المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الحسن بن صالح
5-9-2016
تاريخ البحوث اللغوية في الغرب
28-11-2018
Reactivity
17-4-2017
عرق ايكر أو عود ألوج
2024-09-05
القضاء باتباع نصوص القرآن
13-4-2016
لم أعثر بعد على الشخص المناسب للزواج
9-4-2022


الملك آي.  
  
720   08:12 مساءً   التاريخ: 2024-06-26
المؤلف : سليم حسن.
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة.
الجزء والصفحة : ج5 ص 493 ــ 503.
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2017 1596
التاريخ: 2024-07-03 591
التاريخ: 2024-02-14 981
التاريخ: 12-1-2017 1834

مما لا شك فيه أن «آي «(1) لم يكن من الأسر العريقة في المجد التي كان يرث فيها الأبناء الوظائف الرفيعة أبًا عن جد؛ ولا أدل على ذلك من أنه قد أغفل والديه، وصمت عن ذكرهما في النقوش التي تركها لنا صمتًا تامًّا في كل مناسبة من المناسبات التي كان يحسن فيها التمدح بهما كما جرت العادة عند عامة المصريين الذين ينتسبون إلى أُسَر عريقة الأصل. أما عن الرتب التي وصل إليها فقد ذكر لنا في نقش على صندوق صغير يوجد الآن بمتحف «برلين» أنه كان يحمل لقب «فارس»، ومن ثم نعلم أنه كان في أول حياته قد انخرط في سلك الجندية، وأنه كان من الضباط الذين حاربوا في ميدان القتال وترقى حتى وصل إلى رتبة فارس. ولا شك في أنه قد نال هذه الرتبة بمكانة زوجه «تي» التي كانت المرضعة العظيمة للملكة «نفرتيتي «. ومما لا نزاع فيه أنه كان يخجل من إثبات ألقابه الحربية على الآثار عندما انخرط في سلك الإدارة الحكومية؛ يدل على ذلك أنه لم يذكر لنا رتبه الحربية في مقبرته «بتل العمارنة»، هذا إلى أنه قد وصل بما لزوجه «تي» من النفوذ والرابطة القوية في البلاط إلى نيل لقب آخر وهو لقب «والد الإله»، والظاهر أن هذا اللقب كان من الأهمية بمكان في عين «آي»، حتى إنه ضمه إلى اسمه في طغرائه عندما اعتلى عرش الملك، غير أن علماء الآثار لا يزالون عاجزين عن تفسير معنى هذا اللقب أو معرفة كنه هذه الوظيفة ومنشئها. فيرى بورخارت أن هذا اللقب يعني «صهر الملك» أي والد زوجته؛ وذلك لأن صهر الملك «أمنحتب الثالث» المسمى «يويا» يحمل هذا اللقب. غير أنه إذا صح القول بأن «نفرتيتي» كانت بنت «يويا» و«تي» فإن ذلك لا ينطبق على «آي» و«تي»؛ لأن «تي» هذه لم تكن أم «نفرتيتي» إلا من الرضاعة. ولذلك عندما تناول الأستاذ «إدوارد مير» هذا الموضوع في تاريخه، وقال إن هذا اللقب في هذه الحالة يُنسب إلى الرضاعة لم يحل المشكلة؛ لأننا لم نصادف إلى الآن في النقوش المصرية أن زوج مرضعة الملك يحمل لقبًا كهذا. على أننا من جهة أخرى يمكننا أن نقول بتحفظ إن هذا اللقب يعني أن «آي» كان والد امرأة ثانية للفرعون، لم تكن من نساء البلاط؛ أي من الوصيفات، وعلى هذا الزعم يحتمل أن «آي» كان له بنت في القصر الملكي، غير أننا بكل أسف لا نعرف له ابنة قط. على أن هذا اللقب «والد الإله» ليس في نظرنا من الألقاب الطنانة الجوفاء التي كانت تُمنح في كل عصور التاريخ المصري مثل لقب «حات عا» أي الأمير الوراثي أو «سمروعتي» أي السمير الوحيد، بل