أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2017
1610
التاريخ: 2024-01-29
980
التاريخ: 2024-04-26
820
التاريخ: 2024-02-28
911
|
ومن المؤكد أن شجاعة مثل هؤلاء الجنود الذين عثرنا على لوحاتهم كانت تجعل النصر يقترب من الأبواب؛ إذ إنهم كانوا يؤمنون بحق أمرائهم في طيبة، ويضحون من أجل قائدهم الأعلى بأغلى شيء لديهم وهي حياتهم، وقد كان أميرهم وقائدهم على يقين من عدالة قضيته، كما كان يثق بأن الغلبة في النهاية ستكون له، وأنه سيصبح حاكم البلاد المصرية كلها؛ ولذلك بادر فأعلن نفسه فعلًا ملك مصر الحقيقي، واتخذ لنفسه اسم «حور-سام-تاوى» (أي الملك موحد الأرضين) وصاحب الإلهتين سام-تاوى وحور الذهبي «قا-شوتي» ملك الوجه القبلي والوجه البحري «نب حبت رع» ابن الشمس «منتو حتب» وهذه هي الألقاب الفرعونية الخمسة الكاملة. (L. D. Vol. II, Pl. 149 b in Aswan & Daressy, A. S. 1907 P. 244; Bisson de La Roque, Ibid. P. 67, Naville ibid, I, 3; II, 21). وقد كُتب كلا الاسمين الأخيرين في داخل طغرائين في حين أن ملك الجنوب كان لا يوضع في الطغراء إلا اسمًا واحدًا، وعلى أية حال فإن عبارة «سام تاوى» (موحد القطرين) كانت ترتكز على حقيقة تاريخية حتى ولو كانت الاسم الذي يطلق على صورة من صور «حور» (Lanzone Dizionario di Mitologia egizio P. 600) (حور سماتاوي). أما عبارة «قا-شوتي» رفيع الريشتين؛ فإنها كانت كذلك نعتًا يليق به لدرجة عظيمة، والواقع أن الأسلوب الذي استحدثه هذا الفرعون في كتابة لقبه كان يعد من وجوه كثيرة تغييرًا هامًّا، وذلك أنه منذ هذه اللحظة كان يكتبه دائمًا بعلامة «المجداف» بدلًا من الإشارة التي تدل على حروفها، وهي الإشارة التي كانت تستعمل في الرقص المقدس، فعلامة المجداف تكتب هكذا وتنطق «حبت» والعلامة (1) تنطق = «حبت» أيضًا فنجد أن «منتو حتب» أصبح يكتب لقبه «نب حبت رع» بعلامة المجداف بدلًا من العلامة الثانية التي كان يستعملها من قبل. ولزمن قريب جدًّا كان يعتبر التغيير في الاسم علامة على أنه كان يوجد ملكان كل منهما يسمى «منتو حتب» عند هذه الفترة في تاريخ الأسرة الحادية عشرة؛ غير أن الرواية التي وصلت إلينا عن طريق ورقة «تورين» تدعو إلى اعتبارهما ملكًا واحدًا؛ وهذا ما سنتبعه هنا، وقد اعترف كاتب قائمة الكرنك بالمركز الهام الذي ناله هذا الفرعون بوصفه ملكًا على مصر كلها؛ وذلك أنه لم يكتفِ بوضع اسمه في جزء آخر من قاعة الأجداد الصغيرة غير الذي كان في أجداده الذين سبقوه مباشرة، بل نعته كذلك بأنه «الإله الطيب» رب الأرضين ملك الوجهين القبلي والبحري سيد القربان «نب حبت-رع» المبرأ (Prisse Ibid Pl. I; Sethe Urkunden IV P. 609). ونجد اسمه كذلك في قائمة الملوك التي نُقشت في مقبرة «نتري» بسقارة، أما في الرمسيوم فنجد (Porter & Moss, Ibid III, 192)، أن مكانته قد ظهرت بصورة بارزة جدًّا، فهناك نجد الملك «مينا» والملك «نب-حبت-رع» والملك «أحمس» يظهرون بوصفهم المؤسسين للدولة القديمة، والدولة الوسطى، فالدولة الحديثة؛ على التوالي (L. D. Vol. II, Pl. III, Pl. 163). والظاهر أن الكُتاب كانوا يعلمون أن من واجبهم تعلم كتابة أسماء الملوك بسرعة دون ارتكاب أخطاء في كتابتها، ولكن قد وجدنا خطأ رغم ذلك في العرابة المدفونة، وذلك عندما نقش حفار ما: «يعيش طويلًا حور سام تاوى ملك الوجه القبلي والوجه البحري» ابن الشمس «منتو حتب» دون أن يكتب أي لقب للفرعون (Petrie, Abydos Vol. II Pl. XXIV.) ويوجد في متحف اللوفر لوحة قبر يرى فيها الإنسان آثار الرجوع للقديم بوضوح، هذا رغم رسمها الممتاز، وكان يعتبر بمثابة تاريخ فيها الاسم «حور» واسم الملك الذي يكتب بالإلهتين «نبتي» وقد كتب ذلك دون ارتكاب أخطاء، ثم نجد أنه يأتي بعد ذلك فجأة «ملك الوجه القبلي والبحري» ابن الشمس «في الطغراء» منتو حتب، كما كان يكتبه الإنسان عادة في أوائل حكمه (Louvre C. 14, Prisse, Ibid Pl. VII; Maspero, “Transactions of the Society of Biblical Archaeology,” 1877, P. 555; Petrie, History, P. 142). وهذا الاقتباس هو من لوحة مَثَّال يدعى «يرتسن» الذي وضعته «ادت» وزوجته «حيو» وقد رُسما مع أولادهما «سنوسرت» و«منتو حتب» و«سي منتو» وابنتهما «قم» وابنها «تم نك»، ويخبرنا «يرتسن» أنه عرف كيف يصور الخروج والعودة … وحركات صورة الإنسان وهيئة المرأة وتوازن الذراع لصيد فرس البحر وحركات العدَّاء، ولا يفلح أحد في كل هذا غيري أنا وبكر أولادي من جسمي، ويقصد من هذا أنه كان منقطع النظير في فنون الحفر التي لقنها ابنه. على أن الإنسان قد يشك بحق إذا كان كل ما قاله طبعيًّا كما فكر هذا المثال، غير أنه في مقدورنا أن نرى في بعض القطع المنحوتة في هذا العصر تهذيبًا عظيمًا ورقة بالنسبة للإنتاج الساذج الذي كان ينتجه رجال الفن الطيبيون في الأزمان السابقة، وذلك مما يبشر بفن أرقى ينتظر ظهوره في القريب العاجل في عهد الأسرة الثانية عشرة.
.......................................
1- Gardiner “Egyptian Grammar” PP. 487, 524; Farina II Papiro dei ne No. 16 & Winlock.J. E. A. 1940, P. 116
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|