أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-11
1031
التاريخ: 2023-12-14
893
التاريخ: 12-11-2016
917
التاريخ: 12-11-2016
1310
|
نذكر هنا نصًّا كاملًا لما أورده الدياربكري نقلًا عن ابن إسحاق في الجزء الأول من كتابه «الخميس في تاريخ أنفس نفيس» عن حكم الحبشة لليمن: أقام أرياط السنين باليمن يحكمها باسم نجاشي الحبشة، ثم نازعه أبرهة الحبشي، حتى تفرقت الحبشة عليهما، فانحاز إلى كل واحد منهم طائفة منهم، ثم سار أحدهما إلى الآخر، فلما تقارب الناس أرسل أبرهة إلى أرياط: إنك لا تصنع أن تلقى الحبشة بعضها ببعض حتى تفنيها شيئًا بعد شيء، فابرزْ إليَّ وأبرزُ إليك، فأينا أصاب صاحبه انصرف إليه جنده، فأرسل إليه أرياط: أنصفت، فخرج إليه أبرهة وكان رجلًا لحيمًا قصيرًا وكان ذا دين في النصرانية، وخرج إليه أرياط وكان رجلًا جميلًا طويلًا وفي يده حربة، وخلف أبرهة غلام له يمنع ظهره، فرفع أرياط الحربة فضرب بها أبرهة يريد يافوخه، فوقعت الحربة على جبهة أبرهة فشرمت حاجبه وأنفه وعينه وشفته، فبذلك سُمي أبرهة الأشرم، وحمل الغلام على أرياط من خلف أبرهة فقتله وانصرف جند أرياط إلى أبرهة فاجتمعت عليه الحبشة باليمن، فلما بلغ ذلك النجاشي غضب غضبًا شديدًا، وقال: عدا عليَّ وعدا على أميري فقتله من غير أمري. ثم حلف لا يدع أبرهة حتى يطأ بلاده ويجز ناصيته، فحلق أبرهة رأسه وملأ جرابًا من تراب اليمن ثم بعث به إلى النجاشي، ثم كتب إليه: أيها الملك إنما كان أرياط عبدك وأنا عبدك، اختلفنا في أمرك إلا أني كنت أقوى على أمر الحبشة، وأضبط لها وأسوس منه، وقد حلقت رأسي كله حين بلغني قسم الملك وبعثت إليه بجراب من تراب أرضي ليضعه تحت قدميه فتبر قسمه فيَّ، فلما انتهى ذلك إلى النجاشي رضي عنه وكتب إليه أن اثبت بأرض اليمن حتى يأتيك أمري، وأقام أبرهة باليمن.
(أ) محاولة أبرهة غزو الكعبة
لما دام ملك أبرهة باليمن وتمكن به بنى القليس — وهي تحريف للكلمة اليونانية إكليزيا ومعناها كنيسة — بصنعاء وهي كنيسة لم يُرَ مثلها في زمنها، ثم كتب إلى النجاشي: إني قد بنيت كنيسة لم يُرَ مثلها، ولستُ بمنتهٍ حتى أصرف إليها حج العرب، فلما تحدثت العرب بذلك غضب رجلان من قبيلة، فقيم فأتيا الكنيسة فدنسا قداستها ثم لحقا بأهلهما، فأُخْبِرَ بذلك أبرهة وعرف أنهما وثنيين من أهل البيت الذي تحجه العرب بمكة، فغضب وحلف ليسيرنَّ إلى البيت فيهدمه، وأمر الحبشة فتجهزت، وكان مع الجيش ثلاثة عشر فيلًا بينها فيل كبير اسمه محمود «وكلمة محمود تحريف للفظ ماموث Mammoth ومعناها فيل»، وخرج على الجيش رجل من أشراف اليمن يقال له ذو نفر فقاتلهم، فهُزِمَ ذو نفر وأُخِذَ أسيرًا، ثم خرج عليه نفيل الخثعمي فانهزم نفيل وأُخِذَ أسيرًا، فضمن لأبرهة أن يدله على الطريق، ومر على الطائف فبعثت معه ثقيف أبا رغال ليدله على الطريق حتى أنزله المغمس، فلما نزله مات أبو رغال فرجمت العرب قبره، وبعث أبرهة نفرًا إلى مكة فساق أموال أهلها وساق فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، ثم بعث واحدًا من حمير إلى مكة فقال: سل عن سيد قريش وقل له: إنني ما جئت لحربكم بل جئت لهدم هذا البيت، وانطلق عبد المطلب مع الحميري إلى أبرهة فأذن له بالدخول، وكان عبد المطلب رجلًا عظيمًا جليلًا وسيمًا، فلما رآه أبرهة أجلَّه وأكرمه، فنزل عن سريره وأجلسه إلى جنبه على بساط وقال لترجمانه: قل له: ما حاجتك؟ فقال عبد المطلب: حاجتي أن يرد عليَّ مائتي بعير أصابها لي. فقال أبرهة: كنتَ أعجبتني حين رأيتك، ثم زهدت فيك حين كلمتني، أتكلمني في إبلك وتترك بيتًا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه؟! فقال عبد المطلب: أنا رب الإبل وللبيت رب يمنعه، وأمر أبرهة برد إبله إليه، وانصرف عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم الخبر، فأخذوا يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة، ثم انطلقوا إلى شعف الجبال فتحرزوا فيها، وحاول أبرهة توجيه الفيل إلى مكة، فألقى الفيل نفسه إلى الأرض، فوجهوه راجعًا إلى اليمن فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام وإلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى مكة فسقط إلى الأرض، ثم أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل من البحر، يقول ابن الأثير: إنها أمثال الخطاطيف، مع كل طير منها ثلاثة أحجار تحملها، حجر في منقاره وحجرين في رجليه، فقذفتهم بها، وهي مثل الحِمِّص والعدس … إلخ.
وكانت النتيجة أن انهزم جيش أبرهة وفشلت حملته.
وكان سبب تدمير الجيش الحبشي انتشار الجدري، وهو الذي أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: (تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ) وهذا العام الذي حدثت فيه هزيمة الحبشة هو المعروف بعام الفيل نسبة إلى الفيل الذي رآه العرب لأول مرة في هذه الحملة، وفي هذا العام ويقابل 571 كان ميلاد النبي عليه الصلاة والسلام.
لم يكد يعود أبرهة إلى اليمن حتى مات، فملك بعده ابنه يكسوم، فأساء السيرة في اليمن وأذلهم، وتولى بعده أخوه مسروق فسار على خطته، فلما اشتد البلاء على أهل اليمن فكروا في التخلص من الحبشة بأي ثمن كان، وقاد حركتهم هذه رجل من الأشراف يُسمى ذو يزن كان قد اعتدى أبرهة على زوجه، فاستنصر عليه كسرى فأبطأ عليه حتى مات ببابه، وتولى ابنه سيف بن ذي يزن قيادة الحركة من بعده، وسيف بن ذي يزن هذا بطل من أبطال القصص والتاريخ معًا، والظاهر أن الحركة الوطنية في اليمن ضد الأحباش لقيت في آخر الأمر تعضيدًا من فارس؛ لأن الأحباش هم صنائع عدوتها بيزنطة، على أن الغريب في الأمر أن سيف بن ذي يزن، وهو يعتقد أن اليمن لا يمكن أن تتخلص من الأحباش إلا بتدخل أجنبي، لم يلتمس التدخل من فارس مباشرة، إنما لجأ إلى قيصر الروم بالقسطنطينية، وكان طبيعيًّا أن لا يعير قيصر الروم أمره اهتمامًا؛ لأنه هو الذي حرك الأحباش لغزو اليمن، فولى وجهه شطر النعمان بن المنذر ملك الحيرة يطلب إليه تقديمه لكسرى ملك الفرس لعرض قضيته، وقبل النعمان بن المنذر الوساطة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|