أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-20
502
التاريخ: 11-1-2017
1739
التاريخ: 2024-05-27
815
التاريخ: 2024-08-06
457
|
والظاهر أن «حتشبسوت» كانت تفكِّر منذ تولية تحتمس العرشَ في تكوين حزبٍ يضمُّ بين أعضائه كلَّ رجالات الدولة المخلصين، الذين أظهروا مهارةً وحذقًا من أبناء جيلها لتستعين بهم على قضاء مآربها، ولتضرب ضربتها الحاسمة عندما تحين الفرصة، على أنه لم يَفُتْها أن تجعل رجالَ الدولة القدامى لا ينفضُّون من حولها، وقد كان أول مَن وقع اختيارها عليه من شباب عصرها مدير بيت الإله «آمون» المسمَّى «سنموت»، وقد كان شابًّا نَشِطًا يسترعي محياه النظرَ، قادرًا طموحًا، وقد رأى بثاقب نظره أن الفرصة سانحة ليكون لنفسه منذ باكورة هذا العهد الجديد مجدًا خالدًا؛ ولذلك يقول لنا: لقد كنتُ في هذه الأرض تحت إدارة «حتشبسوت» منذ اللحظة التي لاقى فيها سلفها حتفه (أي: تحتمس الثاني)، فلم أضيع أي وقت لاكتساب حظوة الملكة التي كانت تقبض بيدَيْها القادرتين الخلَّابتين على أقدار البلاد وإدارتها. ولا نزاع في أن «حتشبسوت» قد وحَّدت روحها بروح «سنموت» منذ أن وقع بصرها عليه، وقد كان مستقبلها مرتبطًا تمام الارتباط بأمر الوصاية، ومنذ اللحظة التي وطدت فيها أركانَ الوصاية على العرش بدأ نجم سعد «سنموت» السياسي يظهر في الأفق ويسطع، وقد كان أول خطوة في تمكُّن هذه العلاقة الوثيقة التي أحكمت أواصرها بينهما حقبة توفي على عشرة أعوام، هي أن تجعل «حتشبسوت» خدنها «سنموت» المربي الأول لابنتها الابنة الملكية، وأميرة الأرضين، والزوجة الإلهية «نفرو رع»، وأن يكون بجانب ذلك مدير البيت العظيم لأملاكها وأملاك ابنتها «نفرو رع»، ويُحتمَل كذلك أنه كان قَيِّمًا على أملاك ابنتها الطفلة «مريت رع حتشبسوت»، والواقع أنها بإسنادها كلَّ هذه الوظائف إلى «سنموت» قد جعلته شريكًا فعليًّا معها في حكم البلاد. ولا نعرف عن ماضي هذا المحظوظ الجديد إلا النزر القليل، وإنْ شئتَ فقُلْ لا نعلم شيئًا البتة، وتدل الأحول على أن والدَيْه لم يكونَا من أصحاب المكانة في الحياة الاجتماعية؛ فقد كان والده يُدعَى «رعموس»، ووالدته السيدة «حات نوفر» وحسب، وكان له ثلاثة إخوة لم يتربَّع منهم واحد مكانةً رفيعة في الدولة إلا «سن من»، وتُعزَى رفعته هذه إلى أخيه «سنموت» الذي عيَّنه مساعدًا في إدارة شئون الأميرات، أما أخوه الثاني فكان كاهنًا بسيطًا لسفينة «آمون» المقدسة، والثالث وهو «با إري» كان يشغل وظيفة «مشرف على الماشية». وقد تزوَّج «سنموت» من اثنتين إحداهما تُسمَّى «نفرت حور»، والظاهر أنه لم يُرزَق أولادًا؛ ولذلك فإنه في أواخر أيامه وكَّلَ لأخيه «أمنحتب» القيام له بأداء الشعائر الجنازية التي كان يقوم بها ابن المتوفَّى حسب التقاليد المصرية المرعية. ويُلاحَظ أن «سنموت» لم يهتم بذكر وظائفه الدينية؛ إذ لم يكن لها علاقة في ترقيه، وإذا ما ورد ذكرها ذكرت بغير اهتمام وبصفة عابرة. والواقع أنه كان يحمل لقب «كاهن السفينة المقدسة للإله آمون» ورئيس كهنة معبد «منتو»، وكان من المعابد الصغيرة وقتئذٍ في بلدة «أرمنت»، هذا ولم تكن تغريه الوظائف الحربية في جيلٍ كانت تسوده السكينة والاستقرار. وقد كان «سنموت» دائمًا إداريًّا من الطراز الأول، ويُحتمَل أنه بدأ حياته في إدارة ضياع «آمون» بمعبد الكرنك الشاسعة، فلقد كان مع صعود نجمه وعلوِّ منزلته ورفعة مكانته يُعرَف دائمًا بمدير بيت «آمون». والواقع أن كل شيء في إدارة ممتلكات معبد هذا الإله كانت بإشرافه، وكذلك كان المشرف على الغلال والمخازن، والحقول والحدائق، والماشية والعبيد، ومراقب قاعة «آمون»؛ كل ذلك في قبضته بوصفه مدير البيت العظيم، هذا وكان يُلقَّب كذلك المشرف على أعمال «آمون»، وأحيانًا كان يُلقَّب «مدير كل أشغال الملك في معبد «آمون»» أيضًا، ولما رسخت قدمه وأصبح صاحب حظوة في نفس «حتشبسوت» وتمكَّنَ من عطفها، أصبحت تحت إدارته كلُّ ثروة البيت المالك، وقد بدأ بالقيام بوظيفة مدير البيت العظيم للملكتين «حتشبسوت» وابنتها الصغيرة «نفرو رع»، وانتهى به الأمر بعد فترة من الزمن أن أمسى المراقب والمشرف، والمشرف على المشرفين لكل أشغال الفرعون، كما كان كذلك المسيطر على عبيد الفرعون والمالية والأسلحة وقصر التاج الأحمر. يضاف إلى هذه الوظائف العامة الرفيعة وظائف أخرى خاصة كان لا يشغلها إلا المقربون جدًّا، الذين كانت حظوتهم تسمح لهم بأن يشتركوا في الإشراف على إعداد أخصِّ أدوات الزينة الملكية للزيارات الرسمية وغيرها؛ ومن ثَمَّ نجده لا يفخر بأنه حاكم القصر الملكي وحده، بل كان يتيه عجبًا؛ لأنه ملاحظ الغرفات الخاصة والحمام، وحجرة النوم أيضًا. على أن الإنسان بعد أن يأتي على نهاية كل ما سردناه هنا عن قصة «سنموت»، يرى من الصعب عليه أن ينسب ما بلغه من المراتب إلى المهارة والحذق في تيسير الأمور وحدهما، وكثيرًا ما ينسب الإنسان إلى الأشخاص الذين يمثِّلون قصة من القصص أدوارًا لم يقوموا بها قطُّ في الحياة، وهذا هو الواقع في الحالة التي نحن بصددها على وجه خاص؛ إذ قد ذهب الكثيرون في العلاقة التي بين «سنموت» و«حتشبسوت» مذاهب شتى. وفي الوقت الذي كان فيه «سنموت» يجمع الوظائف التي تدرُّ عليه الذهب والفضة تباعًا في الكرنك والقصر، كانت «حتشبسوت» وقتئذٍ المسيطرةَ الوحيدةَ التي لا منازعَ لها في مصر.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|