أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2020
2181
التاريخ: 2024-03-18
684
التاريخ: 25-4-2022
1672
التاريخ: 8-8-2019
1476
|
إذا تأمّلنا الأدعية المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام نجد أنّها تمثّل مدرسة لتعليم العقيدة الإسلامية والانفتاح علىٰ جميع مفرداتها، حيث يستحضر الداعي في وعيه توحيد الخالق وصفاته ومشيئته وإرادته وعلمه وقضاءه وقدره، ويتحدث عنها بطريقة ايحائية تحرك الأصل الأول من أُصول العقيدة في الروح، وتعمّق إحساسها بخالقها جلَّ وعلا في حالةٍ من التقاء الفكر والشعور، تحقق وضوح الرؤية وحصول اليقين، حينما يجد المؤمن ربه قريباً فيناجيه، ومحيطاً به فيدعوه، ويجد نفسه محتاجاً فيعطيه.
ومن الأدعية التي تتضمن الأصل الأول من أصول العقيدة الإسلامية، دعاء الإمام السجاد عليهالسلام في الصحيفة السجادية، قال عليهالسلام: «الحمدُ لله الأول بلا أول كان قبله، والآخر بلا آخر يكون بعده، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين...» (1).
والنبوة من مفردات المضمون العقيدي التي يجدها الإنسان ظاهرة في الدعاء، حيث الحديث عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومسؤوليته إزاء الرسالة، بشكل يعمّق علاقة الداعي الروحية بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم، ويعزّز فهمه لأبعاد شخصيته ومكارم أخلاقه وإخلاصه لله، ودوره في تبليغ الرسالة وتجسيد معانيها، ووصيّته بالإمامة لمن بعده، باعتبارها الامتداد الطبيعي للنبوة، وبيان مهمتها في إقامة مبادىء الدين والكتاب الكريم والحفاظ علىٰ السُنّة المباركة، وبيان صفات الإمام ومكارم أخلاقه وفضائله ودلائله.
وكان من دعاء الإمام الكاظم عليهالسلام المعروف بدعاء الاعتقاد: «... اللهمّ إنّي أقرُّ وأشهدُ، وأعترفُ ولا أجحدُ، وأُسرُّ وأُظهرُ، وأعلنُ وأبطنُ، بأنّك أنت الله لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، وأنّ محمداً عبدك ورسولك، وأنّ عليّاً أمير المؤمنين، وسيّد الوصيين، ووارث علم النبيّين... إمامي ومحجّتي، ومن لا أثق بالأعمال وإن زكت، ولا أراها منجيةً لي وان صلحت إلّا بولايته والائتمام به والاقرار بفضائله..
اللهمّ وأقرُّ بأوصيائه من أبنائه أئمةً وحججاً وأدّلةً وسُرَجاً، وأعلاماً ومناراً، وسادة وأبرار... اللهمّ فادعني يوم حشري وحين نشري بإمامتهم، واحشرني في زمرتهم، واكتبني في أصحابهم، واجعلني من إخوانهم، وأنقذني بهم يا مولاي من حرِّ النيران...» (2).
وأكثر ما يلاحظ الداعي في التراث العريق لأهل البيت عليهم السلام هو التذكير باليوم الآخر، واستحضار الموقف بين يدي الله تعالى عندما يقوم الناس لربِّ العالمين، حيث شمول الحساب ودقته لكلِّ ما قام به الإنسان في حياته مع التذكير بالجنة ونعيمها الخالد الذي أعده الله تعالى للمؤمنين المتقين، وبالنار وعقابها المقيم الذي أعده الله للكافرين المتمردين.
وجميع أدعيتهم عليهم السلام تلهج بنغمة توحي بالخوف من عقاب الله تعالى والرجاء في ثوابه، وأغلبها تصلح شواهد علىٰ ذلك، وقد جاءت بأساليب بليغة تبعث في قلب المتدبّر الرعب والفزع من الاقدام علىٰ المعصية.
__________________________
(1) الصحيفة السجادية: الدعاء رقم (1) في التحميد لله عزَّ وجلَّ والثناء عليه.
(2) مهج الدعوات: 233.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|