كانت له قيمة ذات وزن في ألقاب الدولة؛ ولا أدل على ذلك من أن «آي» عندما تولى العرش وأصبح ملكًا فعليًّا على البلاد وضع هذا اللقب في طغرائه الملكي، هكذا: والد الملك «آي «(2). أما عن نشاط «آي» ونفوذه في عهد «إخناتون» فإن ما لدينا من الآثار لا يشفي غليلًا؛ إذ قد صمتت صمتًا تامًّا، ولم يذكر هو نفسه أي شيء على وجه التحقيق، وقد أراد الأستاذ «برستد«(3) أن يستخلص من اللوحة المنشورة في مجلة المتحف المصري وهي الخاصة بعهد «إخناتون» أن الاسم المهشم الذي لم يبقَ منه إلا بقايا إشارات ضئيلة غامضة هو اسم «آي»؛ وقد لُقب على هذه اللوحة بلقب «مدير المباني»، غير أن الدكتور «أحمد فخري«(4) أكد لنا أن «آي» كان ابن رجل يُدعى رو … ولكن لا نعرف أن «آي» هذا هو نفس «آي» الذي أصبح فيما بعد ملكًا على البلاد. يُضاف إلى ذلك أن الملك «آي» لم يذكر لنا شيئًا عن أعمال في العمارة قبل أن يلي الملك، هذا ويظن البعض أن «خايا» الذي ذُكر في خطابات «تل العمارنة» هو «آي» الذي نحن بصدده الآن (5). غير أن هذا الرأي مشكوك فيه جدًّا؛ إذ لا توجد وثائق تدعمه. ولما اختفى «إخناتون» من مسرح الحياة المصرية الصاخب الذي خلفه حوله مدة حكمه لم يظهر أمامنا «آي» للعيان، وقد كان من أكبر أنصار مذهبه، غير أن الباحث في تاريخ هذا العصر ليبصر يد «آي» وهي تلعب دورها في الخفاء إبان هذه الفترة المضطربة المتزاحمة بالأحداث الخطيرة (6). والواقع أن «آي» كان هو الموظف الوحيد من كبار الموظفين أصحاب النفوذ الذي بقي في عمله من بين كل رجال «إخناتون» عندما تولى الفتى «توت عنخ آمون» عرش الملك. والظاهر مما لدينا من الآثار أن ما تبقى من رجال «إخناتون» الذين اشتركوا معه في نشر مذهبه الديني قد اختفوا جملة من مسرح السياسة على الأقل؛ إذ لم نسمع عن واحد منهم قط، فكأنه قُضي عليهم سياسيًّا واجتماعيًّا بموت سيدهم. وإذا ذكرنا الدور العظيم الذي لعبه «آي» في عهد «توت عنخ آمون» بما كان يملك من نفوذ عظيم وجدنا بلا شك أنه بمساعدة جنوده الذين كان ضلعهم مع الحزب الذي يعاضده في الأسرة المالكة قد حقق له النصر. إذ الواقع أنه قد دبَّ دبيب الخلاف والشقاق بين أفراد الأسرة المالكة بعد موت «إخناتون»، فنجد من جهة أن «سمنخكارع» الذي كان شريك «إخناتون» على العرش يناصره «آي» في تثبيت أركان ملكه، ومن جهة أخرى نشاهد «نفرتيتي» لا تعترف بالملك للفتى «سمنخكارع «(7).  ولسنا نعلم إذا كان أولو الأمر قد ظلوا على نشر الإصلاح الذي وضع أساسه «إخناتون» أم لا؛ إذ قد خلت جميع الوثائق التي وصلت إلينا من الإشارة إلى ذلك مطلقًا. اللهم إلا إشارات عابرة سنذكرها في حينها، وقد بدأ النضال بين الحزبين عندما أراد «سمنخكارع» أن يقضي على «نفرتيتي»، ويدل على ذلك ما نشاهده من محو اسم «نفرتيتي» وصورها من قصر «مرو آتون» في «إختاتون»؛ حيث وضع بدلًا منها اسم الملكة «مرت آتون» زوج «سمنخكارع». وقد كان رد «نفرتيتي» على فعلة «سمنخكارع» هذه أن أرسلت خطابها المشهور إلى ملك أخيتا «شوبيليوليوما» تطلب منه أن يرسل إليها أحد الأمراء من أولاده ليكون بجانبها وليتولى عرش البلاد المصرية.  