أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2017
3048
التاريخ: 11-12-2014
3622
التاريخ: 23-5-2017
3073
التاريخ: 15-6-2017
2845
|
نأخذها من طبقات ابن سعد وسيرة ابن هشام والسيرة الحلبية وغيرها : خرج (صلى الله عليه واله) للعمرة لا يريد حربا يوم الاثنين غرة ذي القعدة سنة ست من الهجرة قال ابن سعد استنفر أصحابه إلى العمرة فأسرعوا وقال ابن هشام استنفر العرب ومن حوله من أهل البوادي ليخرجوا معه وهو يخشى من قريش ان يحاربوه أو يصدوه عن البيت فأبطأ عليه كثير من الاعراب فخرج بمن معه من المهاجرين والأنصار ودخل رسول الله (صلى الله عليه واله) فاغتسل ولبس ثوبين وركب راحلته القصواء ومعه ألف وستمائة أو ألف وأربعمائة أو ألف وخمسمائة وخمسة وعشرون واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم قال المفيد في الارشاد : وكان اللواء يومئذ إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كما كان إليه في المشاهد قبلها ولم يخرج بسلاح إلى السيوف في القرب وساق سبعين بدنة هو وأصحابه فصلى الظهر بذي الحليفة ثم دعا بالبدن فجللت ثم أشعر عدة منها في الشق الأيمن من سنامها أي جرحها وقلدها أي علق في عنقها قطعة جلد أو نعلا بالية ليعلم انها هدي فيكف عنها وأشعر أصحابه أيضا وهن موجهات إلى القبلة وأحرم ولبى وقدم عباد بن بشر أمامه طليعة في عشرين فارسا من المهاجرين والأنصار وبلغ المشركين خروجه فاجمع رأيهم على صده وعسكروا ببلدح وقدموا مائتي فارس إلى كراع الغميم عليهم خالد بن الوليد ؛ ودخل بسر بن سفيان الخزاعي الكعبي مكة فعرف ما يريدون وجاء حتى لقيه وراء عسفان فقال يا رسول الله هذه قريش قد سمعت بمسيرك فخرجوا معهم العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمور وقد نزلوا بذي طوى يعاهدون الله لا تدخلها عليهم ابدا وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدموا إلى كراع الغميم فقال (صلى الله عليه واله) يا ويح قريش قد اكلتهم الحرب ما ذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب فان هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا وان اظهرني الله عليهم دخلوا في الاسلام وافرين وان لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة فما تظن قريش فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره أو تنفرد هذه السالفة والسالفة صفحة العنق .
ودنا خالد حتى نظر إلى أصحاب رسول الله فامر (صلى الله عليه واله) عباد بن بشر فتقدم في خيله فقام بازائه وصف (صلى الله عليه واله) أصحابه وحانت صلاة الظهر فصلى (صلى الله عليه واله) بهم صلاة الخوف فلما امسى قال لأصحابه تيامنوا وأمرهم ان يسلكوا طريقا تخرجهم على مهبط الحديبية من أسفل مكة فسار في طريق وعرة حتى دنا من الحديبية وهي طرف الحرم على تسعة أميال من مكة إلى جهة الغرب
من ناحية جدة فلما رأت خيل قريش غبار الجيش قد خالفوا عن طريقهم رجعوا راكضين إلى قريش ينذرونهم فخرجوا بأجمعهم حتى نزلوا مياه الحديبية فلما وقعت يدا راحلته (صلى الله عليه واله) على الثنية التي تهبط على القوم بركت فقال المسلمون حل حل يزجرونها فابت ان تنبعث فقالوا خلأت القصواء فقال (صلى الله عليه واله) ما خلأت وما هو لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة اما والله لا يسألوني اليوم خطة فيها تعظيم حرمة الله وفي رواية فيها صلة الرحم الا أعطيتهم إياها ثم زجرها فقامت وانصرف عن القوم حتى نزل بالناس على ثمد من أثماد الحديبية وجاءه بديل بن ورقاء الخزاعي رئيس خزاعة في رجال من قومه وكانت خزاعة مسلمها وكافرها عيبة نصح رسول الله (صلى الله عليه واله) لا تخفي عنه شيئا من أمر قريش فسلموا عليه وقال بديل جئناك من عند قومك كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد استنفروا لك الأحابيش ومن أطاعهم معهم العوذ المطافيل يقسمون بالله لا يخلون بينك وبين البيت حتى تبيد خضراؤهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم نأت لقتال أحد إنما جئنا لنطوف بهذا البيت وفي رواية فمن صدنا عنه قاتلناه فرجعوا إلى قريش فقالوا انكم تعجلون على محمد انه لم يأت لقتال وانما جاء زائرا لهذا البيت فاتهموهم وجبهوهم وقالوا وإن كان جاء لا يريد قتالا فوالله لا يدخلها علينا عنوة