أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-05-2015
1830
التاريخ: 4-12-2015
1955
التاريخ: 30-05-2015
3980
التاريخ: 3-08-2015
1775
|
لقد قرع القرآن الكريم ابواب مسامع الخلق، والجن نوع من الخلق، قال تعالى: { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشـركَ بِرَبِّنَا أَحَدًا } [1] ، إلا انهم مستورون عن جوارحنا، وان القرآن الكريم يؤكد وجودهم ويذكر انهم مخلوقون من النار، كما ان الانسان مخلوق من التراب [2] ، قال تعالى: { وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ } [3] ، وانهم يعيشيون ويموتون ويبعثون كالإنسان، قال تعالى: { أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسـرينَ} [4] ، كما وانهم مكلفون كالإنسان، قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [5] ، ومنهم مؤمنون، ومنهم كفار، ومنهم صالحون، وآخرون غير صالحين، قال تعالى: { وَأَنَّا مِنَّا الْـمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا } [6] ، ويظهر من القرآن الكريم ان ابليس من الجن وان له ذرية وقبيلا، قال تعالى:{ إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } [7] ، وقال تعالى: { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [8] ، وقال تعالى:{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ } [9] .
وروي عن ابن عباس انه قال : كان في الجاهلية كهنة ومع كل واحد شيطان، فكان يقعد من السماء مقاعد للسمع فيستمع من الملائكة ما هو كائن في الارض فينزل ويخبر به الكاهن، فيفشيه الكاهن الى الناس، فلما بعث الله عيسى (عليه السلام) منعوا من ثلاث سماوات، ولما بعث محمد (صلى الله عليه واله وسلم) منعوا من السماوات كلها، وحرست السماء بالشهب، وهي من الارهاصات التي سبقت بعثة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ، وانهم لم يروا هذا قبل زمانه (صلى الله عليه واله وسلم) ، وعلى لسان احد من الجن، قال تعالى: { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا } [10] ، ولسماع الجن بعدان :
احدهما : ايجأَبِي وهو اعترافهم بأن ما سمعوه كلاماً خارقاً للعادة يهدي الى معارف عقائدية وعملية تصاب بها حقيقة الوجود للوصول الى السعادة الابدية، فنجد ان هذه الآيات قد نفذت من اسماعهم الى قلوبهم، فأمنوا بها وصدقوا برسالة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وقولهم لن نشـرك بعبادة ربنا احدا تأكيدا لمعنى ايمانهم به ، فهم يسمعون سماع تدبر للقرآن الكريم عن امرهم ، فهو من باب الإعجاز الغيبي ، فاخبره الله عن ايمانهم بكتاب موسى (عليه السلام) ، ولم يكن (صلى الله عليه واله وسلم) على اطلاع بهذا من قبل [11] .
الآخر : سلبي وهو ما كان قبل اسلامهم وايمانهم فهم لم يستخدموا سمعهم كما اراد الله عز وجل بل كانوا يسترقون اخبار السماء، وكانوا يرجمون حتى في الجاهلية الا ان الرجم شدد عليهم في بعثة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فمن خلال تتبع الآيات الكريمة نجد ان الجن مكلفون والمكلف يجب ان يزود بآله التكليف حتى يعرف ما يرد في حقه ، كما ان منهم يسمع آيات الله فلا يصـر مستكبراً بل يذعن ويؤمن ويعترف بالحق ويذهب الى قومه ناصحاً بانه سمع قراناً عــــجباً انزل بعد كتــاب موسى (عليه السلام) ، وان بعضهم علم بحدوث انقلاب في الكون على الواقع الفاسد المتمثل بالشـرك والفساد ، وذلك لما وجدوا انظمة الأفلاك قد غيرت، وملئت السماء بالحرس والشهب، فقال تعالى : { وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشـر أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا } [12] .
فحال الجن حال البشـر في توظيف هذه الحاسة وبتجاهلها يكون المصير واحد للانس والجن، قال تعالى: { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصـرونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } [13] ، فالسماع وان وجد لديهم لكنهم لا يسمعون سمع تدبر؛ لانهم كالأنعام بل هم اضل ، فالأنعام تسمع الاصوات وربما تنزجر لبعضها أي لبعض الاصوات، قال تعالى:{ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } [14] ، فهذه الانعام تنزجر عند ورود الماء والعشب [15] ، فالاستجابة للإيمان ولما أُنزل على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لا تكون الا ممن يسمع، قال تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْـمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } [16] ؛ لأنهم هم الذين يتفكرون ويستدلون على وجود الله عز وجل ومن لم يتفكر ولم يتأمل بالآيات بمنزلة من لم يسمع .
هذا من جهة ومن جهة اخرى فأنه يدل على اعجاز القرآن الكريم الذي اثرَّ في نفوس هذا الخلق العجيب ، قال تعالى: { وَإِذْ صـرفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القرآن فَلَمَّا حَضـروهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِـيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ* قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْـحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} [17] ، وهذا من نعم الله عز وجل الرحمانية التي امتدت الى الجن، فزودهم بهذه النعمة التي تكتسب بها السعادة الابدية ، فمن هذا تتجلى هذه النعمة التي لم تكن للإنسان فحسب بل حتى للجن الذين لهم قدرات خارقة فلم يستطيعوا الاستغناء عنها.
[1] سورة الجن :1.
[2] قلعة جي : محمد رواس : معجم لغة الفقهاء ، ط1 بيروت – لبنان 1985 ، دار النفائس: 166.
[3] سورة الحجر : 27.
[4] سورة الاحقاف : 18.
[5] سورة الذاريات : 54.
[6] سورة الجن : 14.
[7] سورة الكهف : 50.
[8] سورة الكهف : 50.
[9] سورة الاعراف : 27.
[10] سورة الجن : 9.
[11] النيسابوري: نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين: تفسير غرائب القران 29 :60.
[12] سورة الجن : 10.
[13] سورة الاعراف: 179.
[14] سورة البقرة :171.
[15] الزمخشري: الكشاف1 : 173.
[16] سورة الانعام : 36 .
[17] سورة الاحقاف : 29 – 30 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|