أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-06
935
التاريخ: 2024-02-13
1026
التاريخ: 2024-02-21
969
التاريخ: 2023-12-21
1360
|
وانهزم العربُ المسلمون في تهودة — كما أن أشرنا — وانسحبوا من ولاية أفريقية، وكان ما كان من أمر الانقسامات الداخلية بينهم ونُشُوب الثورات على الأمويين في الحجاز وفي العراق وغيرهما، فاستطاع الروم أن يستعيدوا ما كان لهم من نفوذ وسلطة في أفريقية، وجهز عبد الملك بن مروان في السنة 688 جيشًا كبيرًا أَمَّرَ عليه زهير بن قيس وبعثه لاسترداد أفريقية، وذلك رغم انشغاله بثورة عبد الله بن الزبير. وكتب النصر لزهير فقهر كُسَيلةَ في ممس، ثم توغل في البلاد يُخضع قبائلَ البربر الموالية للروم، وترك الروم المسلمين يُطيلون خُطُوط تموينهم، ثم أنزلوا قوةً كبيرة في برقى لتعمل في مؤخرة زهير أو لتفاجئه وهو في طريق العودة إلى مصر، ونشبتْ موقعةٌ في برقة (689) خرَّ فيها زهير صريعًا وانهزم العربُ المسلمون. وفي السنة 695 أَعَدَّ الخليفة الأُموي جيشًا آخرَ وأمَّر عليه حسَّان بن النعمان، فسار حسَّان إلى القيروان وقام منها إلى قرطاجة أعظم مدن الروم وأمنعها، وأوقع بهم هزيمة شنعاء، واستولى على قرطاجة في صيف السنة 697، فانسحب منها الرومُ إلى صقلية، ثم عادوا إلى قرطاجة في خريف السنة نفسها بقيادة البطريق يوحنا فدخلوها عنوةً، وأعاد العرب الكرة عليها في صيف السنة 698 مستعينين هذه المرة بقوة بحرية كبيرة فدخلوها آمنين (1) ونجا القسمُ الأكبرُ من جيش أفريقية، وأبحر الضباط إلى القسطنطينية، ودبروا في أثناء رحلتهم مؤامرة لخلع لاونديوس، وأشركوا معهم في هذه المؤامرة طيباريوس عبسيمروس درونغاريوس الأسطول؛ أي نائب القائد(2)، ولدى انضمامه إليهم بأُسطول بحر إيجه نادوا به فسيلفسًا، فاستولى على العاصمة متخذًا اسمًا له طيباريوس الثالث، وجدع أنف لاونديوس وحبسه في أحد الأديرة (698–705)، ووفق طيباريوس في حروبه ضد العرب واسترد مناطق الحدود التي كان قد فقدها يوستنيانوس ولاونديوس وغزا سورية الشمالية، «ولكن الأهالي والجيش كانوا قد أصبحوا لا يخضعون لسيطرة أحد وكان الفسيلفس لا يستطيع أن يعتمد على أحد وباتت أدنى هزة كافية لقلب عرشه المتداعي« (3). وفرَّ يوستنيانوس الثاني من منفاه، ورسا مركبه في مياه البلغار، وكان تربيل ملك البغار يبحث عن حجة يتذرع بها لغزو الروم، فلما استنصره يوستنيانوس زحف تربيل بجيشه على القسطنطينية، وكان سكان العاصمة آسفين لزوال حكم هرقل وخلفائه، فعاد يوستنيانوس إلى العرش الذي خلع عنه (705)، «وكان قد عوَّل ألَّا يفعل شيئًا إلا أن يثأر لأنفه المبتور»، فأرسل في طلب لاونديوس وطيباريوس وشدَّهما بالحبال جنبًا إلى جنب ووضعهما على الأرض أمام عرشه في الملعب وجلس واتخذ جسميهما موطئًا لقدميه، ثم قطع رأسيهما، وأعدم عددًا من كبار الضباط ورجال البلاط وسمل عيني البطريرك ووضع كثيرين من وجهاء القسطنطينية في أكياس ثم أغرقهم في البوسفور. وفي السنة 711 ثار عليه فيليبيكوس البرداني فدخل العاصمة بينما كان يوستنيانوس في سينوب، ثم قتل يوستنيانوس وقتل ابنه طيباريوس من زوجته ثيودورة الخزرية، وبذلك انتهى أمر الهرقليين بعدما حكموا مائة سنة وسنة، ولكن فيليبيكوس هذا لم يكن سوى رجل لهوٍ ولذةٍ، فقضى وقته (711–713) منصرفًا إلى المتع، ولما كان من أصحاب المشيئة الواحدة فقد عزل البطريرك كيروس إلى دير وأقام يوحنا السادس بطريركًا محله، ثم عقد مجمعًا محليًّا في السنة 712 أجبر فيه الفسيلفس والبطريرك الجديد أساقفته أن يحرقوا أعمال المجمع السادس. حتى إذا كانت السنة 713 اتفق قائدان من قادة الجيش فعزلا فيليبيكوس، وأقام الشعب رئيس كُتَّاب القصر أرتاميوس فسيلفسًا باسم أنسطاسيوس الثاني، فضبط زمام الملك وعزل البطريرك يوحنا السادس وأقام جرمانوس بطريركًا عوضه، وعقد الفسيلفس والبطريرك الجديد مجمعًا محليًّا أيد قرارات المجمع السادس (715)، ولكن في السنة 716 تمرَّد الجُند وأعلنوا خلعه، ونادوا بثيودوسيوس الثالث فسيلفسًا، فاستعفى أنسطاسيوس وأقام راهبًا في دير.
...................................................
1- Becker, K., Exp. of Saracens, Cam. Med. Hist., II, 369-370
وأفضل ما صنف بالعربية في فتح المغرب كتاب الأستاذ حسين مؤنس «فتح العرب للمغرب» (1947)، وفصول الدكتور إبراهيم أحمد العدوي في كتابه «الأمويون والبيزنطيون
2- Tiberius Apsinarus-drungarius.
3- الإمبراطورية البيزنطية لأومان، ص140.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|