أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-5-2016
3131
التاريخ: 5-5-2016
3620
التاريخ: 29-01-2015
3375
التاريخ: 2024-03-30
899
|
كانت في جمادي الأولى أو المحرم سنة سبع من الهجرة ؛ كان يهود خيبر مظاهرين لغطفان على رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان المسلمون في هذه الغزاة ألفا وأربعمائة والخيل مائتي فرس ؛ وكان علي في هذه الغزاة أرمد فلذلك بعث النبي (صلى الله عليه واله) بالراية غيره فعاد منهزما ولحقه علي وهو أرمد ولم يتخلف عنه وأصابه الرمد هناك فدعا له وتفل في عينيه فبرئتا وأعطاه الراية فكان الفتح على يده قال ابن هشام قال ابن إسحاق : حدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن أبيه سفيان عن سلمة بن عمرو الأكوع قال بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) أبا بكر الصديق برايته وكانت بيضاء إلى بعض حصون خيبر يقاتل فرجع ولم يك فتح وقد جهد فقال رسول الله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار وفي السيرة الحلبية في لفظ كرار غير فرار وفيها عن الامتاع وقد دفع (صلى الله عليه واله) لواءه لرجل من المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئا فدفعه إلى آخر من المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئا وخرجت كتائب اليهود يقدمهم ياسر أو ناشر فكشف الأنصار حتى انتهى إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) في موقفه فاشتد ذلك على رسول الله (صلى الله عليه واله) وأمسى مهموما قال ابن هشام يقول سلمة فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ثم قال خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك قال سلمة فخرج والله يهرول هرولة وانا لخلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال من أنت قال أنا علي بن أبي طالب قال يقول اليهودي علوتم أو غلبتم وما أنزل على موسى أو كما قال فما رجع حتى فتح الله على يديه ورواه أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء بسنده عن سلمة بن الأكوع مثله وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن سلمة بن عمرو بن الأكوع قال بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) أبا بكر إلى بعض حصون خيبر فقاتل وجهد ولم يكن فتح وبسنده عن أبي ليلى عن علي أنه قال يا أبا ليلى أ ما كنت معنا بخيبر قال بلى والله كنت معكم قال فان رسول الله (صلى الله عليه واله) بعث أبا بكر إلى خيبر فسار بالناس وانهزم حتى رجع هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه البخاري ومسلم وقال الذهبي في تلخيص المستدرك صحيح ولم يتعقبه ؛ وروى الحاكم في المستدرك أيضا قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو حدثنا سعيد بن مسعود حدثنا عبد الله بن موسى حدثنا نعيم بن حكيم عن أبي موسى الحنفي عن علي قال سار النبي (صلى الله عليه واله) إلى خيبر فلما أتاها بعث عمر وبعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وصحابه فجاؤوا يجبنونه ويجبنهم فسار النبي (صلى الله عليه واله) الحديث .
هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه .
وقال الذهبي في تلخيص المستدرك صحيح ولم يتعقبه .
وبسنده عن جابر أن النبي (صلى الله عليه واله) دفع الراية يوم خيبر إلى عمر فانطلق فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وبسنده عن جابر بن عبد الله : لما كان يوم خيبر بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) رجلا فجبن إلى أن قال ثم قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأبعثن غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبانه لا يولي الدبر يفتح الله على يديه فتشوف لها الناس وعلي يومئذ أرمد فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) سر فقال ما أبصر موضعا فتفل في عينيه وعقد له ودفع إليه الراية فقال يا رسول الله علا م أقاتلهم فقال على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل فلقيهم ففتح الله عليه .
