أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-18
440
التاريخ: 22-1-2023
1117
التاريخ: 4-7-2016
3300
التاريخ: 19-4-2022
1872
|
مخاطبات ابن زمرك للسان الدين
وقال في الإحاطة في ترجمة ابن زمرك ماصورته: وشعره مترام الى هدف الإجادة خفاجي النزعة كلف بالمعاني البديعة والألفاظ الصقيلة
غزير المادة فمن ذلك ما خاطبني به وهي من أول ما نظمه قصيدة مطلعها أما وانصداع النور من مطلع الفجر
يقول فيها بعد أبيات :
لك الله من فذ الجلالة أوحد تطاوعه الآمال في النهي والأمر
لك القلم الأعلى الذي طال فخره على المرهفات البيض والأسل السمر
يقلد أجياد الطروس تمائما بصنفي لآل من نظام ومن نثر / 75
تهيك القرطاس فاحمر اذ غدا يقل بحورا من أناملك العشر
كأن رياض الطرس خد مورد يطرزه وشي العذار من الحبر
فشارة هذا الملك رائقة الحلى بألوية حمر وبالصحف الحمر
وما روضة غناء عاهدها الحيا تحوك بها وشي الربيع يد القطر
تغني قيان الطير في جنياها فيرقص غصن البان في حلل خضر
تمد لأكواس العرار أناملا من السوسن الغض المختم بالبر
ويحرس خد الورد صارم نهرها ويمنع ثغر النور بالذابل النضر
يفاخر مرآها السماء محاسنا وتزري نجوم الزهر منها على الزهر
إذا مسحت كف الصبا جفن نورها تنفس ثغر الزهر عن عنبر الشحر
بأعطر من ريا ثنائك في السرى وأبهر حسنا من شمائلك الغر
عجبت له يحكي خلال خميله وتفرق منه الأسد في موقف الذعر
إذا أضرمت من بأسها الحرب جاحما تأجج منه العضب في لجة البحر
وإن كلح الأبطال في حومة الوغى ترقرق ماء البشر في صفحة البدر
لك الحسب الوضاح والسؤدد الذي يضيق نطاق الوصف فيه عن الحصر
تشرف أفق أنت بدر كماله فغرناطة تختال تيها على مصر
تكلل تاج الملك منك محاسنا وفاخرت الأملاك منك بنو نصر
بعزمة مضمون السعادة أوحد وغرة وضاح المكارم والنجر
طوى الحيف منشور اللواء مؤيدا فعز حمى الإسلام بالطي والنشر
ومد ظلال الأمن إذ قصر العدا فيتلى سناء الملك بالمد والقصر
إذا احتفل الإيوان يوم مشورة واضطرب الآراء من كل ذي حجر
صدعت بفصل القول غير منازع وأطلعت آراء قبسن من الفجر
فإن تظفر الخيل المغيرة بالضحى فعن رأيك الميمون تظفر بالنصر
فلا زلت للعلياء تحمي ذمارها وتحسب أذيال الفخار على النسر
76
وللعلم فخر الدين والفتك بالدعابات به يا ابن الخطيب على الفخر فيهنيك عيد الفطر من أنت عيده ويثي بما أوليت من نعم غر جبرت مهيضاً من جناحي ورشته وسهلت لي من جانب الزمن الوعر وبوأتني من ذروة العز معتلى وشرفتي من حيث أدري ولا أدري وسوغني الآمال عذباً مسلسلاً وأسميت من ذكري ورف ورفعت من قدري فدهري عيد بالسرور و بالمنى وكل ليالي العمر لي ليلة القدر فأصبحت مغبوطاً على خير نعمة يقل لأدناها الكثير من الشكر
وهي طويلة ؛ انتهى
.
قلت: هذا الرئيس ابن زمرك صرح هنا بأنه بجاه لسان الدين ابن الخطيب
،
أدرك من العز ما أدرك ، ثم انقلب عليه مع الدهر وكفر نعمته وبها أشرك وحرك من دواعي قتله ما حرك ، وكم من صديق لك ضرك ، وعقلك بعدما برك ، وساءك إثر ما سرك ، ولذا رأيت بخط ابن لسان الدين على هامش قوله في هذه القصيدة « ومد ظلال الأمن - إلخ » ما صورته : هذا مدحه لحاه الله ؛ وعلى قوله « وبوأتني من ذروة العز - إلخ » ما مثاله : هكذا شهادتك لحقه ، ثم تحولك عنه ، وكفر نعمته ، اغرب أخزاك الله ؛ انتهى .
