المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



رجع إلى أخبار صفوان  
  
938   02:58 صباحاً   التاريخ: 2024-01-07
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج5، ص: 71-74
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-25 838
التاريخ: 30-12-2022 1199
التاريخ: 2024-05-02 460
التاريخ: 2024-01-31 860

رجع إلى أخبار صفوان بن إدريس -رحمه الله تعالى- فنقول: ومن شعر صفوان قوله:

قلنا وقد شام الحسام مخوفاً ... رشأ بعادية الضراغم عابث

هل سيفه من طرفه أم طرفه ... من سيفه أم ذاك طرف ثالث

وقوله:

غيري يروع بسيفه ... رشأ تشاجع ساخرا

إن كف عني طرفه ... فالسيف أضعف ناصرا

وقال صفوان المذكور رحمه الله تعالى: حييت بعض أصحابنا بزهرة سوسن، فقال:

حيا بسوسنة أبو بحر

فقلت مجيزاً:

نضراء تفضح يانع الزهر ...

عجباً لها لم تذوها يده ... من طول ما مكثت على الصدر

 

71

وقال أيضاً: ماشيت الوزير الكاتب أبا محمد ابن حامد يوماً، فاتفق أن قال لأمر تذكره:

بين الكثيب ومنبت السدر ... ريم غدا مثواه في صدري

فقلت أجيزه:

لوشاحه قلم بلا ألم ... ولقرطه خفق بلا ذعر

لو كنت قد أنصفت مقلته ... برأت هاروتاً من السحر

أو كنت أقضي حق مرشفه ... أعرضت لا ورعاً عن الخمر

وناولته يوماً وردة مغلقة، فقال:

ومحمرة تختال في ثوب سندس ... كوجنة محبوب أطل عذاره

فقلت أجيزه:

كتطريف كف قد أحاطت بنانها ... بقلب محب ليس يخبو أواره

وقال: رآني الوزير أبو إسحاق وأنا أقيد أشعاراً من ظهر دفتر فقال:

ماذا الذي يكتب الوزير ...

قلت:

بدائع ما لها نظير ...

فقال:

در ولكنه نظيم ... من خير أسلاكه السطور

فقلت:

من أظهر الكتب أقتنيها ... وخل ما تحتوي البحور

بتلك تزهو النحور، لكن ... بهذه تزدهي الصدور

 

72

ولكن الإنصاف واجب، هو قال المعنى الأخير نثراً وأنا سبكته نظماً.

وقال: جلسنا بعض العشايا بالولجة خارج مرسية، والنسيم يهب على النهر، فقال أبو محمد ابن حامد:

هب النسيم وماء النهر يطرد

فقلت على جهة المداعبة، لا الإجازة:

                                                ونار شوقي في الأحشاء تتقد

فقال أبو محمد: ما الذي يجمع بين هذا العجز وذاك الصدر فقلت: أنا أجمع بينهما، ثم قلت:

فصاغ من ماءه درعاً مفضضة ... وزاد قلبي وقداً للذي يجد

وإنما شب أحشائي لحاجته ... إذ ليس دون لهيب يصنع الزرد

وخطرنا بلقنت على ثمرة تهزها الريح فقال أبو محمد:

وسرحة كاللواء تهفو ... بعطفها هبة الرياح

فقلت:

كأن أعطافها سقتها ... كف النعامى كؤوس راح

فقال:

إذا انتحاها النسيم هزت ... أعطافها هزة السماح

فقلت:

كأن أغصانها كرام ... تقابل الضيف بارتياح

 

73

ولصفوان رحمه الله:

تحية الله وطيب السلام ... على رسول الله خير الأنام

على الذي فتح باب الهدى ... وقال للناس: ادخلوا بسلام

بدر الهدى، غيم الندى والسدى ... وما عسى أن يتناهى الكلام

تحية تهزأ أنفاسها ... بالمسك، لا أرضى بمسك الختام

تخصه مني ولا تنثني ... عن أهله الصيد السراة الكرام

وقدرهم أرفع لكنني ... لم ألف أعلى لفظة من كرام

وقال:

يقولون لي لما ركبت بطالتي ... ركوب فتى جم الغواية معتدي

أعندك شيء ترتجي أن تناله ... فقلت: نعم عندي شفاعة أحمد

صلى الله عليه وسلم، وشرف وكرم، ومجد وعظم، وبارك وأنعم، ووالى وكمل وأتم.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.