وفي خلال هذه الفترة أصبح من الواضح للملك «سمنخكارع» ضرورة إيجاد سند جديد ترتكز على معونته الأسرة المالكة، والظاهر كما تدل التطورات التي أعقبت ذلك أن «آي» هو صاحب هذه الفكرة. والواقع أن «إخناتون» كان قد قضى على أساس الحكم القديم في البلاد بالقضاء على طبقة الموظفين معتمدًا في ذلك على القوة. ولم يعد يدور بخلد أحد من القائمين بالأمر الرجوع إلى نظام الحكم الذي كان أساسه طبقة الموظفين البيروقراطيين؛ إذ كان معنى ذلك العودة إلى التسليم التام من جانب الحكومة. هذا فضلًا عن أن أهمية القواد الحربيين قد أصبحت معروفة، وأنهم لا يرضون أن يعودوا بحكومة البلاد إلى سيرتها الأولى. وعلى ذلك لم يقم «آي» بتغيير أي شيء في نظام الحكم الذي اتخذه «إخناتون» وسيلة إلى تنفيذ فكرته الدينية، بل على العكس أراد أن يجعله نظامًا قائمًا لحكومة البلاد. وعلى ذلك كان من الواجب عليه أن يجعل قواد الجيش عمادًا ترتكز عليه الأسرة المالكة بضمهم إلى جانبها، ومعنى ذلك أن النفوذ القديم الذي كان في يد طبقة الموظفين ورجال الدين لن تقوم له قائمة كرَّة أخرى، وفي الوقت نفسه تكون إدارة الحكومة والأسرة معًا في يد القائد الحربي. وقد كان هذا الموقف يتطلب شجاعة سياسية من جانب الفرعون، وبخاصة بعد أن قضى على السياسة الخارجية التي كانت حتى الآن سياسة سلبية لا تميل إلى الحرب، وكان من الضروري لتنفيذ هذه السياسة وإرسال حملة حربية وكان يترتب عليها إبعاد جنود الجيش عن داخل البلاد وهم الذين كانوا حتى الآن كانوا يحافظون فيها على الأمن والسكينة. وقد كان من الواجب أن تسود البلاد حالة سلام واطمئنان إذا أُريد الاستغناء عن هؤلاء الجنود لقمع كل معارضة والقضاء على كل ثورة داخلية؛ لذلك كان من المحتم إلغاء كل القوانين الحربية التي سنَّها «إخناتون» ليتمكن من القيام بثورته الدينية، وقد كان يتطلب ذلك قبل كل شيء إعادة عبادة «آمون» وإعادة مرتبات المعاشات إلى أربابها. وإرجاع الكهنة إلى مناصبهم. ولقد كان الغرض من القضاء على الجزء الأساسي من إصلاح «إخناتون» أن تجد الأسرة المالكة والحكومة في الجيش عضدًا جديدًا يمكن الاعتماد عليه (9)،ولهذا السبب نجد أن عبادة «آمون» أُعيدت ثانية في عهد «سمنخكارع«(10)، وقد جاء على أثر ذلك اضطهاد اسم «إخناتون«(11). وقد أصبحت الحرب في الوقت نفسه جهارًا بين «آي» وبين حزب «نفرتيتي»، ومن الجائز أن المكاتبات التي دارت بينها وبين ملك «خيتا» «شوبيليوليوما» كانت قبل هذه الآونة. ويظهر أن كل أمل في مد يد المساعدة قد ضاع أدراج الرياح. هذا من جهة، ومن جهة أخرى نرى أنه مما يدعو إلى التساؤل والعجب أن «سمنخكارع» وزوجته «مريت آتون» قد اختفيا عن الأنظار فجاءة دون أن يتركا أي أثر ما فيما تبقى لدينا من الآثار حتى الآن. ومع ذلك لم يكن في مقدور «نفرتيتي» أن تنتصر وتغتصب مقاليد الحكم في يدها؛ والدليل على ذلك أن البرنامج الذي وُضع في عهد «سمنخكارع» قد ظل متبعًا مناهضًا للإصلاح الذي قام به «إخناتون» وأن واضعه وهو «آي» لم يبعد عن الحكم. والظاهر أن قوة السلاح التي كانت تشد من أزر قائد الفرسان «آي» قد لعبت دورها هنا بضربة حاسمة. ولا نزاع في أنه