أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2018
2479
التاريخ: 31-10-2018
2113
التاريخ: 2024-02-11
1017
التاريخ: 30-5-2018
2048
|
إن أحد أخطار سوء الظن هو تفسيق وتكفير الآخرين، فقد نرى شاباً متديناً، خيراً، ثوريا، يفسّق عالماً جليلاً بسبب سوء الظن، فحينما يظن ذلك الشاب سوء بالعالم الجليل سيعتبره فاسقاً، ثم كافراً، وبعد ذلك يجيز لنفسه قتله، وهذا ليس بالوضع الاعتيادي، بل يمكن اعتباره وضعاً استثنائياً ينم عن جنون ناتج عن وساوس أدت إلى سوء الظن بالآخرين.
أما إذا أساء الرجل الظنّ - والعياذ بالله - بزوجته فسوف يحيك القصص والحكايات لأجل أن يُرضي نفسه الخاضعة للوساوس الفكرية.
فقد يسعل أحدهم في الشارع فيقول الرجل لزوجته في داره، إن ذلك الرجل يعنيك بسعاله ذاك، وأنا أعرف ذلك!! وهذا هو عين الجنون، أو قد يتأخر الرجل ساعةً في طابور الخباز فتظنّ زوجته بأن له زوجة أخرى ذهب إليها، وحينما يرجع تبدأ بالنواح والعويل! وهذا هو عين الجنون.
يقال إن رجلاً وامرأته ناما على سطح الدار، فرأى الرجل المجرة المعروفة باسم (طريق الأسد) في قلب السماء باتجاه القبلة، وهو ما يعرف عنه بين الناس بطريق مكة، فسأل زوجته عن ذلك؟ فقالت إنه طريق مكة، فإذا ما ضيّع الحجاج طريقهم إلى مكة استدلوا به عليها.
وما إن سمع الرجل ذلك الجواب من زوجته حتى انتفض قائمـاً وهو يقول: إنك أردت أن ننام هنا كي يستدل علينا الحجاج فيقتلونني وتتزوجين أحدهم؟.
قد لا تكون هذه الحكاية واقعية، ولكن شخصاً أخبرني بأخرى واقعية عجبت لها كثيراً.
يقول ذلك الرجل: جاء رجل من الحامل للوساوس الفكرية مع زوجته الحاملة للوساوس العملية، فالتفت إلى المرأة وقلت لها: أيتها السيدة! إذا سمعت وأطعت كلامي لمدة ستة شهور ستخرج تلك الوساوس من قلبك وإلى الأبد بعون الله تعالى.
وما إن انتهيت من عبارتي تلك حتى قام زوجها ممتعضاً تاركاً معالجته التي جاء من أجلها، وبعد مدة من الزمن قصيرة اتصل بي تلفونياً ليقول: لقد أدركت مغزى كلامك لزوجتي، إنك كنت تقول لها بالإشارة، اطلبي الطلاق من زوجك لأتزوجك، وبعد ستة أشهر ستشفين مما أنت فيه !!.
إن سوء ظن الرجل بزوجته، وسوء ظنّ الزوجة بزوجها يبعث على بروز الاتهامات بينهما، فترى الرجل على سبيل المثال يتهم زوجته بالسرقة حينما يفقد مبلغاً معيناً قد يكون استخدمه في شراء حوائج خاصة به.
من هنا يبدأ لينتهي بأن يسيء الظن بعفتها، وقد تفعل هي ذلك أيضاً بدون حرج ولا حياء !:
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]:
{وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح: 12].
إن الأمة التي يظن أفرادها ببعضهم البعض هالكة لا محالة، فلا تسيئوا الظن بإخوانكم وأخواتكم واتقوا الله الذي يراكم من حيث لا ترونه.
{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} [الذاريات: 10، 11].
قال أمير المؤمنين سلام الله تعالى عليه:
((ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنّن بكلمةٍ خرجت من أخيك سوءً وأنت تجد لها في الخير محملاً))(1).
جاء في الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وآله وقف أمام الكعبة وقال:
((حرم الله دم المؤمن، وماله، وسوء الظن به))(2).
كانت إحدى النساء تُسيء الظنّ كثيراً بزوجها، فجاءها ذات يوم ليقــول لها: وجدت عملاً إضافياً لمدة ساعتين في اليوم - عملاً إضافياً من أجلها، يقول وبعد انتهاء عملي، حملت بعض الطعام اللذيذ الذي قدم لي في مكان عملي إلى منزلي لأتناوله مع زوجتي وأطفالي - وكنت حينها متعباً جداً.. طرقت الباب، وإذا بزوجتي تفتح لي وتقول بغضب شديد: اذهب إلى تلك التي قضيت معها أول الليل، فقلت لها سمعاً وطاعة، فرجعت إلى الفندق الذي أعمل فيه عملاً إضافياً لأتناول عشائي وأبيت فيه إلى الصباح.
وفي اليوم التالي: ذهبت لاستئجار دارٍ بعد أو أوصيت هذا وذاك من أجل العثور على زوجةٍ جديدةٍ، ولم يمض يومان حتى وجدت من أضحت زوجة ثانية لي، لأبقى معها أسبوعاً واحداً.
رجعت إلى منزلي القديم لأقول لزوجتي الأولى: من الآن فصاعداً سأكون ليلة هنا وليلة عند الذي طردتني إليها، وإذا لم يعجبك الأمر فسأمضي ليلتين هناك، وليلة هنا:
{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121].
إذا أساء الرجل الظنّ بزوجته فقد اكتسب إثماً عظيماً، وإذا ما أثبت حاكم الشرع سوء ظن الرجل بزوجته حق له أن يضربه من 25 - 79 جلدة أو ضربة سوط، لأن ذلك الظن السيء بالزوجة يبعث على فساد المجتمع، وهو من الكبائر:
((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا))(3) .
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام:
((الرجل السوء لا يظن بأحد خيراً لأنه لا يراه إلا بوصف نفسه))(4).
إن الذي يؤمن بالله تباركت أسماؤه لا ينبغي أن يظن بالآخرين سوء، ولا يتجسس عليهم، ولا يتحسس منهم، فقد يتجسس فرد على جارٍ له فتصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.
وعلى سبيل المثال: لو رأت امرأة شاباً دخل إلى البيت المجاور عليها أن تظنّ خيراً وتقول إن ذلك الشاب هو أحد أرحام جارتنا فلانة، هذا إذا كانت مسلمة، أما إذا تجسست وأخبرت هذا وذاك وجمعت الناس على دار جارتها قد يفهم زوج تلك السيدة خطاً بأن زوجته أساءت إلى دينها وعفتها، فيطلقها، ويحرم أبنائها من المعيل وما إلى ذلك من البلايا التي تصدر عن التجسس على الآخرين.
إن البعض من الذين يدعون التدين والقدسية يتجسسون على هذا وذاك فيذهبون بماء وجوه الآخرين نتيجة سوء ظنّهم وتطفلهم مما يبعث على حدوث طلاق، أو نزاع، أو خصام.
قال تعالى في محكم كتابه المجيد:
{إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [يونس: 36].
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((ولا تتبعوا عثرات المسلمين فإنه من تتبع عثرات المسلمين، تتبع الله
عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه))(5).
وقال صلى الله عليه وآله أيضاً:
((إني لم أؤمَر أن أنقّب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم))(6).
__________________________________
(1) بحار الأنوار ج 75 ص 196.
(2) بحار الأنوار ج 76، ص 71.
(3) سنن أبي داود خ4917.
(4) غرر الحكم.
(5) الكافي ج 2، ص 355.
(6) كنز العمال خ 31597.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|