المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6197 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الفيزياء الصحية health physics
26-11-2019
الخياطة الذاتية Self Splicing
16-1-2020
Mycoplasma
8-3-2016
تحديد الموقع الجغرافي للظواهر المختلفة
27-3-2022
شغل الهيئة و الشغل المُبَدَّد   Configuration work and dissipative work
7-1-2016
نشأة الانسان القديم
15-10-2016


عثمان بن حُنيف الأنصاري (ت / بعد 40 هـ).  
  
2711   11:01 مساءاً   التاريخ: 24-12-2015
المؤلف : السيد على خان المدنى.
الكتاب أو المصدر : الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة
الجزء والصفحة : 381.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /

(عثمان بن حنيف) بضم الحاء المهملة وفتح النون والفاء بعد الياء المثناة من تحت ابن واهب ابن الحكم بن تغلبة بن مخدعة بن الحارث بن عمر الأنصاري ثم الأوسي يكنى أبو عمرو وقيل أبا عبد الله كان أحد الأشراف عمل لعمر ثم لأمير المؤمنين " عليه السلام " وولاه عمر مساحة الأرضين وجبايتها بالعراق وضرب الخراج والجزية على أهلها وولاه أمير المؤمنين " عليه السلام " على البصرة.

قال الفضل بن شاذان: هو من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين.

قال أبو مخنف: وحدثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان الزبير وطلحة أجد السير بعائشة حتى انتهوا إلى حفر أبى موسى الأشعري وهو قريب من البصرة وكتبا إلى عثمان بن حنيف الأنصاري وهو عامل على " عليه السلام " على البصرة ان خل لنا دار الأمان فلما وصل كتابهما إليه بعث إلى الأحنف بن قيس ان هؤلاء القوم قدموا علينا ومعهم زوجة رسول الله والناس إليها سراع كما ترى فقال الأحنف بن قيس انهم جاؤوك بها للطلب بدم عثمان وهم الذين ألبوا على عثمان الناس وسفكوا دمه واراهم والله لا يزايلونا حتى يلقوا العداوة بيننا ويسفكوا دماءنا وأظنهم والله سيركبون منك خاصة ما لا قبل لك به ان تتأهب لهم بالنهوض إليهم فيمن معك من أهل البصرة فإنك اليوم الوالي عليهم وأنت فيهم مطاع فسر إليهم بالناس وبادرهم قبل ان يكونوا معك في دار واحدة فتكون الناس لهم أطوع منهم لك فقال عثمان بن حنيف الرأي ما رأيت لكني أكره الشر وأن أبدأهم به وأرجو العافية والسلامة إلى أن يأتيني كتاب أمير المؤمنين " عليه السلام " ورأيه فاعمل