المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

أحمد بن محمد
27-7-2016
مقدمة حول اللغات السامية
17-7-2016
ظاهرة السباحة للخلايا البكتيرية Swarming
16-5-2020
معادلة بلانك (ثورة ليست موضع ترحيب)
13-1-2023
سنن القراءة
3-10-2016
الأوراق الحلزونية في الخس
22-11-2020


الشاب وصحبة المسن  
  
1107   09:19 صباحاً   التاريخ: 2023-10-02
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص297ــ298
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-11 1188
التاريخ: 2024-10-29 67
التاريخ: 9-11-2021 2469
التاريخ: 2023-09-09 1084

إن الشاب ليشعر بالغبطة والفرح إذا ما اختاره رجل مسن صديقاً له ومدّ إليه يد الصداقة والتعاون، وذلك لما تمتاز به طبيعة الشاب من حب التسامي والتفوق ، وهو يرى في هذه العلاقة دليلاً على نضوج شخصيته ، إلا أنه لن يتجرأ على اقتراح الصحبة على من هو أكبر منه، لأنه يشعر أن المسن ليس على استعداد لأن يتخذه صديقاً ويحط من شخصيته وقدره ، شأنه شأن الشاب نفسه الذي لا يرغب في مصاحبة الأصغر منه سناً لكي لا يحط من قدره ويحقر شخصيته. إضافة إلى ذلك يعتبر الشاب نفسه ساذجاً وقليل التجربة، وهو ليس مطمئناً لجهة عقله وتفكيره ، لذا فهو يخشى أن يصدر منه خلال فترة صحبته للمسن كلام أو يرتكب عملاً من شأنه أن يثير سخرية المسن منه واستهزاءه به ، هذا من جهة أما من جهة ثانية فهو يعتقد أن عامة الناس ينظرون إلى صداقة الشاب بالشاب على أنها علاقة طبيعية، لكنهم ينظرون إلى صداقة الشاب بالمسن على أنها علاقة الأب بالابن أو المعلم بالتلميذ ، أو يتصورون أن الشاب متطفل على المسن أو عالة عليه ، وفي كل الأحوال والتصورات تحطيم لعزة نفس الشاب وشخصيته .

وحينما نأخذ بعين الاعتبار العلاقة المتكافئة بين الشباب وعمقها واعتمادها على الدوافع العاطفية دون الاعتماد على جانب العقل والمصلحة ، فإننا نستطيع أن نتوقع إلى أي مدى ستسفر صحبة الشبان السذج عن أخطاء ، وما هي الأحداث التي ستنجم عن تحريك غرائزه وطغيان أحاسيسه .

وقد يتصور البعض أن على الأبوين والمربين الأكفاء المتدبرين أن يتدخلوا في مسألة صداقة الشباب وينتخبوا لهم أصدقاء جيدين ليجنبوهم مخاطر العلاقات الضارة والسيئة. 

ومما لا شك فيه أن القيام بمثل هذه الخطوة الحكيمة لا يخلو من فائدة للشباب ، ولكن هذه الخطوة لا يمكن القيام بها إلا بعد أن يكون الشاب نفسه راغباً في ذلك ويصارح من هم أكبر منه سناً وأكثر منه تجربة بما يدور في ذهنه ويستشيرهم ويعمل بتوجيهاتهم، لكن الشاب ولشديد الأسف ليس فقط لا يرغب في ذلك بل ويرفضه رفضا قاطعا. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.