المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6197 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



نشأة عمّار (رض) وصفاته وصحبته للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).  
  
949   12:34 صباحاً   التاريخ: 2023-10-14
المؤلف : الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
الكتاب أو المصدر : عمّار بن ياسر.
الجزء والصفحة : ص 26 ـ 30.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /

للحلف أو العهد آثارٌ طيّبة، تعود على المتحالفين بالنفع، إذ يضيف إلى قوتهم قوة وإلى منعتهم منعة، كما يحول دون النيل من كرامة أحد الطرفين المتحالفين، سيما إذا كان ضعيفاً أو لاجئاً اضطرته الظروف إلى حماية نفسه بالحلف، إلا أن المردود السلبي للتحالف يعود بالضرر على الطرف الضعيف فقط؛ لأنّه لا يمكنه بحالٍ الاستقلال عن حليفه القوي في تقرير مصيره، أو اتخاذ موقف معين تمليه عليه إرادته ازاء قضية ما، وقد ظهر ذلك جلياً في محنة الضعفاء والمحالفين المسلمين في مكة.

لقد حالف ياسر أبا حذيفة المخزومي ليحمي نفسه في مكة، وسرى هذا الحلف إلى ولديه عبد الله وعمّار، أمّا سمية، فهي مولاة مملوكة لأبي حذيفة تقضي التقاليد بملكية نسلها له أيضاً لولا أن وهبهم الحرية وأعتقهم، وبذلك غلب على عمّار لقب «حليف بني مخزوم» تارةً، ومولى بني مخزوم، تارةً ثانية.

ومهما يكن، فقد نشأ عمار وعاش هو وأبواه وأخوه في ظل حليفهم أبي حذيفة المخزومي، وبذلك أدرجوا جميعاً في قائمة الضعفاء والدهماء والصعاليك، الذين لا وزن لهم ولا خطر في نظر المجتمع المكي، محكومين غير حاكمين، ومأمورين غير آمرين، وحياة كهذه تبعث على التمرد في غالب الأحيان لما فيها من السأم والتبرم والشعور بالحيف، سيما إذا كانت الطبائع حرةً كريمة لا تألف الذل، ومع هذا فإنّه لم يؤثر عن هذه الأسرة ـ أسرة آل ياسر ـ إلا جميل الذكر وطيب الأثر في سيرتهم وسلوكهم مع حلفائهم بل ساداتهم بني مخزوم.

كانت ولادة عمار في عام الفيل ـ على نحو التقريب ـ كما يستفاد ذلك من قوله: «كنت ترباً لرسول الله» ولم يكن أحد أقرب سناً إلى النبي (صلى الله عليه وآله) منه (1).

وكان أسمر اللون كأنّما عجنت طينته بمسك، مديد القامة، ولد من عائلة الرماح بعيدٌ ما بين منكبيهُ، صيغ تجسيداً للمهابة، أشهل، أصلع، في مقدم رأسه شعرات، وفي قفاه شعرات. طويل الصمت كأنّما تحدّثه الملائكة، سديد الرأي، لا يخدع عن الصواب، راجح العقل ما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، زكي النفس، سخي اليد، هيّاب للحق، جريء به لا يلوى فيه ولا يصرف عنه (2).

نهد نحو الرجولة وهو بعد لم يزل في سن الشباب، فتحلّى بأرفع خصالها فكان فيه عقلٌ ونبلٌ، ومروءة، وبُعدُ نظر، إلى جانب القوة والشجاعة.

هذه السجايا الكريمة ساعدته في تخطي ظروفه الإِجتماعية الصعبة ليصادق سيد شباب مكة محمد بن عبد الله قبل نبوته، صداقةً لا تخرجه عن حدود الأدب بين يديه، وكأنه أدرك فيه سرَّ النبوة التي غيّرت مسار التأريخ.

صاحَبَ محمداً (صلى الله عليه وآله) رغم الفوارق الإِجتماعية الكبرى بينهما، فمحمد بن عبد الله جده عبد المطلب سيد البطحاء بلا منازع، وعمه أبو طالب شيخ الأبطح وزعيمها، والهاشميون بالتالي هم سادة قريش والعرب لا يختلف في ذلك اثنان.

أمّا عمّار، فلاجئ محالف لبني مخزوم، لا يملك دون رأيهم رأياً، وليس له أن يفعل دون إرادتهم شيئاً! الفارق بينهما إذن كبيرٌ جداً، ومع ذلك كان هناك قاسم مشترك جمع بينهما، عقل عمار ونبله وأمانته، وسر النبوة الذي كان لا يزال بعد في مطاوي الغيب يشع من عيني محمد أملاً وصفاءً ورجاء يستقر في قلوب الضعفاء والمقهورين ويميط عن أعينهم طيوف اليأس ووحشة الحياة.