قد حدثت في ذلك مأساة؛ لأن «آي» كان مضطرًّا أن يشهر السلاح في وجه المرأة التي كانت تربطه بها أوثق الروابط الشخصية والتي كان يدين لها بكل ما كسبه من رقي في مجال حياته. وعلى أثر ذلك وضع «آي» «توت عنخ آمون» على العرش بعد أن زوجه من ثالثة بنات «إخناتون» المسماة «عنخس-ن-با-آتون»، وقد بقي «آي» يستغل اسميهما لتنفيذ ما كان يرمي إليه من إصلاح. وبعد أن وضعت الحرب الدينية أوزارها قام بإعادة أملاك «آمون» إليه في السنة الأولى من حكم «توت عنخ آمون «(12). وبعد ذلك غيَّر الفرعون اسمه من «توت عنخ آتون» إلى «توت عنخ آمون»، وكذلك غيَّرت الملكة اسمها من «عنخس-ن-با-آتون» إلى «عنخس-ن-آمون»، وأخيرًا عاد الملك مع مرشده إلى «طيبة» كما ذكرنا آنفًا. ولعل أكبر دليل على أن الدافع إلى هذه الإجراءات هو اعتبارات سياسية؛ أن اسم «إخناتون» لم يُمحَ من جدران القصر الملكي، بل منعت الأسرة المالكة ارتكاب مثل هذا العمل من التخريب، وكذلك حمت ذكريات «سمنخكارع» الذي سارت البلاد على خطته السياسية التي رسمها أو بالأحرى التي رُسمت في أيامه على يد «آي»، فقد نُقلت جثته في السنة السادسة من عهد «توت عنخ آمون» من «إختاتون» إلى «طيبة»، وكذلك وُجدت في مقبرة «توت عنخ آمون» آثار من آثاره باسم «سمنخكارع»، وكذلك باسم زوجه «مريت آتون»، وحتى آثار من آثار «إخناتون «. وكل هذه لم تتناولها يد التدمير. وبعد ذلك دبر «آي» باسم «توت عنخ آمون» فكرة إبعاد رجال الجيش من مصر؛ وذلك بإعطاء الأوامر للجيش للقيام بتحقيق سياسة البلاد الخارجية، وكان غرضه من ذلك مزدوجًا؛ إذ أراد أولًا إعادة ما كان لمصر من مركز قوي في سوريا، وثانيًا — وهو الأهم — إفساح الطريق له لوضع أساس نظام الحكومة في داخل البلاد؛ ولذلك كان من الضروري أولًا أن يضع «آي» على رأس هذا الجيش رجلًا ممن عُرفوا بقوة الشكيمة، ويجمع إلى هذا إخلاصه للعرش والأسرة المالكة. وشاءت الظروف في هذه الآونة بعينها ألا يجد «آي» من بين أمراء البيت المالك أميرًا يضعه على رأس الجيش كما كانت العادة المتبعة في هذا العصر، ولكن المقادير ساقت له من جهة أخرى الرجل الذي يمكنه أن يقود الجيش بالمعنى الذي يقصده «آي»؛ إذ كان يريد رجلًا تجتمع فيه الصفات التي تؤهله لأن يقبض على إدارة دفة الحكم في البلاد مع الإخلاص والولاء للملك الفتى. ولقد عثر على ضالته المنشودة في موظف حربي يُسمَّى «حور محب»، وكان يشغل من قبل وظيفة كاتب المجندين كما ذكرنا، وعلى الرغم من أن الآثار لم تنطق صراحة بأن «آي» هو الذي نصب «حور محب» قائدًا أعلى للجيش فإن التطورات التي وقعت بعدُ تنبئ عن ذلك بجلاء. هذا إلى أن المصادر التي لدينا من قبل عهد «توت عنخ آمون»، وكذلك من عهد «إخناتون» لم تذكر لنا شيئًا مطلقًا عن هذا القائد. أما موضوع توحيده مع شخص يُدعى «حرى (13) ساكت حور محب» بن «منمسو» الذي ذُكر مع شخص آخر يُدعى على لوحة «حنوت»؛ فإنه غير صحيح؛ إذ لا يمكن أن يكون قد انتقل من ضابط ميدان إلى كاتب مجندين، وكذلك ليس من المحتمل ما قاله الأستاذ «برستد» وما ردَّده «إدوارد مير» أن قائد «إخناتون» «با آتن م حب» المحال على المعاش هو نفس