا جهل فان ابني ربيعة يعنون عتبة وشيبة عجلا وبطرا فأحدقوا به والبسوا لامته عبد الله بن المنذر فصمد له علي فقتله وهو يراه أبا جهل ومضى وهو يقول أنا ابن عبد المطلب ثم البسوها أبا قيس بن الفاكه بن المغيرة فصمد له حمزة وهو يراه أبا جهل فضربه فقتله وهو يقول خذها وأنا ابن عبد المطلب ثم البسوها حرملة بن عمرو فصمد له علي فقتله ثم أرادوا أن يلبسوها خالد بن الأعلى فأبى قال

معاذ بن عمرو بن الجموح فصمدت لأبي جهل وضربته ضربة طرحت رجله من الساق فشبهتها النواة تنزو من تحت المراضخ فضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي من العاتق وبقيت جلدة فذهبت اسحبها بتلك الجلدة فلما آذتني وضعت عليها رجلي ثم تمطيت عليها فقطعتها.
وأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يلتمس أبو جهل قال ابن مسعود فوجدته في آخر رمق فوضعت رجلي على عنقه فقلت الحمد لله الذي أخزاك فقال إنما أخزى الله العبد ابن أم عبد لقد ارتقيت يا رويعي

الغنم مرتقى صعبا لمن الدبرة ؟ قلت لله ولرسوله قال فاقلع بيضته عن قفاه وقلت اني قاتلك قال لست بأول عبد قتل سيده أما أن أشد ما لقيته اليوم لقتلك إياي وأن لا يكون ولي قتلي رجل من الأحلاف أو من المطيبين فضربه عبد الله ضربة وقع رأسه بين يديه ثم سلبه واقبل بسلاحه فوضعه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال ابشر يا نبي الله بقتل عدو الله أبي جهل فقال لهو أحب إلي من حمر النعم .

وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) اللهم اكفني نوفل بن العدوية وهو نوفل بن خويلد من بني أسد بن عبد العزى فاسره جبار بن صخر ورأى عليا مقبلا نحوه فقال لجبار من هذا واللات والعزى اني لارى رجلا يريدني قال هذا علي بن أبي طالب فصمد له علي فضربه فنشب سيفه في حجفته فنزعه وضرب به ساقيه فقطعهما ثم اجهز عليه فقتله فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) من له علم بنوفل بن خويلد قال علي أنا قتلته فكبر رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه وروى محمد بن إسحاق أن طعيمة بن عدي قتله علي بن أبي طالب (عليه السلام) شجره بالرمح وقال والله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبدا واخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) كفا من البطحاء فرماهم بها وقال شاهت الوجوه اللهم ارعب قلوبهم وزلزل اقدامهم فانهزم المشركون لا يلوون على شئ والمسلمون يتبعونهم يقتلون ويأسرون وجعلت  قريش تطرح الدروع والمسلمون يتبعونهم ويلقطون ما طرحوا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.