وفي أسد الغابة بسنده عن بريدة قال لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء فلما كان من الغد أخذه عمر وقيل محمد بن مسلمة فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأدفعن لوائي إلى رجل لم يرجع حتى يفتح الله عليه فصلى رسول الله (صلى الله عليه واله) صلاة الغداة ثم دعا باللواء فدعا عليا وهو يشتكي عينيه فمسحهما ثم دفع إليه اللواء ففتح قال الراوي فسمعت عبد الله بن بريدة يقول حدثني أبي أنه كان صاحب مرحب يعني عليا وروى الطبري في تاريخه قال حدثنا ابن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله أن عبد الله بن بريدة حدث عن بريدة الأسلمي قال لما كان حين نزل رسول الله (صلى الله عليه واله) بحصن أهل خيبر اعطى اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) يجبنه أصحابه ويجبنهم فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر فدعا عليا (عليه السلام) وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض معه من الناس من نهض فلقي أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز ويقول :
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب * إذا الليوث أقبلت تلتهب
فاختلف هو وعلي ضربتين فضربه علي على هامته حتى عض السيف منها بأضراسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته فما تنام آخر الناس مع علي (عليه السلام) حتى فتح الله لأولهم . وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن بريدة الأسلمي أن رسول الله (صلى الله عليه واله) لما نزل بحضرة خيبر قال لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فلما كان من الغد تطاول له جماعة من أصحابه فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ومعه الناس فلقوا أهل خيبر فإذا مرحب بين أيديهم يرتجز وهو يقول :
قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا السيوف أقبلت تلتهب * أطعن أحيانا وحينا أضرب
فاختلف هو وعلي بضربتين فضربه علي على رأسه حتى عض السيف بأضراسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته فقتله فما أتى آخر الناس حتى فتح لأولهم ؛ وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أياس بن سلمة عن أبيه قال شهدنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) خيبر حين بصق في عيني علي فبرئ فأعطاه الراية فبرز مرحب وهو يقول :
قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلتهب
فبرز له علي وهو يقول :
أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره
أوفيكم بالصاع كيل السندرة
فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله وكان الفتح ؛ وقال الطبري حدثنا أبو كريب حدثنا يونس بن بكير حدثنا المسيب بن مسلم الأودي حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله (صلى الله عليه واله) ربما أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس وأن أبا بكر أخذ راية رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم نهض فقاتل قتالا شديدا ثم رجع فاخذها عمر فقاتل قتالا شديدا هو أشد من القتال الأول ثم رجع فأخبر بذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال اما والله لأعطينها غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة قال وليس ثم علي (عليه السلام) فتطاولت لها قريش ورجا كل واحد منهم أن يكون صاحب ذلك فأصبح فجاء علي (عليه السلام) على بعير له حتى أناخ قريبا من خباء رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو أرمد وقد عصب عينيه بشقة برد قطري فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) ما لك قال رمدت بعد فقال ادن مني فدنا منه فتفل في عينيه فما اشتكى وجعهما حتى مضى لسبيله ثم أعطاه الراية فنهض بها وعليه حلة ارجوان حمراء قد اخرج خملها فاتى مدينة خيبر وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر وبرد معصفر يمان وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه وهو يرتجز ويقول :
قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
فقال علي (عليه السلام) :
أنا الذي سمتني أمي حيدره * أكيلكم بالسيف كيل السندرة