قائدنا الأعلى «حور محب «. وقد نصب «آي» بماله من بعد النظر «حور محب» في أعلى مرتبة في الجيش؛ إذ جعله القائد الأعلى لكل الجيوش، وبعد أن قضى على كل بذور طبقة الموظفين الذين كان في يدهم نفوذ عظيم في داخل البلاد عهد إلى «حور محب» بمنصب «المدير العظيم لبيت الفرعون» «توت عنخ آمون» كذلك، وجعل مقرَّه في «منف»، وكان قد اتخذها من قبل مقرًّا لمعسكرات جنوده. يرى «فلوجر «(14) في رسالته عن «حور محب» و«عصر العمارنة» (1936) أن حوادث هذا العصر كانت قد جرت على نمط خلاف ذلك؛ إذ يرى أن «آي» كان مناصرًا لفكرة ثورة من الثورات الاجتماعية، وهي التي يقول عنها إنها ثورة الطبقة المتوسطة، وكان «حور محب» يقف في هذه الثورة على النقيض منه؛ إذ كان يعاضد الطبقة الأرستقراطية ويدافع عن مبادئها؛ ولذلك قام بينهما النزاع على السلطة. غير أن الأستاذ «ولف» عند مناقشته هذا الموضوع (15) أشار إلى أنه لم تصلنا أية وثيقة من عهد الأسرة الثامنة عشرة تدل على أنه كانت توجد طبقة متوسطة أي من أصحاب الصناعات والحرف الذين يعملون لحسابهم ولا يعتمدون على أناس آخرين لكسب معاشهم، هذا إلى أنه كان لا يوجد في الوقت نفسه في هذه الآونة طبقة أرستقراطية. بل على العكس قد ظهرت مصر وقتئذٍ بأنها بلاد موظفين وحسب، وكان رجال الجيش وقتئذٍ يطمحون للاستيلاء على السلطة، هذا فضلًا عن أنه ليس لدينا أدلة على الدور الذي نُسب لكل من «آي» و«حور محب» فلسنا على تأكيد من أن «آي» كان قائد ثورة الطبقة الوسطى. حقًّا إنه نشأ من هذه الطبقة؛ لأنه صمت صمتًا تامًّا عن ذكر اسمَيْ والديه، بيد أن هذا هو نفس ما فعله «حور محب». والظاهر أن هذا الرأي يرجع إلى الاعتقاد بأن «آي» كان مناهضًا «لحور محب» من بداية الأمر، ولكن هذا الرأي لا أصل له، وليس لدينا من المبررات التاريخية ما يقيم لهذا الرأي وزنًا، وقد بينا فيما سبق أن وظيفة المدير العظيم للبيت الملكي في خلال الأسرة الثامنة عشرة كانت تزداد قوة على قوة بجانب الملك وبين الموظفين. ولم يكن إلا نهاية حكم «أمنحتب الثالث» حتى أخذ الفرعون يخفف من وطأة حامل هذه الوظيفة؛ وذلك لأن حاملها قبل ذلك الوقت كان يطغى في تصرفاته على طبقة الموظفين ونفوذهم؛ ولذلك لما تولى «أمنحتب الرابع» عرش الملك أخذ أمر سلطة هذا الموظف يشغل الأذهان؛ لأنه بموت «أمنحتب الثالث» اختفت معه هذه الوظيفة بطبيعة الحال؛ لأنها كانت وظيفة شخصية لكل ملك كما أسلفنا من قبل. والواقع أنه كان من الواجب أن يعين «أمنحتب الرابع» مدير بيت عظيم لأملاكه كما جرى العرف، ومع ذلك فلم يكن في إمكانه أن يضع في هذه الوظيفة موظفًا كما فعل أبوه من قبل، ففي المدة التي مكثها في «طيبة» لا نعلم شيئًا عن هذا الموضوع، أما في عهد «إخناتون» فالظاهر أنه وجد لنفسه مخرجًا للاستغناء عن هذه الوظيفة؛ والدليل على ذلك أننا لم نجد في «إخناتون» من يحمل هذا اللقب بين كبار رجال الدولة، أما ما كان يقوم به المدير العظيم للبيت بوصفه الفم الأعلى للبلاد كلها من الأمور السياسية فقد منحها «إخناتون» خادم حجرته الخاص «دودو»، وهو رجل سوري المنبت؛ وبذلك نرى أن أحد رجال البلاط من أحقر أصل قد