أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-04
971
التاريخ: 2024-08-03
420
التاريخ: 2023-10-29
689
التاريخ: 2023-12-24
1001
|
وأَوَّلُ ما فعله هذا الفسيلفس الأرمني أَنْ أَقْسَمَ يمينَ الولاء للكنيسة، وقطع وعدًا بأنْ يُحافظ على عقائدها ومصالحها، ثم عُني بأسوار العاصمة للصمود في وجه البلغار الذين ما فَتئوا يصدمونها، وكان خاقانُهُم كرومُّ يحاول إرهاب السكان بذبح الأبرياء عند الأسوار، ولكن في ربيع السنة 814 بينما كان هذا الخاقان يعد هجومًا جديدًا على العاصمة البيزنطية فاجأتْه المنية، وكان ذلك في الرابع عشر من نيسان، فاضطر ابنُهُ أن يُصالح الروم؛ ليتسنى له توطيدُ العرش، فسالمهم ثلاثين سنة، وسلِمت القسطنطينية من هجمات البلغار ثمانين سنة (1) . وكان لاوون وصوليًّا في سياسته، وكان يعتمد على جُنُودٍ آسيويين لا يحترمون الأيقونات ولا يرغبون في تكريمها، فما إن استتب له الأمرُ وتَخَلَّصَ مِنْ خطر البلغار حتى نكث يمينه ونبذ عهد الولاء للكنيسة، وكان مراوغًا مداورًا، فبث — بادئ ذي بدء — في الأوساط الرسمية وغير الرسمية أن ما حَلَّ بالدولة من ضَعْفٍ وما أَحْدَقَ بها مِنْ خَطَرٍ إنما نَشَأَ عن العَوْدَةِ إلى تكريم الأيقونات وتَقْدِيسِهَا. وبَعْدَ أَنْ تمكن من جمع قرارات مجمع السنة 754 عقد مجلسًا في القصر ضَمَّ بعض وجهاء الطرفين المتخاصمين، ممن قال بالأيقونات وممن حرَّمها، ودعا البطريرك نيقيفوروس إلى هذا المجلس في خريف السنة 814 وثيودوروس رئيس دير الأستوديين وطلب إلى المجتمعين أن يبحثوا في أمر الأيقونات، فأجابه ثيودوروس — بصراحة وشدة — أن البحث في الأُمُور الدينية منوطٌ برجال الدين، وأن الواجب على الفسيلفس أَنْ يُطيع هؤلاء في أُمُور الدين لا أن يغتصب دورهم اغتصابًا، وأن للفسيلفس أن يعنَى بما سوى ذلك (2). فأجاب لاوون بأنه لا يرغب في حمل الناس على الاستشهاد، وفي عيد الميلاد من هذه السنة استمع للقداس الإلهي في كنيسة الحكمة الإلهية مظهرًا الخشوع مكرمًا الأيقونات، ولكنه في ربيع السنة 815 ألقى القبض على البطريرك نيقيفوروس ونفاه إلى خريسوبوليس وأقام في موضعه علمانيًّا يدعى ثيودوتوس، ثم عقد مجمعًا محليًّا في نيسان من السنة نفسها في كنيسة الحكمة الإلهية ثبَّت فيه مقررات مجمع السنة 754 وحرَّم تكريم الأيقونات (3). على أن لاوون الخامس كان أقل إسراعًا ممن سبقه إلى محاربة الأيقونات، مع أن مقاومة من كرَّم الأيقونات كانت أَشَدَّ وأقوى مِن ذي قبل، فاكتفى لاوون بنفي الأساقفة والرهبان وبحبسهم، نفى ثيودوروس مثلًا إلى بيثينية ثم إلى أزمير. وهذا المجاهد بقي قويًّا شديدًا، فكتب من سجنه في أزمير في السنة 819 يشدد عزائم الرهبان كما أنه استغاث ببابا رومة وببطاركة الشرق الثلاثة (4). وأشرك لاوون ابنه في الحكم وظن أنه بذلك يؤسس أسرة حاكمة، ولكن رفاقه في السلاح الذين عاونوه في الوصول إلى الحكم — وفي طليعتهم ميخائيل العموري — لم يرضَوا عن مسلكه فتآمروا عليه، واكتشف لاوون هذه المؤامرةَ وقذف بميخائيل إلى السجن، ولكنه أَجَّلَ عقابه حتى عيد الميلاد، وترك شركاءَه في المؤامرة أحرارًا، فعزم هؤلاء وأصدقاؤهم على أَنْ يضربوا ضَرْبَتَهم قبل أن ينكشف أَمْرُهُم، وقرروا أن يذبحوا لاوون في كنيسته الخاصة عند حضوره القداس؛ لأنه كان لا يقترب من القربان المقدس حاملًا السلاح. وهكذا، حضر المتآمرون قداس الميلاد وهاجموا لاوون في أثناء صلاة التوبة، فاختطف هو الصليب المعدني الثقيل من المذبح وضرب به بعض الذين هاجموه، ولكنهم تكاثروا عليه وذبحوه على مقربة من المذبح وأخرجوا ميخائيل من سجنه وتوَّجوه فسيلفسًا قبل أن تكسر قيوده الحديدية (5).
.......................................
1- Runcimann, S., First Bulgarian Empire, 72–75
2- Runcimann, S., First Bulgarian Empire, 72–75
3- Theophanes, Chron., 1033–1036
4- Vie de St. Georges d’Amastris, 110–136
5-Anonyme (Scriptor Incerius), Vie de Léon l’Arménien, Pal. Graeca; Legende ArabeByzantion, 1939, 383 sq
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|