أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-23
193
التاريخ: 7-4-2016
2533
التاريخ: 6-12-2015
1980
التاريخ: 6-12-2015
3386
|
«الانتظار» : يُطلق عادةً على حالة من يشعر بعدم الارتياح من الوضع الموجود، ويسعى من أجل ايجاد وضع أفضل.
ومثله كمثل المريض الذي ينتظر تحسن حالته، أو الأب الذي يعيش حالة انتظار عودة ولده من السفر، أو مَن يشعر بعدم الارتياح من مرض أو فراق الولد ويسعى من أجل وضعٍ أفضل.
وكذا الحال بالنسبة للتاجر الذي يشعر بعدم الارتياح من وضع السوق المضطرب ويعيش الانتظار كي تنتهي الأزمة الاقتصادية، فانه يعيش كلا الحالتين «عدم الانسجام مع الوضع الموجود»، و «السعي من أجل وضعٍ أفضل».
وبناءً على ذلك فإنّ مسألة انتظار حكومة الحق والعدالة للإمام «المهدي» وقيام المصلح العالمي مركّبة في الواقع من عنصرين، عنصر «النفي» وعنصر «الإثبات». ويمثل عنصر النفي عدم الانسجام مع الوضع الموجود، ويمثل عنصر الإثبات السعي من أجل الحصول على الوضع الأفضل.
وإن حلّت هاتان الخصلتان بصورة متجذرة في روح الإنسان فستكونان مصدراً لنوعين من الأعمال الواسعة الشاملة.
وهذان النوعان من الاعمال يتمثلان بترك أي نوع من أنواع التعاون والانسجام مع عوامل الظلم والفساد، وحتى النضال والاشتباك معها من جهة، وبناء الذات واعدادها والمحافظة عليها من الزلل، واكتساب الاستعدادات الجسمية والروحية والمادية والمعنوية من أجل تبلور تلك الحكومة العالمية والشعبية الموحّدة من جهة اخرى.
ولو تأملنا جيداً نرى أنّ كلًا منها يعدُ بنّاءً وعامل تحرّكٍ ووعيٍ ويقظة.
ومع أخذ المفهوم الأساس «للانتظار» بنظر الاعتبار يمكن أن نُدرك جيدا معنى الروايات المتعددة التي نقلناها آنفاً بشأن البشارة، ونتيجة عمل المنتظرين. والآن نفهم لماذا عُدَّ المنتظرون الحقيقيون أحياناً كالذين مع المهدي عليه السلام في فسطاطه، أو تحت لوائِهِ، أو كالضارب بسيفه في سبيل اللَّه، أو المتشحط بدمه، أو المستشهد؟
أليست هذه الحالات إشارة إلى المراحل المختلفة، ودرجات الجهاد في سبيل الحق والعدالة، والتي تتناسب مع مقدار الاستعداد ودرجة انتظار الأفراد؟
أَي، كما أنّ ميزان تضحية المجاهدين في سبيل اللَّه ودورهم متفاوت فيما بينهم، فإنّ الانتظار وبناء الذات والاستعداد له درجات متفاوتة أيضاً، بحيث إنّ كلًا منها يتشابه مع ما يقابلها من حيث «المقدمات» و «النتيجة»، فكلاهما يمثلان الجهاد، وكلاهما يريدان الاستعداد وبناء الذات، فمن كان في فسطاط قائد مثل تلك الحكومة أي في مركز القيادة العامة لحكومة عالمية لا يسعه أن يكون فرداً غافلًا وغير مبال، لأنَّ ذلك المكان ليس لكائن مَنْ كان، إنّه مكان أولئك الذين يليقون حقاً بتلك المنزلة والأهميّة.
وكذلك فإنّ الذي يحمل السلاح بيده ويقاتل بين يدي قائد هذه الثورة ضد المخالفين لحكومته، حكومة الصلح والسلام والعدالة، لابدّ وأن يمتلك استعداداً روحياً وفكرياً وقتالياً عالياً.
ولغرض المزيد من الاطلاع على الآثار الواقعية لانتظار ظهور المهدي عليه السلام نرجو الالتفات إلى التوضيح التالي :
الانتظار يعني الاستعداد التام :
لو كنت ظالماً ومضطهداً كيف يمكن أن أنتظر فرداً تكون دماء الظلمة طعمة لسيفه؟
لو كنت ملوثاً نجساً كيف بوسعي أن أكون في انتظار ثورةٍ ستأتي شرارتها على حضائر النجسين والملوثين؟
فالجيش الذي ينتظر أن يخوض حرباً شعواء يجب أن يعمل على رفع الاستعداد القتالي لأفراده، ويؤجج فيهم روح الثورة، ويعمل على إصلاح أي نقطة ضعف فيه.
لأنّ كيفية «الانتظار» تتناسب دائماً مع الهدف الذي نحن بانتظاره.
انتظار مسافر عائد من سفره.
انتظار عودة أحد الأحبّة الأعزاء.
انتظار حلول موسم جني الثمار من الأشجار وحصاد المحصول.
وكل نوع من حالات الانتظار هذه ممزوج بنوعٍ من الاستعداد، ففي احداها لابدّ من اعداد البيت وتوفير وسائل الاستقبال، وفي الاخرى تهيئة الأدوات اللازمة، كالمنجل.
من هنا لكم أن تنظروا إلى أنّ الذين ينتظرون قيام مصلحٍ عالميٍ كبير فإنّهم ينتظرون في الواقع ثورةً وانقلاباً وتحولًا يعدُ من أوسع واشمل الثورات الإنسانية على مرّ تاريخ البشرية.
إنّهم ينتظرون انقلاباً مغايراً للثورات السابقة التي كانت تفتقر إلى الصيغة المنطقية في محتواها، بل ثورة عامة شاملة لجميع الشؤون والجوانب الحياتية للبشرية، ثورة سياسية وثقافية واقتصادية وأخلاقية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|