وكتب بهامش أول ترجمته من الإحاطة ) ما نصه : أتبعه الله خزياً ، وعامله بما يستحقه ؛ فبهذا ترجمه والدي مولاه الذي رفع من قدره فيه ، ولم يقتله أحد غيره ، كفانا الله تعالى شر من أحسناً إليه
وكتب أيضاً تحت هذا ما مثاله : هذا الوغد ابن زمرك من شياطين الكتاب ابن حداد بالبيازين ، قتل أباه بيده ، أوجعه ضرباً فمات من ذلك ، وهو أخس عباد الله تربية ، وأحقرهم صورة ، وأخملهم شكلاً ، استعمله أبي في الكتابة السلطانية ، فجنينا أيام تحولنا عن الأندلس منه كل شر ، وهو كان السبب في قتل أبي مصنف هذا الكتاب الذي رباه وأدبه واستخدمه ، حسبما هو معروف ،
77
وكفانا الله شر من أحسنا إليه وأساء إلينا ؛ انتهى
وقد ألممنا بترجمته في هذا الكتاب في باب تلامذة لسان الدين فلتراجع هنالك . ومما كتب به ابن زمرك المذكور إلى لسان الدين ابن الخطيب جواباً عن
رسالة قوله:
حيت صباحاً فأحيت ساكني القصبة واسترجعت أنفُساً بالشوق مغتصبة قضى البيان لها أن لا نظير لها فأحرزت من معاني خصله قصبه ناجت طليح سُرى لا يستفيق لها هدت جوارحه واستوهنت عصبه فحركته على فتك الكلال به وأذهبت بسرور الملتقى نصبه وأذكرت عهد مهديها على شحط فعاود القلب من تذكاره وصبه ما كنتُ أسمح من دهري بجوهره لو كان يسمح لي بالقلب من غصبه سل أدمع الصب من أعدى السحاب بها وقلبه يحمار الشوقِ مَنْ حَصَبَهُ فالله يحفظ مهديها ويشكره فوجهها بعصاب الحسن قد عصبة من كان وارث آداب يشعشعها بالفرض اني في ارثي لها عصبه هو الملاذ ملاذ الناس قاطبة قاطبة سبحان من الغياث الخلق قد نصبه
وخاطبه كذلك بقوله:
يكلفني مولاي رجع جوابه وما لتعاطي المعجزات وما ليا أجيبك للفضل الذي أنت أهله وأكتب مما قد أفدت الأماليا فأنت الذي طوقتني كل منة وأحسبت آمالي وأكسبت ماليا وأنت الذي أعدى الزمان كماله وصيرت أحرار الزمان متواليا
فلا زلت للفعل الجميل مواصلاً ولا زلت للشكر الجزيل مواليا
78
وخاطبه كذلك بقوله :
طالعتها دون الصباح صباحا لما جلت غرر البيان صباحا ولقد رأيت، وما رأيتُ كحسنها وجهاً أغر ومبسماً وضاحا عذراء أرضعتها البيان لبانه وأطال معدى عندها ومراحا فاتت كما شاءت وشاء نجيبها تذكي الحجى وتنعم الأرواحا لا بل كمثل الروض باكره الحيا وسقى به زهر الكمام ففـاحا وطوت بساط الشوق مني بعدما نشرت علي من القبول جناحا و خاطبه كذلك بقوله :
ذروني فإني بالعلاء خبير أسير فإن النيرات تسير وكم بت أطوي الليل في طلب العلا كأني إلى نجم السماء سفير بعزم إذا ما الليلُ مَدَّ رواقه يكر على ظلماته فينير أخو كتلف بالمجد لا يستفزه مهاد إذا جن الظلام وثير إذا ما طوى يوماً على السركشحة فليس له حتى المماتِ نُشور وإني وإن كنتُ الممنّعَ جاره لنسبي فؤادي أعين وثغور وما تعتريني فترة في مدى العلا إلى أن أرى لحظاً عليه فتور وفي السرب من نجد تعلقتُ ظبية تصول على ألبابنا وتغير وتمنع ميسور الكلام أخا الهدى وتبخل حتى بالخيال يزور اسكان نجد جادها واكف الحيا هواكم بقلبي منجد ومغير ويا سكني بالأجرع الفرد من منى وأيسر حظ من رضاك كثير ذكرتك فوق البحر والبعد بيننا فمدته من فيض الدموع بحور
79
وأومض خفاق الذؤابة بارق فطارت بقلبي أنة وزفير
ويهفو فؤادي كلما هبت الصبا أما لفؤادي في هواك نصير
ووالله ما أدري أذكرك هزني أم الكأس ما بين الخيام تدور
فمن مبلغ عني النوى ما يسوءها وللبين حكم يعتدي ويجور
بأنا غدا أو بعده سوف نلتقي ونمسي ومنا زائر ومزور
إلى كم أرى أكني ووجدي مصرح وأخفي اسم من أهواه وهو شهير
أمنجد آمالي ومغلي كاسدي ومصدر جاهي والحديث كثير
أأنسى ولا أنسى مجالسك التي بها تلتقيني نضرة وسرور
نزورك في جنح الظلام وننسي وبين يدينا من حديثك نور
على أني إن غبت عنك فلم تغب لطائف لم يحجب لهن سفور
نروح ونغدو كل يوم وعندها رواح علينا دائم وبكور
فظلك فوقي حيثما كنت وارف ومورد آمالي لديك نمير
وعذرا فإني أطلت فإنما قصاري من بعد البيان قصور
وكتب إليه خاتمة رسالة كذلك :
وحقك ما استطعمت بعدك غمضة من النوم حتى آذن النجم بالغروب و عارضت مسرى الربح قلت لعلها تنم بريا منك عاطرة الهبوب إلى أن بدا وجهُ الصَّباح كأنه محياك إذ يجلو بغرته الخطوب فقلت لقلبي استشعر الأنس وابتهج فإن تبعد الأجسام لم تبعد القلوب وسير في ضمان الله حيث توجهت ركابك لا تخش الحوادث أن تنوب قلت : هذه غاية في معناها ، لولا خروجها عن القواعد في ترتيب قافيتها ومبناها ، فانظر إلى تحوله عن لسان الدين بعد هذه المدائح ، ونسبته إليه بعده القبائح ، والإنسان خوان ، إلا النادر من الإخوان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|