أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-2-2016
9970
التاريخ: 17-12-2015
59869
التاريخ: 10-12-2015
5679
التاريخ: 2024-04-24
750
|
اختلفت كلمة اللغويين في معنى اللون، فمنهم من عده الهيأة ومنهم من عده الجنس ، أو النوع أو الصنف من الأشياء، ومنهم من اطلقه على الحالة الصبغية التي يكون عليها الجسم من بياض وسواد ونحوه[1].
لكن الزبيدي قد جعل له اصل واحد وهو : (من كل شيء ما فصل بين الشـيء وغيره ) وجعل المعاني الأخرى من باب المجاز قال: ( و من المجاز اللون النوع، والصنف والضـرب والجمع ألوان... واللون هيئة كالسواد والحمرة ، وقال الحر الي: اللون تكيف ظاهر الأشياء في العين ، وقال غيره: هو الكيفية المدركة بالبصـر من حمرة وصفرة وغيرهما)[2].
ومن خلال تتبع المعاجم وجد انها تواردت على وضع هذه المفرد لمعنيين الهيأة والنوع، ولكن الصواب ما ذهب اليه الزبيدي، وهو ان اصله الحد او المميز الذي به يتميز الشـيء عن غيره.
ثانيا: اللون اصطلاحا:
لم يبتعد المعنى الاصطلاحي بعيدا عن المعنى الاستعمالي لأصحاب اللغة ، فقد اطلق على الهيأة ، والنوع ، قال الراغب(ت425هـ): (ويعبّر بِالأَلْوَانِ عن الأجناس والأنواع . يقال : فلان أتى بالألوان من الأحاديث ، وتناول كذا ألوانا من الطَّعام) [3] . قال الشيخ الطبرسي(ت548هـ): ( الألوان : عرض يتعاقب على الجوهر تعاقب المتضاد، وهو عبارة عما إذا وجد حصلت به الجوهر على هيئة مخصوصة لولاه لما حصلت على تلك الهيئة ، ولا يدخل تحت مقدور العباد)[4]، وعليه الاستعمال القرآني، فقد استعمل القرآن هذه اللفظة في النوع مرة والهيأة أخرى، فمثال اللون والصبغة الخارجية قوله تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْعَالِمِينَ}[5]، فهذه من قدرة الله عز وجل في اختلاف الألسن ، فهذا يتكلم العربية وذاك يتكلم الانجليزية وغير ذلك ، وأكثر من هذا إننا نجد صوت الإنسان ذكراً كان أو أنثى قلما تتفق نبرة صوته مع صوت إنسان آخر ، ومع هذا الاختلاف الكبير في الألسنة ، فإن هناك اختلافاً في اللون أيضا ، فمنهم الأسود والأبيض والأحمر والأسمر ، حتى إن أفراد اللون الواحد مثلاً ، إذا دققنا النظر فيهم ، شق علينا أن نجد لونين أبيضين ، أو أسودين متشابهين تماماً ، وهذا كله يدل على قدرة الله عز وجل .
ومثال الجنس أو الصنف قول تعالى : { أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا}[6]، أي اختلاف أجناسها وأصنافها، وهذا يكون من باب التذكير بآلاء الله عز وجل . وهو القادر على تصوير الأشياء كيف يشاء .
[1] ظ: الفراهيدي: العين 8: 332، والجوهري: الصحاح 7: 47، وابن فارس: معجم مقاييس اللغة 5: 223.
[2] الراغب الاصفهاني: مفردات ألفاظ القرآن: 752.
[3] الزبيدي: تاج العروس 18: 516.
[4] الطبرسي : مجمع البيان في تفسير القرآن 1 : 294 .
[5] سورة الروم :22.
[6] سورة فاطر :27.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|