أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1925
التاريخ: 7-4-2016
2472
التاريخ: 6-12-2015
3329
التاريخ: 2024-09-23
136
|
قال تعالى : {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء : 58] . ظاهر الآية يدل على ان الناس كلهم يفنون قبل يوم القيامة ، بحيث يأتي ذلك اليوم ، ولا انسان على وجه الأرض إطلاقا . .
وان هذا أمر قد خط بالقلم في كتاب القضاء والقدر الذي لا مفر منه ولا محيص عنه ، ولكن بعض المجتمعات يفنيهم اللَّه بالموت الطبيعي ، وبعضهم بالعذاب الشديد ، ولم يبين سبحانه وصف هؤلاء ، ولا أولئك . . هذا هو ظاهر الآية ،
ولكن المفسرين قالوا : ان المجتمع الصالح يفنى بالموت الطبيعي ، والفاسد بالعذاب ، وقولهم هذا لا يتفق مع قولهم في تفسير قوله تعالى في أول سورة الحج : {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى}.
والذي نراه أن المراد بالقرية في قوله تعالى : {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الإسراء : 58] الخ . المراد خصوص القرية الظالم أهلها أي المجتمع الفاسد فقط ، وانه يهلك هذا المجتمع أو يعذبه قبل ان تقوم الساعة ، اما المجتمع الصالح فيستمر في الوجود والبقاء إلى يوم القيامة حيث تذهل كل مرضعة عما أرضعت . . . وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، وبهذا يتحقق الجمع بين ما جاء في أول الحج ، وبين الآية التي نحن بصددها ، ويكون معناها ان اللَّه سيمحو المفسدين والظالمين من وجه الأرض قبل القيامة ، ولا يبقى إلا الصالحون الطيبون ، يعيشون جميعا في طاعة اللَّه مؤمنين آمنين على أنفسهم وجميع أشيائهم ، وفي ذلك أحاديث كثيرة عن رسول اللَّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
منها ما جاء في سنن أبي داود السجستاني ، وهو أحد الصحاح الستة عند السنة ج 2 طبعة سنة 1952 ص 422 وما بعدها : « قال رسول اللَّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول اللَّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا » . ومحل الشاهد يملأ الأرض قسطا وعدلا .
ومنها ما جاء في كتاب السنن لابن ماجة ، وهو أحد الصحاح الستة أيضا ج 2 طبعة 1953 الحديث رقم 4083 : « قال رسول اللَّه يكون في أمتي المهدي تنعم فيه أمتي نعمة لم تنعم مثلها قط » .
والثورات والانتفاضات في كل مكان للتحرر من الظلم والفساد ، والجهل والفقر تدل بصراحة ووضوح على ان هذا كائن لا محالة في المستقبل القريب أو البعيد .
{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} [الإسراء : 59]. اقترح مشركو قريش على رسول اللَّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يأتيهم بالخوارق التي يريدون ، وقالوا له فيما قالوا : فجر لنا من الأرض ينبوعا ، وائتمنا باللَّه
والملائكة ، وأنزل علينا من السماء كتابا نقرأه . . وأجابهم سبحانه في هذه الآية بأنه قد سبق في قضائه وقدره ان يستأصل بالعذاب كل قوم كذبوا بآية جاءت وفق ما طلبوا واقترحوا ، فلقد اقترحت ثمود من قبل على نبيها صالح ناقة خارقة ، ولما جاءتهم على الوصف الذي اقترحوه كفروا بها وعقروها ، فأخذتهم الرجفة وكانوا من الهالكين . وسبق التفصيل في سورة الأعراف الآية 73 و 79 ج 3 ص 350 .
وقد سبق في قضاء اللَّه وقدره أن لا يستأصل قريشا التي اقترحت ما اقترحت على رسول اللَّه ، لأن رجالا منها سيتوبون ويؤمنون ، وآخرين يولد لهم من يجاهد في اللَّه حق جهاده ، وفوق هذا فان اللَّه سبحانه قضى وقدر أن تبقى أمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وشريعته إلى يوم يبعثون ، ولهذا وغيره من الأسباب لم يستجب سبحانه إلى مقترحات قريش ( وما نُرْسِلُ بِالآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً ) . فما من آية ظهرت أو تظهر على يد نبي من الأنبياء إلا والغاية منها العظة والزجر والتخويف من عذاب ليس له دافع ولا رافع . . فما بالهم يقترحون الخوارق ويستعجلونها ، وهي نقمة عليهم وعذاب .
{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ} [الإسراء : 60]. سبق أن المشركين اقترحوا الخوارق على رسول اللَّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأن اللَّه أوحى إليه انه لو استجاب لهم وعصوا لهلكوا . .
ولكن هذا الجواب لم يقنع المشركين ، وقالوا لرسول اللَّه لو كنت نبيا لجئتنا بما اقترحنا . . ولما بلغ الأمر بهم إلى هذا الحد خاطب سبحانه نبيه الكريم بقوله :
{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ} أي امض في دعوتك ، ولا تكترث بمن يعاند ويكابر ، فنحن اعلم بالناس وما يقولون ويفعلون ، وهم جميعا في قبضتنا نصدهم عنك وعن إيذائك ، وفي هذا المعنى قوله تعالى : « واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ .
{ وما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ } . ذكر سبحانه أنه قد أرى نبيه رؤيا في منامه ، وانها فتنة للناس ، ولكنه لم يبين ما هي هذه الرؤيا ، ولا المراد من الفتنة ، ومن هنا اختلف المفسرون في معناهما ، وذكر الرازي في تفسيره الكبير ، وأبو حيان الأندلسي في البحر المحيط ، ومحمد بن احمد الكلبي في كتاب التسهيل ، ذكروا وغيرهم أيضا أقوالا في تفسير الرؤيا والفتنة ، منها أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
رأى أنه سيدخل مكة مع الصحابة ، ولكنه لما قصدها عام الحديبية صده المشركون ، فشك من شك من المسلمين في رؤيا النبي وقال له : ألم تخبر بأننا ندخل المسجد الحرام آمنين ؟ . قال : أجل ، ولكن هل قلت : ندخله هذا العام ؟ . قال :
لا . قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لندخله ان شاء اللَّه . فدخلوه في العام المقبل .
ومن الأقوال في تفسير الرؤيا كما جاء في التفاسير التي أشرنا إليها : ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رأى بني أمية ينزون على منبره نزو القرود ، فساءه ذلك ، واغتمّ به ، ولم ير ضاحكا . وذهب إلى هذا التفسير جماعة من الصحابة ، منهم سعيد ابن المسيب وابن عباس كما في تفسير الرازي ، وسهل بن سعد كما في تفسير البحر المحيط . وفي صحيح البخاري ج 9 كتاب الفتن - أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :
« هلاك أمتي على يدي أغلمة سفهاء من قريش . وهذه الرواية تدعم تفسير الرؤيا ببني أمية ، وعليه يكون المراد بقوله تعالى : { والشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ } هم بنو أمية بالذات . وفي تفسير الرازي ان من المفسرين جماعة يقولون : « ان الشجرة الملعونة في القرآن هم اليهود » . وقد أثبتت حوادث التاريخ قديما وحديثا أن اليهود مصدر الفتن وأصل الفساد .
( ونُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ » - التخويف - « إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ) . أنذر اللَّه المشركين وخوفهم بشتى الأساليب . . . ولكن لا حياة لمن تنادي ، بل زادهم الانذار والتخويف تماديا في الغي والضلال ، لأنهم لا يتحركون إلا بوحي المصالح والمنافع ، أما الحجج الدامغة والأخلاق والقيم فكلام وأحلام .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|