شغل وظيفة هامة لأنه كان الوحيد الذي يظهر أمام الملك، وكان له به اتصال وثيق؛ وبهذه الطريقة كذلك يظهر أنه منح وظيفة «مدير كهنة الوجه القبلي والوجه البحري» أحد وصفائه؛ ومن ثمَّ لم يعد هناك موضوع للمعارضة بين الملك والفم الأعلى ولا بينهما وبين طبقة الموظفين. ومنذ عهد «إخناتون» رُئي أنه لا يمكن الاعتماد على طبقة الموظفين؛ ولذلك كان لزامًا على الفرعون أن ينزع وظيفة «الفم الأعلى» من بين الوظائف ويضم عملها إليه ويقوي القائم بأعبائها بمنحه سلطة واسعة، ومن أجل ذلك ظهر «دودو« (16) وهو سوري بوصفه خادم الحجرة الملكية لا بوصفه موظفًا في يده إدارة الأمور السياسية «لإخناتون»، ولكن «آي» رأى مع ذلك جريًا على سياسته التي كانت قائمة على أساس القضاء على إصلاح «إخناتون» الديني؛ أن يعيد وظيفة «المدير العظيم للبيت»، ويمنح حاملها كل ما كان له من سلطان فيما مضى، وأراد أن يستفيد من حاملها في وضع أسس نظام الحكومة. وقد كان يظن أنه في استطاعته أن يجعل البلاد وحكومتها متماسكة بتوحيد القوة في يده، وقد حدا به ذلك إلى تنصيب «حور محب» القائد الأعلى للجيش في هذه الوظيفة؛ وبذلك وضع في يده كل السلطة التي كان يصبو إليها حاملها فيما مضى (17). وعلى الرغم من أن الإصلاح الديني لم يُصِبْ هدفه فإن الفكرة السياسية التي دفعته لم تتراخَ، بل بقيت في سيرها. فقد رأينا فعلًا أن إخماد الإصلاح الديني قد مهد السبيل — كما أشرنا إلى ذلك من قبل — إلى تغيير نظم الحكم نهائيًّا؛ إذ انتقل الأمر من مجرد موظفين حكوميين مدنيين إلى نظام كان تسيير الأمور فيه في يد رجال الجيش، وكان كبارهم هم أصحاب الكلمة العليا والقول الفصل، ولكن فضل «آي» في تنفيذ هذا النظام يرجع إلى أنه كان ضابطًا قديمًا، وكان قد فهم مقدار القوة التي كانت في يد كل موظف من الموظفين المدنيين منذ عهد الإصلاح، وبخاصة تلك الوظائف التي وصل إليها حاملوها عن طريق الحسب والنسب أو عن طريق مركزه باعتباره قائد الفرسان أو نائبًا للجيش؛ ولذلك كان لا بد له من قوة السلاح لتشد أزره في تنفيذ غرضه. وقد جمع «حور محب» أعظم مقدار من القوة والسلطة في يده، فقد كان في قبضته أعظم قوة خارج الوظائف الإدارية (مدير البيت العظيم)، هذا بالإضافة إلى أنه كان يشغل أرقى رتبة في الجيش. ومن الغريب أننا لا نعرف المركز الذي كان يشغله «آي» في عهد «توت عنخ آمون»، وتدل ظواهر الأمور على أنه كان قد قذف «بحور محب» إلى المكانة الأولى في الدولة عن قصد، وقنع هو في بادئ الأمر بمركز «أمين الفرعون» تعاضده في ذلك فرقة حامية فرسان العاصمة. هذا إلى أن الآثار التي تُنسب (18) إلى هذا العصر لا تذكر أي لقب جديد «لآي»، ومن المؤكد أنه قد عُثر في(19) »وادي الملوك» على صفائح من الذهب كتب عليها اسمه قبل تولي الملك، وكذلك وهو ملك، ومن بينها صفائح نُقش عليها ألقاب وزير دون أن يذكر اسمه، ويعزي بعضهم هذا اللقب إلى «آي« (20). ولكن لا يوجد دليل قاطع على صحة هذا الزعم، وبخاصة إذا علمنا أنه ليس هناك أي أثر يدل على وزارة «آي» في عهد «توت عنخ آمون»، ولهذا لا يمكننا الأخذ بما جاء على ورقة الذهب هذه بمثابة برهان حاسم.