ليث بغابات شديد قسوره
فاختلفا ضربتين فبدره علي فضربه فقد الحجر والمغفر ورأسه حتى وقع السيف في الأضراس وأخذ المدينة . وفي السيرة الحلبية أن مرحبا كان رأى تلك الليلة كان أسدا افترسه فذكره ذلك علي بقوله :
أنا الذي سمتني أمي حيدره * ليث بغابات شديد قسوره
لأن حيدره من أسماء الأسد ؛ وفيها أيضا في رواية أنه (صلى الله عليه واله) ألبسه درعه الحديد وشد ذا الفقار في وسطه وأعطاه الراية ووجهه إلى الحصن وخرج إليه أهل الحصن وكان أول من خرج إليه منهم الحارث أخو مرحب وكان معروفا بالشجاعة فانكشف المسلمون وثبت علي فتضاربا فقتله علي وانهزم اليهود إلى الحصن ؛ وفيها أيضا جاء أن مرحبا لما رأى أخاه قد قتل خرج سريعا من الحصن في سلاحه وكان قد لبس درعين وتقلد بسيفين واعتم بعمامين ولبس فوقهما مغفرا وحجرا قد ثقبه قدر البيضة ومعه رمح لسانه ثلاثة أشبار وهو يرتجز بما مر قال فيروى أن عليا ضربه فتترس فوقع السيف على الترس فقده وشق المغفر والحجر الذي تحته والعمامتين وفلق هامته حتى أخذ السيف في الأضراس . وفي طبقات ابن سعد : أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا وهيب أخبرنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم خيبر لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح عليه قال عمر فما أحببت الامارة قبل يومئذ فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إلي فلما كان الغد دعا عليا فدفعها إليه فقال قائل ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك فسار قريبا ثم نادى يا رسول الله علا م أقاتل قال حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله وفي السيرة النبوية لدحلان يروى أن عليا بلغه مقالة النبي (صلى الله عليه واله) يعني قوله لأعطين الراية الخ قال اللهم لا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت اه فلم يتطاول ولم يستشرف .
وفي السيرة الحلبية : زاد في رواية وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم تتصدق بها في سبيل الله .
وروى ابن سعد بسنده عن سلمة بن الأكوع أن عمه عامرا بارز مرحبا يوم خيبر فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فوقع السيف على ساق عامر فقطع أكحله فكانت فيها نفسه قال قال سلمة ثم أن نبي الله أرسلني إلى علي فقال لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فجئت به أقوده أرمد فبصق رسول الله (صلى الله عليه واله) في عينيه ثم أعطاه الراية فخرج مرحب يخطر بسيفه ويرتجز بما مر فقال علي (عليه السلام) وذكر الرجز السابق ثم قال ففلق رأس مرحب بالسيف وكان الفتح على يديه .
وفي السيرة الحلبية أن محمود بن مسلمة حارب حتى أعياه الحرب فانحاز إلى ظل الحصن فالقى عليه يهودي حجر الرحى ثم مات فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأخيه محمد بن مسلمة لأعطين الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبانه قال وفي لفظ لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله لا يولي الدبر يفتح الله عز وجل على يده فيمكنه الله من قاتل أخيك وعند ذلك لم يكن من الصحابة أحد له منزلة عند النبي (صلى الله عليه واله) إلا يرجو أن يعطاها فبعث إلى علي وكان أرمد شديد الرمد وكان قد تخلف بالمدينة ثم لحق بالقوم فقيل له أنه يشتكي عينيه فقال من يأتيني به فذهب إليه سلمة بن الأكوع وأخذ بيده يقوده حتى أتى به النبي (صلى الله عليه واله) قد عصب عينيه فعقد له اللواء فقال له علي يا رسول الله إني أرمد كما ترى لا أبصر موضع قدمي فوضع رأيه في حجره وتفل في كفه وفتح له عينيه فدلكهما فبرئا حتى كان لم يكن بها وجع قال علي فما اشتكيتهما حتى الساعة ثم قال اللهم أكفه الحر والبرد فكان يلبس في الحر الشديد القباء المحشو الثخين ويلبس في البرد الشديد الثوبين الخفيفين .
وقد يعارض هذا ما وراء هارون بن عنترة عن أبيه : دخلت على علي بالخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفة فقلت يا أمير المؤمنين إن الله جعل لك في هذا المال نصيبا وأنت تصنع بنفسك هكذا فقال والله لا أرزؤكم من مالكم سيئا وأنها لقطيفتي التي خرجت بها من المدينة .