استطاع عمّار أن يصاحب محمداً (صلى الله عليه وآله) في شبابه، وأن يكون أميناً على شؤونه الخاصة، لا يفش له سراً، كما لا يألُ جهداً في إرضائه، فكان يتوخى ما يسره ويؤنسه، شأن الصديق المخلص لصديقه، حتى أنه كان الوسيط في زواجه من أم المؤمنين خديجة.

وكانت خديجة من أكثر أهل مكة ثراءً، وكانت قوافلها تعمل في التجارة بين الشام والحجاز، وكانت من أهل الشرف والمكانة، كما كانت على جانبٍ من الجمال، رغب فيها أشراف مكة وكبراؤها، فرغبت عنهم وردّتهم، وألقى الله في قلبها حُبَّ محمدٍ (صلى الله عليه وآله) فبادرت إلى عرض نفسها للزواج منه.

حدثنا عمار وهو يسرد كيفية زواج النبي (صلى الله عليه وآله) من خديجة، فقال: كنت صديقاً له، فإنّا لنمشي يوماً بين الصفا والمروة إذا بخديجة بنت خويلد وأختها هالة، فلمّا رأت رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاءتني هالة أختها فقالت: يا عمار؛ أما لصاحبك حاجة في خديجة؟ قلت: والله ما أدري، فرجعت فذكرت ذلك له، فقال: ارجع فواضعها (3) وعدها يوماً نأتيها فيه. ففعلت. فلمّا كان ذلك اليوم أرسلت إلى عمّها عمرو بن أسد وسقته ذلك اليوم، ودهنت لحيته بدهن أصفر، وطرحت عليه حبراً، ثم جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) في نفرٍ من أعمامه تقدّمهم أبو طالب.

فخطب أبو طالب، فقال الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم، وذرية إسماعيل، وجعل لنا بيتاً محجوجاً، وحرماً آمناً، وجعلنا الحكّام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه، ثم إنّ ابن أخي محمد بن عبد الله لا يوزن برجل من قريش إلا رجح، ولا يقاس بأحدٍ إلا عظم عنه، وإن كان في المال قلّ (4) فإنّ المال رزق حائل، وظل زائل، وله في خديجة رغبة، وصداق ما سألتموه عاجله من مالي، وله والله خطب عظيم، ونبأ شائع. فتزوجها وانصرف.

قال عمار: فلمّا أصبح عمّها عمرو بن أسد، أنكر ما رأى، فقيل له: هذا ختنك محمد بن عبد الله أهدى لك هذا. قال: ومتى زوجته؟ قيل له: بالأمس؛ قال: ما فعلتُ. قيل له: بلى نشهد أنّك قد فعلت. فلمّا رأى عمرو رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اشهدوا أنّي إن لم أكن زوجته بالأمس، فقد زوجته اليوم (5).

إلى جانب هذا، كان عمّار في تجواله مع النبي (صلى الله عليه وآله) في بطاح مكة وشعابها، وبين الصفا والمروة، وحول البيت، يصغي مسامع قلبه إلى أحاديث النبي وكلماته، فقد كان محمد قبل البعثة يمثل صحوة العقل الإِنساني ونقاء الضمير فيه، كثير التأمل في ظواهر الكون والخلق، شديد التنديد بآلهة قريش وعابديها والمروجين لها، أولئك الذين استحكم الجهل والعمى في نفوسهم فانحرفوا عن المسار الفطري السليم، وجنحوا بالإِنسانية النقية الطاهرة إلى مهاوي الغي والضلال، فابتعدوا عن حنيفية إبراهيم وشرائع الأنبياء، وباعوا ضمائرهم للشيطان يملي عليهم ما يشاء من نواضح كيده، وبهارج زينته، فيتركهم يتخبطون في ظلام الجاهلية، لا يرون أبعد من آنافهم، وهل أذلّ وأضعف وأحقر من إنسان يستعين على أموره بحجرٍ زاعماً أنه الآلهة التي تملك كل شيء وتفعل كل شيء، أو أنها تقربه إلى الله الخالق !؟ جنون يا له من جنون!! كانت أحاديث النبي وكلماته وتنديداته توقض الجانب الإِيماني في نفس عمار، كما تلهب فيه الشعور بالتقصير، تقصير الإِنسان في حق نفسه وربه، وتلفته في نفس الوقت إلى ضرورة العمل في سبيل إنقاذ ذلك المجتمع الغارق في بحر الظلام. يصغي عمار إلى كلمات محمد (صلى الله عليه وآله) وكأنّه يتلقى دورة تدريبيةً تؤهله للقيام بواجباته في المستقبل القريب الذي ينتظره.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) شرح النهج: 10 / 102.

(2) حليف مخزوم / 17.

(3) واضعها: فاتحها في الأمر.

(4) أي قليل المال.

(5) اليعقوبي: 2 / 20.

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)