ابدا ولا تتحدث بذلك عنا العرب ثم بعثوا الحليس بن علقمة وكان يومئذ سيد الأحابيش وكان يتأله فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه واله) قال إن هذا من قوم يتالهون فابعثوا الهدى في وجهه حتى يراه فلما رأى الهدي يسيل عليه من عرض الوادي عليه القلائد وقد أكل أوباره من طول الحبس رجع ولم يصل إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) اعظاما لما رأى فقال لهم ذلك فقالوا اجلس فإنما أنت اعرابي لا علم لك فغضب وقال والله ما على هذا حالفناكم أ يصد عن بيت الله من جاء معظما له والله لتخلن بين محمد وبين ما جاء له أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد قالوا فاكفف عنا حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به ثم بعثوا عروة بن مسعود الثقفي فجاء حتى جلس بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال يا محمد أجمعت أوشاب الناس ثم جئت بهم إلى بيضتك لتفضها بهم انها قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله لا تدخلها عليهم عنوة ابدا وجعل يتناول لحية رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو يكلمه والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله (صلى الله عليه واله) في الحديد فجعل يقرع يده ويقول اكفف يدك عن وجه رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل ان لا نصل إليك فقال عروة ويحك ما أفظك وأغلظك ثم قال أي غدر وهل غسلت سوأتك الا بالأمس ، وكان المغيرة قتل قبل اسلامه ثلاثة عشر رجلا من بني مالك من ثقيف فوداهم عروة فكلم رسول الله (صلى الله عليه واله) عروة بنحو ما كلم به أصحابه وأخبره انه لا يريد حربا فقام عروة من عنده وقد رأى ما يصنع به أصحابه لا يتوضأ إلا ابتدروا لوضوءه ولا يسقط من شعره شئ الا اخذوه فقال لقريش اني قد جئت كسرى وقيصر والنجاشي في ملكهم والله ما رأيت ملكا في قوم قط مثل محمد في أصحابه ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشئ ابدا وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) ارسل خراش بن أمية الخزاعي إلى قريش ليخبرهم ما جاء له فعقروا بعيره وأرادوا قتله فمنعه من هناك من قومه فدعا عمر ليبعثه فقال إني أخاف قريشا على نفسي وليس من بني عدي أحد يمنعني فبعث عثمان فقال اخبرهم انا لم نأت لقتال وانما جئنا زوارا لهذا البيت معظمين لحرمته معنا الهدى ننحره وننصرف فلقيه أبان بن سعيد بن العاص فأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله (صلى الله عليه واله) فقالوا لا كان هذا ابدا ولا يدخلها علينا العام واحتسبته قريش عندها ثلاثة أيام فبلغ رسول الله (صلى الله عليه واله) ان عثمان قد قتل فقال : لا نبرح حتى نناجز القوم ودعا إلى البيعة فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة .
قال المفيد في الارشاد : وكان من بلاء علي (عليه السلام) في ذلك اليوم عند صف القوم في الحرب والقتال ما ظهر خبره واستفاض ذكره وذلك بعد البيعة التي اخذها النبي (صلى الله عليه واله) على أصحابه والعهود عليهم في الصبر وكان علي (عليه السلام) المبايع للنساء عن النبي (صلى الله عليه واله) فكانت بيعته لهن يومئذ ان طرح ثوبا بينهن وبينه ثم مسحه بيده فكانت مبايعتهن للنبي (صلى الله عليه واله) مسح الثوب ورسول الله (صلى الله عليه واله) يمسح ثوب علي (عليه السلام) مما يليه (اه) وجعلت الرسل تختلف بين رسول الله (صلى الله عليه واله) وبين قريش فاجمعوا على الصلح والموادعة فبعثوا سهيل بن عمرو في عدة من رجالهم وجرى الصلح بينهما فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا اعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم فكتبها ثم قال اكتب هذا ما صالح محمد رسول الله سهيل بن عمرو فقال سهيل لو شهدت انك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو فجعل علي يتلكأ ويأبى ان يكتب الا محمد رسول الله فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) اكتب فان لك مثلها تعطيها وانت مضطهد وفي السيرة الحلبية فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي : امح رسول الله فقال علي والله لا امحوه ابدا فقال أرنيه فأراه إياه فمحاه بيده وقال أنا والله رسول الله وان كذبتموني .