وجمع بينهما صاحب السيرة الحلبية بان رعدته لعلها لحمي أصابته وفيه ما لا يخفى إذ هو كالصريح في أن رعدته من البرد لعدم وجود ما يستدفئ به وقال الأستاذ العقاد في كتابه عبقرية الامام أن لبسه ثياب الشتاء في الصيف وثياب الصيف في الشتاء لأنه من مكانة تركيبه كان لا يبالي الحر والبرد وسئل في ذلك فقال إن رسول الله (صلى الله عليه واله) بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر فقلت يا رسول الله إني أرمد العين فقال اللهم اذهب عنه الحر والبرد فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ قال ولا يفهم من هذا أنه كان معدوم الحس بالحر والبرد فقد كان يرعد للبرد إذا اشتد ولم يتخذ له عدة من دثار يقيه وذكر خبر هارون بن عنترة المتقدم ثم قال فليس انعدام حس بالصيف والشتاء إنما هي مناعة قوية خصت بها بنيته لم يخص بها معظم الناس (اه) ولا يبعد أن يكون ما في الرواية الثانية باطلا فان عليا (عليه السلام) مهما بلغ به الزهد لم يكن ليعجز عن شئ يتقي به البرد من نار أو كساء أو عباءة ونحو ذلك ولو خلقا .
وفي الاستيعاب : روى سعد بن أبي وقاص وسهل بن سعد وأبو هريرة وبريدة الأسلمي وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وعمران ابن حصين وسلمة بن الأكوع كلهم بمعنى واحد عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه قال في يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار يفتح الله على يديه فدعا بعلي وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه الراية ففتح عليه قال وهذه كلها آثار ثابتة (اه) وروى أبو نعيم الأصفهاني أحمد بن عبد الله في حلية الأولياء بسنده عن سهل بن سعد أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فبات لناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا يا رسول يشتكي عينيه قال فارسلوا إليه فأتي به فبصق في عينيه ودعا له فبرئ كأن لم يكن به وجع وأعطاه الراية فقال يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ، قال رواه سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة وسلمة بن الأكوع أقول ورواه مسلم في صحيحه بسنده عن سهل بن سعد نحوه ورواه النسائي في الخصائص بسنده عن سهل بن سعد نحوه إلا أنه قال فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (صلى الله عليه واله) كلهم يرجو أن يعطى وبسنده عن سعد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح الله بيده فاستشرف لها أصحابه فدفعها إلى علي وبسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أنه قال لعلي وكان يسبر معه أن الناس قد أنكروا منك شيئا تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحر في الخشن ( 2 ) والثوب الغليظ لم تكن معنا بخيبر قال بلى قال بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) أبا بكر وعقد له لواء فرجع وبعث عمر وعقد له لواء فرجع فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار فأرسل إلي وأنا أرمد فتفل في عيني فقال اللهم اكفه اذى الحر والبرد فما وجدت حرا بعد ذلك ولا بردا وبسنده عن عبد الله بن بريدة سمعت أبي بريدة يقول حاصرنا خيبر فاخذ الراية أبو بكر فلم يفتح له فأخذنا من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له وأصاب الناس شدة وجهد فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) إني دافع لوائي غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه واله) صلى الغداة ثم جاء قائما ورمى اللواء والناس على اقصافهم فما منا انسان له منزلة عند الرسول (صلى الله عليه واله) الا وهو يرجو أن يكون صاحب اللواء فدعا علي بن أبي طالب وهو أرمد فتفل ومسح في عينيه فدفع إليه اللواء وفتح الله عليه .
وفي الإصابة : ومن خصائص علي قوله (صلى الله عليه واله) يوم خيبر لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه واله) غدوا كلهم يرجو أن يعطاها فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) أين علي بن أبي طالب فقالوا هو يشتكي عينيه فاتى به فبصق في عينيه فدعا له فبرئ فأعطاه الراية أخرجاه في الصحيحين من حديث سهل بن سعد ومن حديث سلمة بن الأكوع نحوه باختصار وفيه يفتح الله على يديه .
