المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

بواعث الثورة لدى الثائرين
22-11-2017
Collagen proteoglycans gene
15-10-2020
السرير النهري
3-1-2016
الركن المعنوي للجرائم المخلة بالشرف الواقعة على الأشخاص
2024-09-24
انعكاس الضوء
20-7-2016
تروك الصلاة
10-10-2018


العوامل التي توجب ظن السوء  
  
981   11:54 صباحاً   التاريخ: 2024-01-06
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 104 ــ 105
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

يجب ان نعرف كيفية نشوء هذا المرض الأخلاقي ومن أين ينشأ. وها نحن نذكر بعض العوامل:

1ـ نجد أحياناً ان التلوث الروحي للإنسان نفسه يوجب ظنه السيء بالآخرين تماماً كما ان الكثير من حسن الظن قائم على أساس الصفاء الباطني والطهارة القلبية ذلك ان الإنسان وفقاً للمبدأ العام (القياس على النفس) يتصور الناس خيرين أو شريرين ويجعل نفسه مقياس حسن الناس وقبحهم وهكذا الحوادث ومن هنا قيل: (ان الكافر يتصور الناس على دينه).

2ـ وقد يحصل ظن السوء على أثر الحكم المسبق على الأشياء فمثلاً: نجد شخصاً يمر عليه صديقه مرة فلا يهتم به.. وبدل أن يجعل ذلك على محمل حسن كأن يكون الصديق في حالة تفكر في أمر قد أهمه فلم يلتفت ... يجد هذا الشخص يحكم على صديقه حكماً جائراً بانه غير صادق في صداقته وانه لم يعتن به لخبث باطني لديه وانه كذا وكذا... في حين انه لو تأمل قليلا فعسى يتوضح له ان عدم الاعتناء المذكور كان على أساس عدم الإلتفات لا عدم الاعتناء.

3ـ ان التكبر والأنانية يمكن ان يكونا عاملين أساسين لظن السوء، فان التمايل نحو العظمة والشموخ على الآخرين موجود لدى الكثير من الأشخاص ولان الناس لا يستطيعون ان يحرزوا العظمة والتوافق في كل مكان وبالنسبة لكل الآخرين فان هؤلاء يسعون لإثبات عظمتهم وتعاليهم عن طريق تحطيم الآخرين وتصغيرهم، وارضاء هذا الميل الخبيث لديهم بذلك وهم بالتالي يصوغون في أذهانهم للآخرين نقاط ضعف تجعلهم هم أعلى منهم.

4ـ كما ان لمجالسة أهل السوء والفساد أثر مباشر في تكوين هذا الإنحراف، فان نفس الإنسان تتلون بصفة الجليس فهي بالتالي تظن السوء بالنسبة لكل أولئك الخيرين الذين لا ينسجمون معها... وجاء في الرواية ان (مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار) (1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، ج 74، ص 197. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.