المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تفسير الآية (16-18) من سورة العنكبوت
1-9-2020
الشعر الغنائي
22-03-2015
إجهاد لامَرِن inelastic stress
19-5-2020
بنو الأحمر في غرناطة
4-7-2016
القدر المخرج في زكاة التجارة.
5-1-2016
زراعة البصل
9-3-2017


قراءة الخطبة قبل عقد الزواج  
  
1121   08:39 صباحاً   التاريخ: 2024-03-06
المؤلف : الشيخ محمد جواد الطبسي
الكتاب أو المصدر : الزواج الموفّق
الجزء والصفحة : ص 79 ــ 82
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2018 2521
التاريخ: 13-1-2016 4985
التاريخ: 2024-01-31 969
التاريخ: 2024-01-08 1127

من السنن المستحبة الأكيدة قبل العقد، قراءة خطبة تشتمل على الحثّ على الزوّاج وعلى سنّة النبيّ الكريم. كما ورد عنه أنه قال: كل نكاح لا خطبة فيه، فهو كاليد الجذّاء (1) والذي يتعهد قراءتها إمّا الزّوج الخاطب وإمّا العاقد وإمّا أحد الجلساء من كبار السن كما خطب حذيفة بن اليمان وكان يومئذ كبير القوم وكان حاضراً في المجلس الذي ادخل فيه سبي الفرس فأمره الإمام بالخطبة قبل العقد على شهربانويه، فقال (عليه ‌السلام): اخطب يا حذيفة. فخطب وزوّجت من الحسين (عليه ‌السلام) (2)، فلا شك ان في قراءة هذه الخطبة بركات ما لا يحصى عدّها.

ومنشأ هذا الاستحباب إمّا أمر النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) الامام علي (عليه‌ السلام) بقراءة الخطبة أو خطبته (صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله) قبل عقد فاطمة أو خطبة الإمام الرضا (عليه ‌السلام) أو خطبة الجواد (عليه‌ السلام) قبل العقد على ام الفضل إبنة المأمون.

ويستحب أيضاً قراءة خطبة الرضا (عليه ‌السلام) قبل العقد كما ورد ذلك وإليك بعض الخطب الواردة وعليك التأمل فيما ورد:

خطبة النبي (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله) قبل عقد فاطمة (عليها‌ السلام)

نقل ابن الصباغ المالكي عن الشيخ أبي على، الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان بسنده عن أنس، قال: كنت عند رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) فغشيه الوحي، فلما أفاق قال لي يا أنس أتدري ما جائني به جبرئيل من صاحب العرش جلّ وعلا؟

قلت بأبي أنت وامي ما جاءك به جبرئيل؟

قال: قال لي: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تزوّج فاطمة من علي (عليه‌ السلام) فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر وطلحة والزبير وبعدتهم من الأنصار.

قال: فانطلقت فدعوتهم، فلما أخذوا مجالسهم، قال رسول الله:

الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المطاع بسلطانه، الموهوب إليه من عذابه النافذ أمره وأرضه في سماءه، الذي خلق الخلق بقدرته وميّزهم بأحكامه وأعزّهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله)، إن الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاً وأمراً مفترضاً وحكماً عدلاً وخيراً جامعاً، وشج بها الأرحام وألزمها الأنام، فقال عزّ وجلّ: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} [الفرقان: 54]، وأمر الله يجري إلى قضائه وقضاؤه يجري إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل كتاب: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، ثم إن الله أمرني أن أزوّج فاطمة من علي وأشهدكم أني زوّجت فاطمة من عليّ على أربعمائة مثقال فضّة إن رضى بذلك على السنّة القائمة والفريضة الواجبة، فجمع الله شملهما وأطاب نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمناء الأمة. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .... (3).

خطبة الأمام علي (عليه ‌السلام) بأمر النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله)

قال الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: ثم جلس النبي (صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله) وقال: يا علي قم واخطب لنفسك، فقام أمير المؤمنين علي (عليه ‌السلام) وخطب بهذه الخطبة: الحمد لله الذي قرب من حامديه، ودنا من سائليه، ووعد الجنة من يتقيه، وأنذر بالناس من يعصيه، نحمده على قديم أحسانه وأياديه، حمد من يعلم أنه خالقه وباريه، ومميته ومحييه، وسائله عن مساويه، ونستعينه ونستهديه، ونؤمن به ونستكفيه، ونشهد ان لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، شهادة تبلغه وترضيه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، صلاة تزلفه وتجليه، وترفعه وتصطفيه، إنّ خير ما أفتتح به وأختتم قول الله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32] (4).

 ثم قال: وهذا رسول الله زوّجني إبنته على خمسمائة درهم وقد رضيت فاسألوه واشهدوا. (5).

خطبة الإمام الجواد (عليه‌ السلام)

روى الطبرسي في الإحتجاج في زواج الإمام الجواد (عليه ‌السلام): ثم أقبل ـ المأمون ـ إلى أبي جعفر، فقال له: أتخطب يا أبا جعفر؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين. فقال له: أتخطب لنفسك جعلت فداك، فقد رضيتك لنفسي وأنا مزوّجك ام الفضل ابنتي وان رغم أنوف قوم لذلك.

فقال أبو جعفر: الحمد لله إقراراً بنعمته، ولا إله إلاّ الله إخلاصاً لوحدانيّته، وصلى الله على سيد بريّته، والأصفياء من عترته.

أمّا بعد، فقد كان من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال سبحانه: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32]، ثم إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب ام الفضل بنت عبد الله المأمون وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) وهو خمسمائة درهم جياداً فهل زوّجته يا أمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور فقال المأمون: نعم قد زوجتك يا أبا جعفر ام الفضل ابنتي على الصداق المذكور فهل قبل النكاح؟ قال أبو جعفر (عليه‌ السلام): نعم قد قبلت ذلك ورضيت به (6).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مستدرك الوسائل، ج 14، ص 201، عن دعائم الاسلام، ج 2، ص 203.

2ـ المصدر السابق، ج 14، ص 209.

3ـ الفصول المهمة، ص 126.

4ـ مستدرك الوسائل، ج 14، ص 207.

5ـ مناقب آل ابي طالب، ج 3، ص 351.

6ـ الإحتجاج، ج 2، ص 242، تحف العقول، ص 475. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.