وفي حديث أبي هريرة عند مسلم نحوه وفيه فقال عمر ما أحببت الامارة إلا ذلك اليوم وفي حديث بريدة عن أحمد نحو حديث سهل وفي زيادة في أوله وفي آخره قصة مرحب وقتل علي له فضربه علي على هامته ضربة حتى عض السيف منه بيضة رأسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته فما قام آخر الناس حتى فتح الله لهم .
قال وفي المسند لعبد الله بن أحمد بن حنبل من حديث جابر أن النبي (صلى الله عليه واله) لما
دفع الراية لعلي يوم خيبر أسرع فجعلوا يقولون له ارفق حتى انتهى إلى الحصن فاجتذب بابه فألقاه على الأرض ثم اجتمع عليه سبعون رجلا حتى أعادوه قال وفي سنده حرام بن عثمان متروك قال وجاءت قصة الباب من حديث أبي رافع لكن ذكر دون هذا العدد (اه) الإصابة وفي خصائص النسائي بسنده عن عبد الله بن بريدة الأسلمي قال لما كان يوم خيبر ونزل رسول الله (صلى الله عليه واله) بحصن خيبر أعطى اللواء عمر فنهض فيه من نهض من الناس فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال (صلى الله عليه واله) لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فلما كان من الغد تصادر أبو بكر وعمر فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ونهض معه من الناس فلقي أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز :
قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلتهب * أطعن أحيانا وحينا أضرب
فاختلف هو وعلي ضربتين فضربه علي على هامته حتى مضى السيف منتها منتهى رأسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته فما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح لأولهم ، وروى أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن سلمة بن الأكوع قال بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) أبا بكر الصديق برايته إلى حصون خيبر يقاتل فرجع ولم يكن فتح وقد جهد ثم بعث عمر الغد فقاتل فرجع ولم يكن فتح وقد جهد فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار فدعا بعلي (عليه السلام) وهو أرمد فتفل في عينيه فقال : هذه الراية امض بها حتى يفتح الله على يديك قال سلمة فخرج بها والله يهرول هرولة وأنا خلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من الحجارة تحت الحصن فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال من فقال علي بن أبي طالب فقال اليهودي غلبتم وما أنزل على موسى فما رجع حتى فتح الله على يديه وروى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي هريرة قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأدفعن الراية اليوم إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . فتطاول القوم فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا يشتكي عينه فبصق نبي الله في كفيه ومسح بهما عيني علي ودفع إليه الراية ففتح الله على يديه وبسنده عن أبي هريرة إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله عليه قال عمر بن الخطاب ما أحببت الامارة إلا يومئذ فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب فأعطاه إياها وقال امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك فسار علي ثم وقف فصاح يا رسول الله على ما ذا أقاتل الناس قال قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله .
وبسنده عن أبي هريرة قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح عليه قال عمر فما أحببت الامارة قط إلا يومئذ فاستشرفت لها فدعا عليا فبعثه ثم ذكر نحوا مما في الحديث المتقدم وبسنده عن أبي هريرة نحوه .
ورواه مسلم في صحيحه نحوه إلا أنه قال قال عمر بن الخطاب ما أحببت الامارة إلا يومئذ فتساورت لها رجاء أن أدعى لها وروى النسائي في الخصائص بسنده عن عمران بن الحصين ان النبي (صلى الله عليه واله) قال لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله أو قال يحبه الله ورسوله فدعا عليا وهو أرمد ففتح الله يديه وبسنده قال جمع الناس الحسن بن علي وعليه عمامة سوداء لما قتل أبوه فقال لقد قتلتم بالأمس رجلا ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون وإن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لأعطين الرايعة غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ثم لا ترد رايته حتى يفتح الله عليه وما ترك دينارا ولا درهما تسعمائة درهم اخذها عياله من عطاه كان أراد أن يبتاع بها خادما لأهله .