به ثم اتاه بعد الأحنف حكيم بن جبلة العبدي من بنى عمرو بن وديعة فاقرأه كتاب طلحة والزبير فقال له مثل قول الأحنف وأجابه عثمان بمثل جوابه للأحنف فقال له حكيم فأذن لي حتى أسير إليهم بالناس فإن دخلوا في طاعة أمير المؤمنين " عليه السلام " وإلا نابذتهم على سواء فقال عثمان لو كان ذلك رأى لسرت إليهم بنفسي قال حكيم اما والله ان دخلوا عليك هذا المصر لينقلن قلوب كثير من الناس إليهم ولينزلك عن مجلسك هذا وأنت أعلم فأبى عليه عثمان قال وكتب على " عليه السلام " إلى عثمان ما بلغه مشارفة القوم البصرة من عبد الله على أمير المؤمنين إلى عثمان بن حنيف اما بعد فان البغاة عاهدوا الله ثم نكثوا وتوجهوا إلى مصرك وساقهم الشيطان لطلب ما لا يرضى الله والله أشد بأسا وأشد تنكيلا فإذا قدموا عليك فادعهم إلى الطاعة والرجوع إلى الوفاء بالعهد والميثاق الذي فارقونا عليه فان أجابوا فأحسن جوارهم ما داموا عندك وان أبوالا لتمسك بحبل النكث والخلاف فناجزهم القتال حتى يحكم الله بينك وبينهم وهو خير الحاكمين وكتبت كتابي هذا من الربذة وانا معجل المسير إليك إن شاء الله وكتب عبيد الله بن أبي رافع في سنة ست وثلاثين قال فلما وصل كتاب على " عليه السلام " إلى عثمان أرسل إلى أبى الأسود الدئلي وعمران بن  الحصين الخزاعي فأمرهما ان يسيرا حتى يأتياه بعلم القوم وما الذي أقدمهم فانطلقا حتى أتيا حفر أبى موسى وبه معسكر القوم فدخلا على عائشة وسألاها ووعظاها وأذكراها وناشدها الله فقلت لهما ألقيا طلحة والزبير فقاما من عندها ولقيا الزبير فكلماه فقال لهما انا جئنا للطلب بدم عثمان وندعوا الناس إلى أن يؤدوا أمر الخلافة شورى ليختار الناس لأنفسهم فقالا له ان عثمان لم يقتل بالبصرة ليطلب دمه فيها وأنت تعلم قتلة عثمان من هم وأين هم وأنت صاحبك وعائشة كنتم أشد الناس عليه وأعظمهم اغراء بدمه فأقيدوا من أنفسكم واما إعادة أمر الخلافة شورى فكيف وقد بايعتم عليا طائعين غير مكرهين وأنت يا أبا عبد الله لن يبعد العهد بقيامك دون الرجل يوم مات رسول الله وأنت آخذ قائم سيفك تقول ما أحد أحق بالخلافة منه ولا أولى بها منه وامتنعت من بيعة أبى بكر فأين ذلك الفعل من هذا القول فقال لهما اذهبا فالقيا طلحة فقاما إلى طلحة فوجداه خشن الملمس شديد العريكة قوى العزم في إثارة الفتنة واضرام نار الحرب فانصرفا إلى عثمان بن حنيف فأخبراه وقال له أبو الأسود:

