لقد اكتشف العالمان Reich و Richter فلز الانديوم في عام (1863م) عند دراستهما نماذج لزنكبلند (كبريتيد الزنك) الموجودة في خام للثاليوم اذ ان الدراسات الطيفية للسائل الخام من كلوريد الزنك يعطي خطوطا ذات لون ازرق لماع لم تلاحظ في كلوريد الزنك النقي لذا نسب ذلك الى وجود عنصر جديد تم تسميته انديوم اذ لوحظ هذا اللون المميز ايضا عند تسخين مزيج اوكسيد الانديوم وكاربونات الصوديوم (في عملية تنقية للفلز). لا يتواجد عنصر الانديوم بالطبيعة بشكله النقي ويتوفر في القشرة الارضية بنسبة (10 ppm) مع كبريتيد الزنك وفي العديد من الدول مثل روسيا، فلندة، السويد، اليابان، المانيا، ايطاليا، بيرو، كندا والولايات المتحدة الامريكية^(1-2).

يمتاز الانديوم بانه فلز ذو لون فضي-ابيض مع لون ازرق خفيف وله مظهر معدني لماع، قابل للسحب والطرق ناعم الملمس ويمكن تخديشه بالاظفر ويتواجد بشكل بلورات دايامغناطيسية⁽³⁾. وهو العنصر الرابع من عناصر الزمرة الثالثة (البورون، الالمنيوم، الكاليوم، الانديوم، الثاليوم)⁽⁴⁾، كما يمتاز الانديوم بالصفة الفلزية اذ تزداد هذه الصفة كلما اتجهنا اسفل الزمرة⁽⁵⁾، اما العدد الذري للانديوم فهو (49) وترتيبه الالكتروني:

In(49) = Kr(36) 4d¹⁰5s²5p¹

ان حالات التاكسد لايون الفلز هي (+1، +3) وتعد الحالة التاكسدية (+3) هي الاكثر استقرارا ودرجة انصهار الفلز (156.2 °م) اما درجة غليانه (2000 °م) ووزنه الذري (114.82) وكثافته (7.31 غم/مل) وطاقة التاين الاولى (+ 562 كيلوسعرة/غم.مول)^(6،4).

ان فلز الانديوم يلي مباشرة عناصر الركن d ولهذا السبب يمتلك اوربيتال d مشبع وله كثافة اعلى بكثير من كثافة عنصري البورون والالمنيوم اللذين يمتلكان s ، p فقط⁽⁴⁾.  وتعزى هذه الظاهرة الى تاثير عامل الحجب الضعيف لالكترونات (d) الداخلية مما يجعل الالكترونات الخارجية تنسحب اقرب الى النواة.

يمكن تشخيص الانديوم من خلال صفة مميزة وهي اللهب الازرق-البنفسجي ومن خلال طريقة رسم الطيف وهما عاليتي الحساسية والخصوصية مما يجعل الانديوم يشخص بسرعة وبدقة حتى ان كان في امزجة من معقدات مختلفة، ومن الناحية العملية تعد العمليات الكيميائية المتخصصة لتشخيص الانديوم غير معروفة، فالعديد من الطرق الكيميائية تسحح وتشخص الانديوم او تقدره بوجود عدد محدد من الايونات الاخرى فقط بعد فصلها عن العديد من العناصر المرتبطة⁽⁶⁾. اما للكميات القليلة من الانديوم فيستخدم التنشيط النيوتروني والطيف، وفي بعض الحالات تستخدم الطرق البولاروغرافية ذات الحساسية العالية^(7،6).

-------------------------------------------------------------------

1-J.C. Bailar, H.J. Emeleus, R. Nyholm and A.F.T. Dickenson, “Comprehensive Inorganic Chemistry”, Pergamon Press, Oxford, Vol. 1, 1065-1073, (1975).

2-Indium-Chemical Properties, Health and Environmental Effects: Available at: www.lenntech.com/periodic-chart-elements/In-en.htm. Accessed: Sept. 26, 2004.

3- H. Remy, “Treatise on Inorganic Chemistry”, Pergamon Press, New York, Vol. 1, 741, (1970).

4- S.E. Al-Mukhtar and I.A. Mustafa, “Inorganic and Coordination Chemistry”, (Arabic Version), Mosul Press, 220-222, 251-255, (1988).

5- S. Murray and M. Dawson, “Structural and Comparative Inorganic Chemistry”, Translated by M.N. Zakom, Basrah University Press, pp. 267, 271, 195-198, (1982).

6- S. Murray and M. Dawson, “Structural and Comparative Inorganic Chemistry”, Translated by M.N. Zakom, Basrah University Press, pp. 267, 271, 195-198, (1982).

7-G. Charlot, Analyt. Chim. Acta, 1, 218, (1947).