أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-05
1129
التاريخ: 2023-10-22
772
التاريخ: 2023-10-01
1212
التاريخ: 2023-11-12
1094
|
وكان تشامخ الفسيلفس الإسكندر قد أدَّى إلى اندلاع نار الحرب ثانيةً بين الروم والبلغار، فاستغل سمعان ملك البلغار هذه القلاقل الداخلية وظهر بجيوشه أمام أسوار القسطنطينية في صيف السنة 913، وفي السنة 914 استولى على أندرينوبل، وسحق في السنة 917 جيشًا بيزنطيًّا بالقرب من أنخيالوس، فاضطر البطريرك نيقولاووس الوصي أن يستعطف الملك البلغاري تارة، ويتهدده تارة أخرى، وعبثًا حاول ساسة الروم إلهاء سمعان باستهواء البتشناغ الأتراك الذين كانوا قد احتلوا ما وقع بين الدانوب والدنيبر، وباسترضاء القبائل الصربية وزجها في ميدان القتال. واستولى سمعان على جميع تراقية وكل مقدونية، ولم يبقَ أمامه سوى اقتحام القسطنطينية نفسها، فجاءَها محاصرًا في السنة 924، وطاف به جنوده إزاء أسوار العاصمة محيينه تارة بالفسيلفس وطورًا بإمبراطور البلغار والروم، وآثر هو المفاوضةَ على العنف، فطلب مقابلة الفسيلفس رومانوس، فقبل رومانوس والتجأ إلى كنيسة العذراء مصليًا متضرعًا، ثم لفَّ صدره برداء العذراء العجائبي Maphorion وخرج إلى مقابلة خصمه، فكلَّمه كلامًا مؤثرًا، وكان سمعان قد استنجد المسلمين فلم يُلَبُّوا الطلب، ولم يكن لديه ما يحاصر به العاصمة من البحر فاتعظ وفاوض في أمر الصلح (1)، فكان هذا بدء تقهقر الإمبراطورية البلغارية (2). وكان لسمعان أن استحصل من رومة على لقب الإمبراطور وأن رقى رئيس كنيسته إلى رتبة بطريرك، فمثل حبر رومة في البلقان الدور نفسه الذي كان قد مثله سلفُهُ عندما جعل من كارلوس الكبير إمبراطورًا في الغرب، فمهَّد بعمله هذا إلى انشقاق الكنيسة الأُم إلى كنيستين — كما سنرى. وكان سمعان يحب العلم والعلماء، فأحاط نفسه بهم ونقل إلى البلغارية أفضل مصنفات الروم: تآليف باسيليوس، واثناسيوس، ويوحنا الدمشقي، وخرونيقون ملالاس، وجمع هو بنفسه مختارات شائقة من مواعظ يوحنا الذهبي الفم وأقواله. وتُوُفي سمعان في السنة 927 وخلفه ابن بطرس الصغير، وتولى الوصاية على الملك الطفل جاورجيوس سرسبول، فاستغل الروم الموقف فأعادوا إمارة الصرب إلى الوجود وشملوها برعايتهم وحمايتهم، وهدد المجر الحد الشمالي، وشق بعض أمراء الإقطاع عصا الطاعة، فاضطر سرسبول أن يفاوض الروم في الوصول إلى سِلْم دائم، ووَقَّعَ في السنة 927 معاهدةً مع رومانوس الأول، وأَهَمُّ شُرُوطُ هذه المعاهدة أن الروم أبقوا للبلغار كل ما ضمه سمعان حتى جبال الرودوب، واعترفوا لبطرس بلقب فسيلفس، كما أقروا للكنيسة البلغارية كيانًا مستقلًّا استقلالًا محليًّا، وأزوجوا بطرس من مريم حفيدة رومانوس الأول، فأصبح بطرس «ابن الفسيلفس العزيز» وحليفه، ودامت هذه الصداقة طوال عهد بطرس (927–968)، وعظم شأنُ الروم في بلغارية واكتسحوا الموقف اكتساحًا(3).
.......................................
1- Theophanes Continuatus, 380, 389-390, 405–408; Runciman, S., First Bulgarian Emp., 168ff.
2- Diehl et Marçais, Monde Oriental, 450.
3- Runciman, S., Romanus Lecapenus, 100.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|