المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

ملوك العجم
5-7-2019
Blood-Sternal Biopsy Smear
19-1-2017
Reactants and Products: Reading Chemical Equations
8-1-2017
صفوان بن يحيى البَجَليّ
29-8-2016
Thomas Bradwardine
25-10-2015
أبو الجارود وأبو النجم زياد بن المنذر
7-9-2017


التأدب عند الاستماع لكلام الآخرين  
  
968   08:19 صباحاً   التاريخ: 2024-02-01
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 120
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

أحد مظاهر أدب واحترام شخصية الناس هو الإصغاء إليهم فجميع الشبان والشيوخ، بل كل إنسان، في أي سن كان، عندما يتحدث ويصغي إليه الآخرون، بصورة جيدة، يظهر عليه الرضا، ويعتبر الإصغاء إليه احتراماً له. وبالعكس إذا أظهر مخاطبه عدم الإصغاء أو الإهتمام بحديثه فإن الكآبة تظهر عليه وقد يغضب أحياناً، ويعتبر ذلك عدم احترام له وإهانة لشخصيته.

إن الأطفال الصغار بشر أيضاً، ولهم عواطف وإحساسات إنسانية، ويجب أن يكونوا موضع تكريم، مثل كبار السن، والإصغاء لحديثهم احترام لشخصيتهم، وعدم الاعتناء بحديثهم، تحقير وتصغير لهم إن الوالدين الواعيين، اللذين يؤديان واجباتهما بحكمة في تربية ابنهما، عندما ينطق الطفل يصغيان له باهتمام، وبما أن كلامه متقطع وغير مفهوم، فإنهما يتكهنان قصده، ويلبيان طلبه الصحيح، وهما بهذا العمل يشجعان الطفل على الحديث من جهة، ومن جهة أخرى يعملان طبقاً للحديث الشريف (أكرموا أولادكم) وبهذه الطريقة يربيان شخصية الطفل الإنسانية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.