أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2021
2089
التاريخ: 21-7-2016
1562
التاريخ: 21-7-2016
2128
التاريخ: 7-6-2022
1926
|
الطريق إلى تحصيل التوبة وعلاج حلّ عقدة الإصرار تذكّر ما دلّ على الحثّ عليها وذمّ المعصية والتأمّل في أحوال الأنبياء وحكايات أكابر الأولياء وما جرى عليهم من المصائب بسبب تركهم الأولى والعلم بأنّ كلّ عقوبة تصل إلى العبد في الدنيا فهي بسبب المعصية كما ورد في الأخبار، والتذكّر لعجزه وضعفه عن قليل من مكاره الدنيا وعقوباتها فكيف بالآخرة وبلائها ممّا تطول مدّته ويدوم بقاؤه، ثم لخساسة الدنيا وشرف الآخرة وقرب الموت ولذّة المناجاة مع الله سبحانه مع ترك الذنوب.
فمن تأمّل فيما ذكر انبعث منه خاطر التوبة وإلّا فهو أحمق أو منكر للمعاد، ومن أعظم أسبابها قلع حب الدنيا عن القلب، فإنّ المعاصي بأسرها ناشئة عنه.
ويعالج تسويفه وطول أمله بالتفكّر في أنّ بناء الموت على أمر ليس إليه، وهو البقاء إلى تلك المدة، فلعلّه يموت قبلها أو لا يقدر على الترك فيها كما لا يقدر عليه الآن، فعجزه الآن ليس إلا من غلبة الشهوة، وهي إن لم تتضاعف غداً بالعادة فلا تنقص قطعاً.
ويعالج رجاءه الكاذب بفضل الله وعفوه أيضاً بالتفكّر في أنّ إمكان العفو من الذنب ليس بأقوى من إمكان أن يعطيه الله مالا بغتة من غير كدّ، فإن أنفق ماله وضيّع عياله على ذلك فليفعل هنا أيضاً كذلك، فإنّ الكريم في الحالين واحد، وإن نسب المتكّل في ذلك عليه إلى الحمق والغرور فهنا أولى بذلك وأحرى.
ويعالج ضعف خوفه بسبب تأخّر العقاب في الآخرة والإمهال في الدنيا بالحياة بالفكر في أنّ حصوله مجزوم به بعد ثبوت الإيمان بالله ورسوله وما أتى به الرسول من الوعد والوعيد، غاية ما في الباب فرض تأخّره وهو فرض باطل، إذ لعلّ أجله قريب فإنّ الموت أقرب إلى كل أحد من شراك نعله، ولو أخبره نصرانيّ بضرر الغذاء الفلاني وسوقه إيّاه إلى المرض والممات لتركه وإن كان ألذّ شيء عنده مع أنّ ألم الموت لحظة لا خوف بعده أصلاً، وهو أمر لا بد منه، فكيف يطمئن بقول كافر يدّعي الطب من غير معجزة بمجرد شهادة العوام ويترك ما يأمره بتركه ولا يثق بقول الأنبياء المؤيدين بالمعجزات القاهرة والبراهين الظاهرة ولا يتصور أنّ النار أعظم وأشد من المرض وأنّ كل يوم عند ربّه مقدار ألف سنة ممّا تعدّون.
وبمثله يعالج الصبر على ترك اللذّة التي يعتقدها في فعل المعصية، فإنّه إذا لم يقدر على الصبر على هذه اللذّة الضعيفة في المدّة القليلة فكيف يقدر على ألم النار العظيم أبد الآباد.
واعلم أنّه ربما ينجرّ كثرة المعصية والاستخفاف بحدود الله إلى قساوة القلب وانظلامه بحيث يشكّ في التهديدات الواردة من الشرع الشريف والمواعيد المختلفة المنساقة إلى أهل التكليف وهو كفر في الاعتقاد يخلّد به في النار مع الكفّار، نعوذ بالله من ذلك.
ويمكن علاجه بالتفكّر في أنّ ما قالوه وإن لم يجزم به فلا أقلّ من عدم الجزم بكذبه، إذ لا برهان عقلياً على استحالته والعاقل يدفع الضرر المحتمل عن نفسه، إذ لا ضرر يلحقه في الإطاعة، ولعلّ ضرراً يلحقه في العصيان، وهذا نظير مناظرة الصادق عليه السلام مع ابن أبي العوجاء (1).
قال أبو العلاء المعرّي:
قال المنجم والطبيب كلاهما *** لا تحشر الأموات قلت إليكما
إن صحّ قولكما فلست بخاسر *** أو صحّ قولي فالخسار عليكما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي : 1 / 75 ، كتاب التوحيد ، باب حدوث العالم ، ح 2.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|