المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9080 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الإمام علي (عليه السلام) معلّم القرآن  
  
588   09:37 صباحاً   التاريخ: 2024-06-08
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص203-205
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى الحمويني باسناده عن أبي جعفر محمّد بن علي عن أبيه عن جده قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : لما أسري بي إلى السماء ، ثم من السماء إلى السماء ، ثم إلى سدرة المنتهى ، وقفت بين يدي ربي عزّوجل ، فقال لي : يا محمّد ، فقلت : لبيك وسعديك ، قال : قد بلوت خلقي فأيهم رأيت أطوع لك ؟ قال : قلت ربي رأيت علياً أطوع لي ، قال : صدقت يا محمّد ، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ؟ قال : قلت : اختر لي يا رب ، قال : قد اخترت لك علياً فاتخذه لنفسك خليفة ووصياً . يا محمّد ، علي راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمّد ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قلت : ربي لقد بشرته فقال علي : أنا عبد الله وفي قبضته ، إن يعاقبني فبذنبي لم يظلمني شيئاً ، وإنّ يتمم لي وعدي فالله مولاي ، قال : اللّهم أجل قلبه ، وأجعل ربيعه الايمان قال : قد جعلت يا محمّد غير إني مختصه بشئ من البلاء لم أخص به احداً من أوليائي ، قال : قلت : يا رب أخي وصاحبي . قال : قد سبق في علمي أنه مبتلى ، ولولا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي "[1].

وروى الخوارزمي باسناده عن زر بن حبيش قال : " قرأت القرآن من أوله إلى آخره في المسجد الجامع بالكوفة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام ، فلما بلغت الحواميم قال لي أمير المؤمنين : قد بلغت عرايس القرآن . فلما بلغت رأس العشرين من حم عسق ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ )[2] بكى حتى ارتفع نحيبه ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : يا زر أمّن على دعائي ، ثم قال : اللّهم إني أسألك إخبات المخبتين واخلاص الموقنين ومرافقة الأبرار واستحقاق حقائق الايمان ، والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم ، ووجوب رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والفوز بالجنة والنجاة من النار ، يا زر ، إذا ختمت القرآن فادع بهذا فان حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمرني إن ادعوا به عند ختم القرآن "[3].

قال ابن أبي الحديد : " عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه السّلام . قال : كان علي عليه السّلام إذا صلّى الفجر لم يزل معقباً إلى أن تطلع الشمس ، فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس فيعلمهم الفقه والقرآن "[4].

روى الحافظ ابن مردويه بسنده عن أنس قال : " كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في بيت أم حبيبة بنت أبي سفيان فقال : يا أم حبيبة اعتزلينا فإني على حاجة ، ثم دعا بوضوء فأحسن الوضوء ، ثم قال : إن أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين ، وأولى الناس بالناس ، فقال أنس : فجعلت أقول اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، قال : فدخل علي عليه السّلام فجاء يمشي حتى جلس إلى جنب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فجعل رسول الله يمسح وجهه بيده . ثم مسح بها وجه علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال علي عليه السّلام وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : إنك تبلغ رسالتي من بعدي وتؤدي عني ، وتسمع الناس صوتي ، وتعلم الناس من كتاب الله ما لا يعلمون "[5].

وروى ابن عساكر باسناده عن زاذان عن ابن مسعود قال : " قرأت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسعين سورة وختمت القرآن على خير الناس بعده ، فقيل له : من هو ؟ قال : علي بن أبي طالب "[6].

وروى محمّد صدر العالم باسناده عن عبد الله بن مسعود : " إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، ما منها حرف إلا له ظهر وبطن ، وإنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه عنده منه علم الظاهر والباطن "[7].

 

[1] فرائد السمطين ج 1 ص 268 .

[2] سورة الشورى : 22 .

[3] المناقب الفصل السابع ص 43 .

[4] شرح نهج البلاغة ج 4 ص 109 بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم .

[5] كتاب اليقين ص 11 .

[6] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 25 و 26 رقم / 1051 ورواه الهيثمي في مجمع الزوايد ج 9 ص 116 ، والخوارزمي الفصل 7 ص 48 ، ينابيع المودة المودة ص 247 .

[7] معارج العلى في مناقب المرتضى ص 49 ورواه الجزري في أسنى المطالب ص 15 ، والسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل 423 مخطوط .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.