يا بن حنيف قد اتيت فانفر * وطاعن القوم وجالد واصبر وابرز لها مستلثما وشمر فقال ابن حنيف أي والحرمين لأفعلن وامر مناديه فنادى بالناس السلاح السلاح فاجتموا إليه وقال أبو الأسود شعرا:

وأحسن قوليهما فادح * يضيق به الخطب مستنكد

 وقد أو عدونا بجهد الوعيد * فأهون علينا بما أو عدوا

 فقلنا ركضتم ولم ترملوا * وأصدرتم قبل ان توردوا

 فان تلقحوا الحرب بين الرجال * فملقحها جده، الأنكد

وان عليا لكم مصحر * ألا انه الأسد الأسود

اما انه ثالث العابدين * بمكة والله لا يعبد

  فرخوا الخناق ولا تعجلوا * فان غدا لكم وعد

 قال: وأقبل القوم فلما انتهوا إلى المربد قام رجل من بنى جشم فقال أيها الناس انا فلان الجشمي وقد اتاكم هؤلاء القوم فان كانوا أتوكم خائفين لقد أتوكم من المكان الذي يأمن فيه الطير والوحش والسباع وان كانوا إنما أتوكم بطلب دم عثمان فغير ناولي قتله فأطيعوني أيها الناس وردوهم من حيث أقبلوا فإنكم ان تفعلوا تسلموا من الحرب الضروس والفتنة الصماء التي لا تبقى ولا تذر قال فحضر ناس من أهل البصرة إلى المربد حتى ملأوه مشاة وركبانا فقام طلحة فأشار إلى الناس بالسكوت ليخطب فسكتوا بعد جهد. قال اما بعد فان عثمان بن عفان كان من أهل السابقة والفضيلة ومن المهاجرين الأولين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه فنزل القرآن ناطقا بفضلهم وأحد أئمة المسلمين الوالين عليكم بعد أبي بكر وعمر صاحبي رسول الله صلى الله عليه وآله وقد كان أحدث احداثا نقمناها عليه فأعتبنا فعدا عليه من ابتز هذه الأمة أمرها غصبا بغير رضى منها ولا مشورة فقتله وساعده على ذلك قوم غير أتقياء ولا أبرار فقتل محرما بريئا تائبا وقد جئناكم أيها الناس تطلب بدم عثمان وندعوكم إلى الطلب بدمه فان نحن أمكننا الله من قتلته قتلناهم به وجعلنا هذا الامر مشورة بين المسلمين وكانت خلافته رحمة للأمة جميعا فان كل من اخذ الامر عن غير رضى من العامة ولا مشورة منها ابتزازا كان ملكه ملكا عضوضا وحدثا كبيرا ثم قام الزبير فتكلم بمثل كلام طلحة فقام إليهما ناس من أهل البصرة فقالوا لهما لم تبايعا عليا " عليه السلام " فيمن بايعه ففيم بايعا ثم نكثتما؟ فقالا بايعناه وما لأحد في أعناقنا بيعة وإنما استكرهنا على بيعته فقال ناس قد صدقا وأحسنا القول وقطعا بالصواب وقال ناس ما صدقا ولا أصابا بالقول حتى ارتفعت الأصوات قال ثم أقبلت عائشة على جملها فنادت بصوت مرتفع أيها الناس أقلوا واسكتوا فأسكت الناس لها فقالت إن أمير المؤمنين عثمان قد غير وبدل ثم لم يزل يغسل ذلك بالتوبة حتى قتل مظلوما تائبا وإنما نقموا عليه ضربه بالسوط وتأمير الشبان وحماية موضع الغمامة فقتلوه محرما في حرمة الشهر وحرمة البلد ذبحا كما يذبح الجمل ألا وان قريشا رمت غرضها بنبالها وأدمت أفواهها بأيديها وما نالت بقتلها إياه شيئا وسلكت به سبيلا قاصدا اما والله ليرونها بلايا عقيمة تنبه النائم وتقيم الجالس وليسلطن عليهم قوم لا يرحمونهم يسومونهم سوء العذاب انه ما بلغ من ذنب عثمان ما يستحل به دمه مصتموه كما يماص الثوب الرخيص ثم عدوتم عليه فقتلتموه بعد توبته وخروجه من ذنبه وبايعتم ابن أبي طالب بغير مشورة من الجماعة ابتزازا وغصبا أتروني أغضب لكم من سوط عثمان ولسانه ولا أغضب لعثمان من سيوفكم إلا ان عثمان قتل مظلوما فاطلبوا قتلته فإذا ظفرتم بهم فاقتلوهم ثم اجعلوا الامر شورى بين الرهط الذين اختارهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ولا يدخل فيهم من شرك في دم عثمان، قال فماج الناس واختلطوا فمن فائل القول ما قالت ومن قائل يقول وما هي وهذا الامر إنما هي امرأة مأمورة بلزوم بيتها وارتفعت الأصوات وكثر اللغط حتى تضاربوا بالنعال وتراموا بالحصى ثم إن الناس تمايزوا فصاروا فريقين فريق مع عثمان بن حنيف وفريق مع عائشة وأصحابها.