.............................................

1- راجع: Breasted, A. R. II, §. 933.

2- راجع: A. S., XXXVII, p. 32.

 3- راجع: Breasted, A. R. II, §. 933.

4- راجع:  A. S., XXXVII, p. 32.

5-  راجع: Weber bei Knudtzon, p. 1030f.

6- راجع: Newberry, J. E. A., XIV, p. 3–9; Wolf, A. Z., LXV, p. 100.

7- راجع Frankfort and Pendebury, “The City of Akhenaton”.

8- راجع: Sturm, “Rev. Hittite et Asiatique” , II, p. 161ff; Fiedrich, “Der Alt Orient”, XXIV, p. 13ff.

9- راجع:  Kees, “Gott Gelehrte Anzeig” (1928) No. 11 p. 529.

10- راجع: Gardiner, J. E. A., XIV, p. 10ff.

11- وتدل الآثار على أن اسم «إخناتون» قد بدأ يُمحى في حياة «نفرتيتي» (راجع:  “City of Akhenaton”, II, p. 64).

12- راجع: Carter, “The Tomb of Tutankhamon” , III, p. 175; Denkstein Berlin, No. 14197.

13- راجع: Wijngarden Oudheidk Mededael Rijksmus Leiden 1926, 1–3. & Breasted, A. R. III, § 22; Ed. Meyer, “Gesch.” II, I. p. 402.

14- راجع: Pfluger, “Harembeb und die Amarnazeit”, (1939).

15- راجع:  Wolf, “Orientalistische Literaturzeitung”, (1937) Sp. 677-678.

16- راجع: Davies, “El Amarna”, VI, p. 7–14; Knudtzon, “El Amarna” Taflen, 158, 164, 167, (?), 169; Bisson, “Fouilles de Medomoud”, XIII, (1936) p. 24. Fig. 34.

17- وهذه الفكرة التي أُريد تسيير الحكومة بها وهي تركيز الحكومية في وظيفة واحدة مستقلة كان من المستطاع، بل من اليسير أن تكون خطرًا؛ إذ قد تُوضع في وقت معين في يد شخص موالٍ، ولكن ربما كانت لا تلبث أن تنتهي إلى يد شخص آخر غير موالٍ فيستغلها استغلالًا كبيرًا على حسب أطماعه. فقد وجدنا أن «حور محب» تخطى بما لديه من معارضة الملك إلى طبقة الموظفين؛ إذ نشاهد أنه جعل نائبه وخلفه «بارعمسيس» وزيرًا له في الوقت نفسه، وهذا نفس ما حدث في نهاية عهد الرعامسة عندما عين «نائب» «بانحسي» ضابطه «حرحور» رئيس كهنة لمعبد «الكرنك»، وفي كلتا الحالتين قفز كل منهما إلى عرش الملك.

18-  راجع: “Rec. Trav.”, III, p. 127; “Davies, Tomb of Harmhabi”, p. 18.

19- راجع: Davies, Ibid. p. 133.

20- راجع: Davies, Ibid; Newberry, J. E. A., XVIII, p. 52.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).