ويأتي في رواية الخرائج ما يدل على أن مرحبا هرب مع من هرب إلى الحصن لما حمل عليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) وان قتله كان بعد فتح الحصن ولم يذكره غيره .
وفي السيرة الحلبية قال بعضهم : الأخبار متواترة بان عليا هو الذي قتل مرحبا وبه جزم مسلم في صحيحه وقال ابن الأثير هو الصحيح الذي عليه أهل السير والحديث وفي الاستيعاب انه الصحيح الذي عليه أكثر أهل السير والحديث وقال الحاكم في المستدرك إن الأخبار متواترة باسناد كثيرة إن قاتل مرحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (اه) فلا يلتفت إلى الخبر الشاذ الذي رواه محمد بن إسحاق من أن قاتله محمد بن مسلمة ولكن الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه حياة محمد لم يذكر إلا هذا الخبر الشاذ الذي وضعه أعداء علي وحاسدوه وأعرض عن الخبر المتواتر فلم يذكره أصلا ولا أشار إليه ولا عجب فهذا ديدنه في كتابه من غمط علي حقه في كل مقام ما استطاع وهي شنشنة أخزمية معروفة لكثيرين غيره قال المفيد : ومن ذلك ما كان في يوم خيبر من انهزام من انهزم وقد أهل لجليل المقام بحمل الراية وكان بانهزامه من الفساد ما لا خفاء به على الألباء ثم أعطى صاحبه الراية من بعده وكان من انهزامه فأكبر ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) وأظهر النكير له والمساءة به ثم قال معلنا لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه فأعطاها أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان الفتح على يديه ودل فحوى كلامه (صلى الله عليه واله) على خروج الفارين من صفة الكر والثبوت للقتال وفي تلافي أمير المؤمنين بخيبر ما فرط من غيره دليل على توحده من الفضل فيه بما لم يشركه فيه من عداه (اه) .
ما جاء في تترسه بالباب وقلعه باب الحصن كان اسم الحصن القموص وكان أعظم حصون خيبر وكان منبعا وكان اليهود قد خندقوا على أنفسهم كأنهم تعلموا ذلك من يوم الأحزاب فان الخنادق لم تكن معروفة عند العرب وتدل الروايات على أن عليا (عليه السلام) تترس بباب عظيم كان عند الحصن من خشب أو حديد لما سقط ترسه من يده وانه قلع باب الحصن ودخله وهو أعظم من الباب الذي تترس به روى ابن هشام عن ابن إسحاق والطبري عن ابن حميد عن سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن الحسن عن بعض أهله عن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) قال خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله (صلى الله عليه واله) برايته فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطاح ترسه من يده فتناول علي بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرع فقد رأيتني في نفر سبعة إناثا منهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه وفي السيرة الحلبية فحمل مرحب على علي وضربه فطرح ترسه من يده فتناول علي بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه الحصن ثم ألقاه من يده وراء ظهره ثمانين شبرا قال الراوي فجهدت انا وسبعة نفر على أن نقلب ذلك الباب فلم نقدر (اه) وهذا الباب غير باب الحصن بل هو باب أصغر منه كان ملقى عند الحصن اخذه علي فتترس به ويوشك ان يكون وقع هنا اشتباه من صاحب السيرة الحلبية في قوله ثم ألقاه وراء ظهره ثمانين شبرا لأن ذلك وارد في باب الحصن لا في الباب الذي تترس به فان الروايات الآتية الواردة في قلع الباب تدل على أنه رمى باب الحصن خلفه أربعين ذراعا والأربعون ذراعا هي ثمانون شبرا .
وقال دحلان في سيرته حمل مرحب على علي وضربه فطرح ترسه من يده فتناول علي ترسا بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه الحصن ثم ألقاه من يده وراء ظهره وكان طول الباب ثمانين شبرا ولم يحركه بعد ذلك سبعون رجلا إلا بعد جهد (اه) وهذا الاختلاف بين نقل السيرة الحلبية وسيرة دحلان يدل على عدم التحرير والضبط فالحلبية تقول ألقاه وراء ظهره ثمانين شبرا ودحلان يقول كان طول الباب ثمانين شبرا والحلبية تقول إن ثمانية نفر لم يقدروا على قلبه ودحلان يقول لم يحركه سبعون إلا بعد جهد ويوشك أن يكون عدد السبعين واردا في باب الحصن لا في الباب الترس .
