المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

حامض الخل Ethanoic Acid
27-3-2018
الولد والمجتمع / السلوك الاجتماعي للأولاد
2024-07-28
شاعرية العرب
22-03-2015
Group 17: The Halogens
25-7-2020
الحسين بن أحمد بن بطَّويه
21-06-2015
تقسيم طوائف النحل
2/11/2022


صفة الحسن (عليه السلام) في خلقه وحليته  
  
3549   04:27 مساءً   التاريخ: 20-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص365-366
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

روي عن الغزالي في الاحياء والمكي في قوت القلوب ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال للحسن (عليه السلام) اشبهت خلقي وخلقي .

وقال المفيد في الارشاد كان الحسن (عليه السلام) أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) خلقا وهيأة وهديا وسؤددا .

وفي أسد الغابة بسنده عن انس بن مالك لم يكن أحد أشبه برسول الله (صلى الله عليه وآله) من الحسن بن علي وروى البغوي الحسين بن مسعود في كتابه مصابيح السنة عن انس بن مالك مثله وزاد : وقال في الحسين أيضا كان أشبههم برسول الله (صلى الله عليه وآله) أقول قال ذلك انس لما رأى رأس الحسين (عليه السلام) بين يدي ابن زياد .

والجمع بين الحديثين يقتضي أن يكون الحسن أشبه الناس به ما عدا الحسين ، والحسين أشبه به ما عدا الحسن وحاصله انه لم يكن أحد أشبه برسول الله (صلى الله عليه وآله) منهما (عليهما السلام) وقد يجمع بينهما بما رواه أحمد بن حنبل في مسنده بسنده عن علي (عليه السلام) أنه قال الحسن أشبه برسول الله (صلى الله عليه وآله) ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه ما أسفل من ذلك (اه) ويمكن أن يجمع بينهما بان الحسن كان في حياته أشبه برسول الله (صلى الله عليه وآله) من أخيه الحسين ومن جميع الناس وبعد وفاة الحسن (عليه السلام) صار الحسين (عليه السلام) أشبه بجده من بقية الناس وحاصله ان الحسين أشبه به (صلى الله عليه وآله) بعد الحسن ولكن قد ينافي ذلك ما حكي عن الزهراء (عليها السلام) انها كانت ترقص الحسن (عليه السلام) وتقول :

أشبه أباك يا حسن * واخلع عن الحق الرسن

وأعبد إلها ذا منن * ولا توال ذا الإحن

وقالت للحسين (عليه السلام) :

أنت شبيه بأبي * لست شبيها بعلي

مع امكان الجمع أيضا بإرادة الشبه من بعض الجهات دون بعض لا عموم الشبه من جميع الوجوه والله أعلم ؛ وكيف كان فمما جاء في صفته (عليه السلام) ما رواه غير واحد من العلماء منهم ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة مرفوعا إلى أحمد بن محمد بن أيوب المقبري وغيره قالوا : كان الحسن (عليه السلام) أبيض اللون مشربا بحمرة أدعج العينين سهل الخدين دقيق المسربة  كث اللحية ذا وفرة كان عنقه بريق فضة عظيم الكراديس بعيد ما بين المنكبين ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير مليحا من أحسن الناس وجها وكان يخضب بالسواد وكان جعد الشعر حسن البدن وقال ابن سعد : كان الحسن والحسين يخضبان بالسواد (اه) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.