أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-1-2019
2623
التاريخ: 27-4-2018
13863
التاريخ: 20-6-2017
9732
التاريخ: 21-6-2017
1650
|
دانَ كبيرهم سلجوق بن دقاق بالإسلام منذ أن فارق بيغوخان ملك الترك واحتلَّ دار المسلمين في القرن العاشر للميلاد، وكان من هؤلاء الترك كثير في قصور الخلفاء العباسيين، وبقَوا خاضعين لخمس دول نشأت في فارس، وكرمان، والشام، وحلب، وبلاد الروم، وأعظم من اشتهر منهم في الحروب والغزوات والفتوح: طغرلبك، وألب أرسلان، إلا أنه لم يقُم فيهم مَن نَشَّط العلم والعلماء؛ إذ إن عنصر الترك مُخَرِّب ومُدَمِّر، لا مُشَيِّد ومُعَمِّر، وهو عارٍ من الخصال الحميدة، مشهور بالخصال الذميمة. غير أنه نهض في عصر السلطان ألب أرسلان وابنه ملكشاه وزير كبير خطير فارسي المحتد، طوسي المولد، دهقاني الدم، هو خواجه بزرك قوام الدين نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق رضي فزيَّن أيامهم بما أبقاه من الآثار الجليلة التي تُطَيِّب ذكره، فكان يُلاطف الجميع ويُعاملهم أحسن معاملة، حتى مشى في ركابه سلطان العرب مسلم بن قريش، وكان ملوك الأطراف يقبلون كتفه جلالًا له ويتشرفون بلبس خُلَعه، وبقي في صدر الوزارة ثلاثين سنة. وفي أيامه كان الآباء يعنون بتربية أبنائهم ليحضروهم في مجلسه؛ لأنه كان يرشح كل أحد لمنصبٍ يصلح له بمقدار ما يرى فيه من الفضل والكمال، ومن وجده في بلدة قد امتاز بعلمه وأدبه بنى له مدرسة ووقف عليها وقفًا، وأنشأ فيها دار كتب، والمدرسة التي طبَّقت شهرته في الخافقين هي النظامية في بغداد، على ما أشرنا إليه، وعلى مثالها أنشأ الخلفاء بعده مدارسهم. وظهر من تدبيره في سياسة الممالك ما بعث سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي إلى أن يقول عن الأعاجم كلامه المشهور الذي يُعاد عند ذكر كل نابغة من نوابغهم: «عجبتُ لهؤلاء الأعاجم، ملكوا ألف سنة فلم يحتاجوا إلينا ساعة، وملكنا مائة سنة فلم نستغنِ عنهم ساعة.» وفي زمن نظام الملك نشأت طبقات الكُتَّاب المجيدين، مثل: ابن الصباغ صاحب الشامل، وأبو الوليد الباجي، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي، والمتولي، وإمام الحرمين، والدامغاني الحنفي، وابن فضالة المجاشعي، والبزدوي شيخ الحنفية، والكيا الهراسي، والشاشي، والأبيوردي اللغوي، وأبو نعيم صاحب الحلية، وأبو زيد الدبوسي، وأبو الحسين البصري المعتزلي، ومكي صاحب الإعراب، والشيخ أبو محمد الجويني، والمهدوي صاحب التفسير، والإقليلي، والثمانيني، وأبو عمرو الدواني، والخليل صاحب الإرشاد، وسليم الرازي، وأبو عثمان الصابوني، وابن بطَّال شارح البخاري، والقاضي أبو الطيب الطبري، وابن شيطي المقرئ، وابن بابشاذ، والقضاعي صاحب الشهاب، وابن برهان النحوي، والبيهقي، والهذلي صاحب الكمال في القراءات وغيرهم؛ ولم يزل باب الوزير مجمع الفُضلاء وملجأ العلماء حتى قُتل، اعترضه يومًا في طريقه صبي بهيئة صوفي معه قصة، فدعاه وسأله وتناولها، فمدَّ يده ليأخذها، فضربه بسكينٍ في فؤاده، فحُمل إلى قصره فمات، وقُتل القاتل في الحال. وقيل إن السلطان هو الذي دسَّ عليه مَن قتله، فإنه سئم طول حياته واستكثر ما بيده من الإقطاعات. وامتدَّت رقعة السلطنة السلجوقية في نحو أواخر القرن الحادي عشر للميلاد، من بحر قزوين إلى بحر الروم، ومن بلاد كاشغر إلى ديار اليمن، وكان فيها من الأمصار: أصبهان، ونيسابور، وبلخ، وهراة، وبغداد، والموصل. وأخذ الاختلال يدبُّ في هذه المملكة العريضة الواسعة الأرجاء في عهد ملكشاه. وبعد وفاة سنجر (في القرن الثاني عشر للميلاد)، وهو آخر أبناء ملكشاه، قُسِّمَت المملكة بين الأمراء الغورية والخوارزمية والأتابكية. وممَّا عجَّل في انتقاضها المعاركُ الداخلية، ومحاربات الصليبيين، وغزوات المغول (في عصري جنكيز خان وهولاكو)، حتى قضت على مملكة السلاجقة في بلاد الروم، فانقرضت دولتهم في سنة 1307 مع علاء الدين الثالث، فتجزَّأت حتى صارت نحو عشرة أجزاء استقل كلٌّ منها بنفسه، ثم اضمحل الكل في المائة الرابعة عشرة للميلاد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يواصل إقامة دوراته القرآنية لطلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف
|
|
|