قال أبو مخنف: فلما أقبل طلحة والزبير من المربد يريدان عثمان بن حنيف فوجداه وأصحابه قد أخذوا بأفواه السكك فمضوا حتى انتهوا إلى موضع الدباغين فاستقبلهم أصحاب ابن حنيف فشجرهم طلحة والزبير وأصحابهما بالرماح فحمل عليهم حكيم بن جبلة فلم يزل هو وأصحابه يقاتلونهم حتى أخرجوه من جميع السكك ورماهم النساء من فوق البيوت بالحجارة فاخذوا إلى مقبرة بنى مازن فوقفوا بها مليا حتى ثابت إليهم خيلهم ثم أخذوا على مسناة البصرة حتى انتهوا إلى الرابوقة ثم أتوا السبخة دار الرزق فنزلولها وأتاهما عبد الله بن حكيم التميمي لما نزلا السبخة بكتب كانا كتباها إليه فقال لطلحة يا أبا محمد ما هذه كتبك إلينا قال بلى، قال فكتبت بالأمس تدعونا إلى خلع عثمان وقتله حتى إذا قتلته أتيتنا ثائرا بدمه فلعمري  ما هذا رأيك ولا تريد إلا هذه الدنيا مهلا إذا كان هذا رأيك فلم قبلت من على ما عرض عليك من البيعة فبايعته طائعا راضيا ثم نكثت بيعتك ثم جئت لتدخلنا في فتنتك فقال إن عليا دعاني إلى بيعته بعدما بايعه الناس فعلمت إني لو لم اقبل ما عرض على لم يتم لي ثم بغري بي من معه. ثم أصبحا من غد فصفا للحرب وخرج عثمان بن حنيف إليهما في أصحابه فناشدهما الله والإسلام وأذكرهما بيعتهما عليا " عليه السلام " فقالا نحن نطلب بدم عثمان فقال لهما وما أنتما وذاك أين بنوه وابن عمه الذين هم أحق به منكم كلا والله ولكنكما حسدتماه حيث اجتمع الناس عليه وكنتما ترجو ان هذا الأمر وتعملان له وهل كان أحد أشد الناس على عثمان منكما فشتماه شتما قبيحا وذكرا أمه فقال للزبير اما والله لولا صفية ومكانها من رسول الله فإنها أدنتك إلى الظل وان الامر بيني وبينك يا بن الصعبة يعنى طلحة أعظم من القول لأعلمتكما من أمركما ما يسوءكما اللهم إني قد أعذرت إلى هذين الرجلين ثم حمل عليهم واقتتل الناس قتالا شديدا ثم تحاجزوا واصطلحوا على أن يكتب بينهما كتاب صلح فكتب هذا ما اصطلح عليه عثمان بن حنيف الأنصاري ومن معه من المؤمنين من شيعة علي بن أبي طالب وطلحة والزبير ومن معهما من المسلمين من شيعتهما ان لعثمان بن حنيف دار الامارة والرحبة والمسجد وبيت المال والمنبر وان لطلحة والزبير ومن معهما ان ينزلوا حيث شاؤوا من البصرة ولا يضار بعضهم بعضا في طريق ولا فرضة ولا سوق ولا شريعة ولا مرفق حتى يقدم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فان أحبوا دخلوا فيما دخلت فيه الأمة وان أحبوا ألحق كل قوم بهواهم وما أحبوا من قتال أو سلم أو خروج أو إقامة وعلى الفريقين بما كتبوا عهد الله وميثاقه وأشد ما اخذه على نبي من أنبيائه من عهد وذمة وختم الكتاب ورجع عثمان حنيف حتى دخل دار الامارة وقال لأصحابه الحقوا رحمكم الله بأهلكم وضعوا سلاحكم وداووا جرحاكم فمكثوا كذلك أياما ثم إن طلحة والزبير قال إن قدم على " عليه السلام " ونحن على هذه الحالة من الضعف والقلة  ليأخذن بأعناقنا فأجمعا على مراسلة القبائل واستمالة العرب فأرسلا إلى وجوه الناس وأهل الرياسة والشرف يدعونهم إلى الطلب بدم عثمان وخلع على " عليه السلام " واخراج ابن حنيف من البصرة فبايعهم على ذلك الأزد وضبة وقيس بن عيلان