أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-23
66
التاريخ: 2024-08-03
361
التاريخ: 2023-11-18
1022
التاريخ: 2023-09-21
960
|
لقد كان على الامبراطور محافظة منه على علاقات الود مع البابا ان ينفذ قرار الحرمان بحق الوثير بصفته مواطناً المانياً يقع تحت نفوذه. اذ ان الامبراطور شارلكان امبراطور الدولة الرومانية المقدسة كان منهمكاً في حروب ضارية ضد فرنسوا الاول ملك فرنسا على المقاطعات الايطالية وهو ما يسمى بالحروب الايطالية التي امتدت من سنة 1494 حتى سنة 1559 وانتهت بمعاهدة كمبرسيس (Cambresis). كما ان رجال الدين في اسبانيا لم يعد بإمكانهم ان يتحملوا ملكاً يحتضن هراطقة. لهذا رأى شارلكان تحت وطأة الاحداث المتسارعة ان يعرض مشكلة لوثير على مجلس الديت الذي عقد اجتماعه في ورمز (Worms) سنة 1521 بحضور لوثير نفسه الذي حصل على وثيقة شخصية من الامبراطور تتيح له السفر من وتنبرغ الى ورمز. مع ان نوايا الامبراطور لم تكن سليمة تجاه لوثير ارضاء لمشيئة البابا وتمشيا مع رغبة أكثر اعضاء المجلس. وعندما رفض لوثير امام المجلس الامبراطوري التراجع عن آرائه ومعتقداته وكتبه التي وضعها سابقاً. فقد أصدر المجلس قراراً بطرد لوثير واهدار دمه واحراق كتبه. ولما لم تكن مراسيم المجلس تنفذ الا بحسب رغبة امراء المقاطعات فيكون لوثير قد أصبح تحت رحمة امير سكسونيا فريدريك الذي أعلن حمايته له وانزله في قلعة ورتبرغ (Wartbourg) الحصينة. لقد شهدت المانيا بين سنتي 1521 تاریخ انعقاد مجلس الديت في ورمز وسنة 1526 تاريخ انعقاد المجلس الامبراطوري في مدينة سبير Spire احداثاً مهمة كادت تخل بالتوازن السياسي في المانيا لمصلحة الفلاحين على حساب الأكليروس الرسمي وسلطة النبلاء الزمنية. ولما كان على الامبراطور ملاحقة تنفيذ قرار مجلس ورمز فقد دعا الى عقد مجلس امبراطوري في مدينة سبير للبحث مجدداً في المسألة الدينية ذلك فقد اتخذ المجلس قراراً حاسماً على هذا الصعيد، اذ أكد المطروحة. ومع انه «يحق لكل امير ان يسلك ازاء ورمز المسلك الذي سوف يسأل عنه امام الله وامام حضرة صاحب الجلالة الامبراطور. هذا القرار اعطى مركزاً قانونياً لأتباع لوثير الذين نبذوا الطقوس الكاثوليكية في كثير من المقاطعات الالمانية كـ براند بورغ (Brande bourg) ومجد برج وبرنزويك (Brunswick) وبريم (Breme) ليوبيك (Lubek) وغيرها من المقاطعات. اراد الامبراطور شارل الخامس (شارلكان) بعد صلحه مع البابا احياء مرسوم ورمز والغاء مرسوم سبير فامر بعقد المجلس الامبراطوري مرة اخرى في مدينة سبير سنة 1529 وسحب من حكام الولايات الحق في اختيار المذهب الديني الذي يريده كل منهم في مقاطعته. مؤكداً ان قرار ورمز بإعدام لوثير ما زال نافذ المفعول. هذا القرار وجد معارضة قوية من أنصار الحركة اللوثرية الذين صاحوا قائلين: «اننا نحتج» (Nous protestons) ونعلن اننا لا نستطيع ان نذعن لهذا القرار ونعتبره لاغياً وغير ملزم لنا. ومن هنا جاءت تسمية معتنقي مبادئ لوثير باسم البروتستانت اي (المحتجون): .(Les Protestants) ولولا هجوم الاتراك الكاسح على فيينا ومهادنة الامبراطور للبروتستانت لكانت المانيا في هذا الوقت بالذات وقعت فريسة انقسام داخلي وحرب اهلية. ومع هذا فان الامبراطور مضى في قراره السابق وجدد الحكم على لوثير واتباعه. عندها عقد البروتستانت فيما بينهم حلفاً على اساس ديني سمي شمالكلد (La Ligue de Samalkalde) سنة 15 وهي مدينة في مقاطعة هس (Hesse) وذلك للدفاع عن أنفسهم ضد العدو المشترك. وعلى الرغم من محاولات التوفيق التي حصلت بعد ذلك في مؤتمر راتسبون عام 1541 (Ratisbonne) ومؤتمر ترانت (Trente) سنة 1545 فقد فشل الطرفان في الوصول الى اتفاق بينهما حتى اشتعلت الحرب الاهلية في المانيا بين قوات الامبراطور والبروتستانت وكاد الامبراطور ان يسيطر على المانيا بأجمعها لولا انسحاب قوات البابا وذلك لخوف هذا الأخير من ازدياد قوة الامبراطور على المانيا. ثم ما لبث البروتستانت ان استعادوا قوتهم وانزلوا الهزيمة بالإمبراطور الذي هرب من المانيا الى ايطاليا تاركاً اخاه فرديناند يسوي الامور. وتم اخيراً صلح اوغسبورغ الديني سنة 1555 بين الطرفين (relégleuse d'Augsbourg La paix) وفيه اقر المجتمعون حق كل اقليم في اختيار عقيدته الدينية، وحق كل حاكم اختيار المذهب الذي يرتضيه في ولايته دون اي تدخل من جانب الامبراطور ونص الصلح ايضاً على تحريم استخدام العنف ضد معتنقي المذهب اللوثري او المذهب الكاثوليكي. وقرر ان املاك الكنيسة الكاثوليكية في المقاطعات التي اصبحت لوثرية قبل عام 1552، وهو عام انتصار البروتستانت على الامبراطور تبقى في حوزة حكامها اللوثريين، واما املاك الكنيسة التي اخذت منها بعد سنة 1552 فهذه تعود الى الكنيسة الكاثوليكية في روما. ومما يؤخذ على صلح اوغسبورغ انه جاء غامضاً بعيداً عن رغبات الافراد في المانيا. وذلك لأنه كان عليهم اعتناق مذهب حكامهم إذا رغبوا البقاء في مواطنهم. كما وان الاحداث المتتابعة اثبتت فشل الصلح وذلك بعد قيام الحرب الدينية التي اشتركت فيها المانيا والدانمرك والسويد وفرنسا وهي الحرب التي تعرف بحرب الثلاثين عاماً الدينية (1618 - 1648). ثم ان الصلح كان تكريساً للانقسام السياسي الذي حصل داخل المانيا عدا عن انه تجاهل أنصار المصلحين الدينيين الآخرين مثل زونغلي وكلفن (1).
....................................
1- للمزيد من التفاصيل انظر عبد العزيز الشناوي. اوروبا في مطلع العصور الحديثة. دار المعارف بمصر 1969 ص 381.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|