أما ما جاء في باب الحصن ففي بعض الروايات ان عليا (عليه السلام) تترس به أيضا وفي بعضها أنه جعله بعد الفتح جسرا وفي بعضها انه دحا به خلفه أربعين ذراعا وفي بعضها انه كان من حجر قال المفيد : لما قتل علي (عليه السلام) مرحبا رجع من كان معه وأغلقوا باب الحصن عليهم دونه فصار إلى الباب فعالجه حتى فتحه وأكثر الناس من جانب الخندق فاخذ علي (عليه السلام) باب الحصن فجعله على الخندق جسرا لهم حتى عبروا فظفروا بالحصن وغنموا الغنائم فلما انصرفوا من الحصن اخذه بيمناه فاحا به أذرعا من الأرض وكان الباب يغلقه عشرون رجلا منهم (اه) .
وهذا يدلنا على أن مرحبا كان قد خرج من الحصن ومعه جماعة ليقاتل وإذا كان الحصن حوله خندق كما مر فلا بد أن يكون مرحب ومن معه عبروا على جسر خشبي صغير عند باب الحصن فوق الخندق كما هو الشأن في الخنادق التي حول الحصون والمدن فلما قتل مرحب وعاد من معه هاربين إلى الحصن عبروا على ذلك الجسر فيمكن أن يكونوا رفعوه لما دخلوا الحصن فأعاده علي ومن معه وعبروا عليه ويمكن أن يكون علي قد أعجلهم عن رفعه فعبر عليه هو ومن معه ومثل هذا الجسر يكون عادة صغيرا لا يكفي إلا لعبور النفر القليل في دفعة واحدة فلذلك لما قلع باب الحصن جعله جسرا على الخندق ليعبر عليه أكثر من معه الذين كانوا خارج الخندق ولم يعبر معه منهم إلا القليل لضيق الطريق . وقال دحلان : عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن جابر ان عليا حمل الباب يوم خيبر وانه جرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلا رواه البيهقي وفي رواية للبيهقي إن عليا لما انتهى إلى الحصن المسمى القموص اجتذب أحد أبوابه فألقاه بالأرض فاجتمع عليه بعده سبعون رجلا فكان جهدهم ان أعادوا الباب مكانه وجمع بين روايتي السبعين والأربعين بان الأربعين عالجوا حمله فما قدروا فتكاملوا سبعين فحملوه .
وعن الحافظ ابن حجر انه جمع بين الرواية السابقة لقد رأيتني في سبعة نفر الخ وبين رواية الأربعين ان السبعة عالجوا قلبه والأربعين عالجوا حمله والفرق بينهما ظاهر (اه) ولكن رواية السبعة واردة في الباب الترس والأربعين في باب الحصن فلا حاجة إلى الجمع ؛ ثم إن في بعض الروايات ان عليا (عليه السلام) لما حمل باب الحصن ووضعه على الخندق جسرا للعبور قصر فامسكه بيده حتى عبر عليه الناس ولم أجد هذه الرواية الآن لا بين محل ذكرها وإليها يشير الحاج هاشم الكعبي بقوله :
وجعلته جسرا فقصر فاغتدت * طولى يمينك جسرها الممدودا
وقال الراوندي في الخرائج إن النبي (صلى الله عليه واله) دفع الراية إلى علي (عليه السلام) فاخذها وسار بها المسلمون خلفه حتى وافى باب الحصن فاستقبله حماة اليهود وفي أولهم مرحب يهدر كما يهدر البعير فدعاهم إلى الإسلام فأبوا ثم دعاهم إلى الذمة فأبوا فحمل عليهم فانهزموا بين يديه ودخلوا الحصن وردوا بابه وكان الباب حجرا منقورا في صخر والباب من الحجر في ذلك الصخر المنقور كأنه حجر رحى وفي وسطه ثقب لطيف فرمى أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوسه من يده اليسرى وجعل يده اليسرى في ذلك الثقب الذي في وسط الحجر دون اليمنى لأن السيف كان في يده اليمنى ثم جذبه إليه فانهار الصخر المنقور وصار الباب في يده اليسرى فحملت عليه اليهود
فجعل ذلك ترسا له وحمل عليهم فضرب مرحبا فقتله وانهزم اليهود من بين يديه فرمى عند ذلك الحجر بيده اليسرى إلى خلفه فمر الحجر الذي هو الباب على رؤوس الناس من المسلمين إلى أن وقع في آخر العسكر قالوا فذرعنا المسافة التي مضى فيها الباب فكانت أربعين ذراعا ثم اجتمعنا على ذلك الباب لنرفعه من الأرض وكنا أربعين رجلا حتى تهيا لنا ان نرفعه قليلا من الأرض (اه) .