وفي ارشاد المفيد فقال له علي (عليه السلام) انه والله لرسول الله على رغم انفك فقال سهيل اكتب اسمه يمض الشرط فقال له علي (عليه السلام) ويلك يا سهيل كف عن عنادك فكتب علي (عليه السلام) هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو اصطلحا على وضع الحرب عشر سنين يامن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض على أنه من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده عليهم ومن أتى قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه وان بيننا عيبة مكفوفة وانه لا إسلال ولا إغلال وان من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه وأن من أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه فتواثبت خزاعة فقالوا نحن في عقد محمد وعهده وتواثبت بنو بكر فقالوا نحن في عقد قريش وعهدهم وانك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة وانه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا معك سلاح الراكب السيوف في القرب لا تدخلها بغيرها وشهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح ومحمد بن مسلمة وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص وكانا مشركين وعلي بن أبي طالب وكان هو كاتب الصحيفة وكتب الكتاب نسختين إحداهما عند رسول الله (صلى الله عليه واله) والأخرى عند سهيل بن عمرو وبينا هم يكتبون الكتاب إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في الحديد قد انفلت من مكة إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان قد أسلم فقيدته قريش وعذبته فلما رآه أبوه سهيل قام إليه فضرب وجهه واخذ بتلبيبه ثم قال يا محمد قد لجت القضية بيني وبينك قبل ان يأتيك هذا قال صدقت وقال (صلى الله عليه واله) يا أبا جندل قد تم الصلح بيننا وبين القوم فاصبر حتى يجعل الله لك فرحا ومخرجا ثم انطلق سهيل بن عمرو وأصحابه ونحر رسول الله (صلى الله عليه واله) هديه وحلق ونحر أصحابه وحلق عامتهم وقصر الآخرون وأقام بالحديبية بضعة عشر يوما ويقال عشرين يوما ثم انصرف .
وجاءه (صلى الله عليه واله) وهو بالمدينة أبو بصير رجل من قريش واسمه عتبة وكان ممن حبس بمكة فأرسلت قريش إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) رجلين في رده فامره بالرجوع فقال يا رسول الله أ تردني إلى المشركين يفتنونني عن ديني قال إن الله سيجعل لك ولمن حولك من المسلمين فرجا وخرجا فلما كان في بعض الطريق أخذ سيف أحدهما وقتله به وفر الآخر وذهب أبو بصير إلى محل من طريق الشام تمر به عير قريش واجتمع إليه جمع من المسلمين الذين كانوا احتبسوا بمكة صاروا يتسللون إليه ومنهم أبو جندل الذي رده (صلى الله عليه واله) يوم الحديبية فكانوا سبعين وانضم إليهم ناس من قبائل العرب كانوا أسلموا حتى بلغوا ثلثمائة فقطعوا مادة قريش لا يظفرون بأحد الا قتلوه ولا تمر بهم عير إلا اخذوها فكتبت قريش إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) تسأله بالارحام الا آواهم ولا حاجة لهم بهم فآواهم رسول الله (صلى الله عليه واله) فقدموا عليه المدينة وهم الذين مر بهم أبو العاص بن الربيع من الشام في نفر من قريش فاسروهم واخذوا ما معهم ولم يقتلوا منهم أحدا لصهر أبي العاص زوج زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) وخلوا سبيل أبي العاص فقدم المدينة كما ذكرناه في أواخر وقعة بدر وامنت قريش على عيرها وكان صلح الحديبية سببا لكثرة المسلمين .
وهاجر إليه بعض النساء فأبى ان يردهن وذلك قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ } [الممتحنة: 10] .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|