كلها الا الرجل والرجلين من القبيلة كرهوا أمرهم فتواروا عنهم وأرسلوا إلى هلال ابن وكيع التميمي فلم يأتهم فجائه طلحة والزبير إلى داره فتوارى عنهما فقالت له أمه ما رأيت مثلك اتاك شيخا قريش فتواريت عنهما فلم تزل به حتى ظهر لهما وبايعهما ومعه بنو عمرو بن تميم كلهم وبنو حنظلة إلا بنى يربوع فان عامتهم كانوا شيعه لعلى " عليه السلام " وبايعهم بنو دارم كلهم إلا نفرا من بنى مجاشع ذوي دين وفضل فلما استوسق لطلحة والزبير أمرهما خرجا في ليلة مظلمة ذات ريح ومطر ومعهما أصحابهما قد لبسوا الدروع وظاهروا فوقها بالثياب فانتهوا إلى المسجد وقت صلاة الفجر وقد سبقهم عثمان بن حنيف إليه وأقيمت الصلاة فتقدم عثمان ليصلي بهم فأخره أصحاب طلحة والزبير فقدموا الزبير فجاءت السبابحة وهم الشرط حرس بيت المال فاخروا الزبير وقدموا عثمان فغلبهم أصحاب الزبير فقدموه وأخروا عثمان فلم يزالوا كذلك حتى كادت الشمس ان تطلع وصاح بهم أهل المسجد ألا تتقون أصحاب محمد وقد طلعت الشمس فغلب الزبير فصلى بالناس فلما فرغ من صلاته صاح بأصحابه المتسلحين أن خذوا عثمان فأخذوه بعد أن تضارب هو ومروان بن الحكم بسيفيهما فلما أسر ضرب ضرب الموت ونتف حاجباه وأشفار عينيه وكل شعرة من رأسه ووجهه وأخذوا السبابجة وهم سبعون رجلا فانطلقوا بهم وبعثمان بن حنيف إلى عائشة فقال لأبان بن عثمان أخرج إليه فاضرب عنقه فان الأنصار قتلت أباك وأعانت على قتله فنادى عثمان يا عائشة ويا طلحة ويا زبير ان أخي سهل بن حنيف خليفة علي بن أبي طالب على المدينة وأقسم بالله ان قتلتموني ليضعن السيف في بنى أبيكم ورهطكم وأهلكم فلا يبقى أحدا منكم فكفوا عنه وخافوا ان يوقع سهل بن حنيف بعيالاتهم وأهم بالمدينة فتركوه وأرسلت  عائشة إلى الزبير ان أقتل السبابحة فإنه بلغني الذي صنعوا بك فذبحهم والله الزبير كما تذبح الغنم وولى ذلك منهم عبد الله ابنه وهم سبعون رجلا وبقيت طائفة مستمسكين ببيت المال قالوا لا ندفعه إليكم حتى يقدم أمير المؤمنين " عليه السلام " فسار إليهم الزبير في جيش ليلا فأوقع بهم واخذ منهم خمسين أسيرا فقتلهم صبرا.

قال أبو مخنف وحدثنا الصقعب بن زهير قال كانت السبابحة القتلى يومئذ أربعمائة رجل وقال كان غدر طلحة والزبير بعثمان بن حنيف أول غدر كان في الإسلام وكانت السبابجة أول قوم ضربت أعناقهم من المسلمين صبرا، قال وخيروا عثمان بن حنيف بين أن يقيم أو يلحق بعلي " عليه السلام " فاختار الرحيل فخلوا سبيله فلحق بعلي " عليه السلام " فلما رآه بكى وقال له فارقتك شيخا وجئتك أمردا فقال على " عليه السلام " إنا لله وإنا إليه راجعون.

قالها ثلاثا قلت السبابجة بالسين المهملة والباء المثناة من تحت وبعد الألف باء موحدة وبعدها جيم ثم هاء لفظة معربة قد ذكرها الجوهري في كتاب الصحاح قال هم قوم من السند كانوا بالبصرة جلاوزة وحراس السجن والهاء المعجمة والنسب قال يزيد بن مفرغ الحميري:

وطماطيم من سبابج خزر * يلبسوني مع الصباح القيودا

 وسكن عثمان بن حنيف الكوفة بعد وفاة على " عليه السلام " ومات بها في زمن معاوية.

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)