وفي السيرة الحلبية عن الأمتاع انه ذكر جملة ممن خرج حديث باب خيبر من الحفاظ ردا على من قال إنه لا أصل له (اه) وقد امتاز أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الغزوة كغيرها من الغزوات بأمور لم يشاركه فيها غيره وهي مستفادة من مجموع ما مر :
1- إنه كان صاحب الراية فيها كسائر الغزوات وإنما اخذها غيره لما كان أرمد فلما عادوا منهزمين واحد بعد واحد وشفاه الله تعالى من الرمد ببركة الرسول (صلى الله عليه واله) كان هو صاحبها .
2- قول النبي (صلى الله عليه واله) لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار يفتح الله على يديه .
3- إنه به كشفت الشدة والهم والجهد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) وعن المسلمين لما انكشفت الأنصار حتى انتهوا إليه في موقفه فاشتد ذلك عليه وامسى مهموما وأصاب الناس شدة وجهد ثم طابت أنفسهم ان الفتح غدا .
4- إنه لما خرج بالراية لم يمش الهوينا بل أسرع وهرول هرولة فعل الشجاع الباسل الذي لا يبالي بشئ فجعلوا يقولون له ارفق فلم يقف حتى ركز الراية في أصل الحصن .
5- شدة خوف اليهود وإيقانهم بأنهم مغلوبون لما سمعوا باسمه .
6- قتله مرحبا بضربة سمع العسكر صوتها.
7- قتله مرحبا وفتحه الحصن قبل ان يتتام لحاق الناس به فإنه ما تتام آخر الناس معه حتى فتح الله لأولهم .
8- إن النبي (صلى الله عليه واله) ألبسه درعه وعممه بيده والبسه ثيابه وشد ذا الفقار في وسطه بيده وأركبه بغلته .
9- قتله الحارث أخا مرحب وكان معروفا بالشجاعة .
10- ثباته حين خروج الحارث وانهزام المسلمين .
11- إنه لما بلغه قول النبي (صلى الله عليه واله) لأعطين الراية قال اللهم لا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت فلم يتطاول ولم يتصادر ولم يتساور ولم يستشرف ولم يظهر حب الامارة . وكيف يتطاول لها ويستشرف ويتصادر ويتساور من فر بها بالأمس .
12- أمر النبي (صلى الله عليه واله) له ان يخبرهم بما يجب عليهم من حق الله وقوله له لأن يهدي الله بك الخ .
13- دعاء النبي (صلى الله عليه واله) له أن يكفيه الحر والبرد فاستجاب الله له ذلك .
14- تترسه بباب لم يستطع قلبه ثمانية نفر .
15- قلعه باب الحصن والقاؤه على الأرض ووضعه جسرا على الخندق واجتماع سبعين حتى أعادوه .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|